العمانية
عقد الاتحاد العام لعمال السلطنة اليوم مؤتمره الثاني والذي استعرض خلاله التقرير الإداري للمرحلة الأولى ( 2014 – 2018)، إضافة إلى اعتماد التعديلات على النظام الأساسي للاتحاد وذلك بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض.
رعى افتتاح المؤتمر معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة الذي أوضح أن الحضور الكبير للمؤتمر من داخل وخرج السلطنة هو دليل على نجاح تجربة السلطنة متمثلة في الاتحاد العام لعمال السلطنة والمؤسسات القائمة على رعاية العمال، مشيدا بالتعاون القائم بين الاتحاد العام لعمال السلطنة غرفة تجارة وصناعة عمان الأمر الذي سيعزز مسيرة العمال في السلطنة ويحقق التعمين في السلطنة من جانبه أوضح سعادة حمد بن خميس العامري وكيل وزارة القوى العاملة لشؤون العمل في كلمته أن الحكومة بذلت منذ بداية عهد النهضة المباركة جهودا مخلصة لتطوير تشريعات العمل لتكون هذه التشريعات منسجمة مع معايير العمل العربية والدولية من أجل تحقيق منظومة عمل متكاملة ومتزنة تخدم جميع أطراف الانتاج من عاملين وأصحاب أعمال ومتوافقة في الوقت نفسه مع الاهداف الاستراتيجية للتنمية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.
وقال سعادته إن المؤتمر يهدف إلى إرساء الدعائم الاساسية التي تم اعتمادها في المرحلة السابقة لتعزيز تمثيل القوى العاملة من خلال النقابات والاتحادات العمالية والاتحاد العام لعمال السلطنة، مبينًا أن الوزارة تحرص على أن يكون هذا المؤتمر امتداداً لما تم إنجازه في المرحلة السابقة بعقد انتخابات عمالية تتصف بالنزاهة والشفافية والمصداقية.
وأوضح سعادته بأن التمثيل النقابي في السلطنة تطور بشكل ملحوظ في المرحلة الاخيرة، حيث ازداد عدد النقابات العمالية من (87) نقابة عمالية خلال عام 2010م إلى (261) نقابة عمالية في نهاية عام 2018م، كما بلغ عدد الاتحادات العمالية (5) اتحادات تنظم خمسة قطاعات اقتصادية وهي قطاع النفط والغاز ويضم (46) نقابة عمالية وقطاع الانشاءات ويضم (11) نقابة عمالية وقطاع الصناعة ويضم (29) نقابات عمالية وقطاع السياحة ويضم (8) نقابات عمالية وقطاع التعليم ويضم (6) نقابات عمالية.
من جهته قال سعادة قيس بن محمد اليوسف رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان أن المؤتمر يعتبر من الفعاليات المهمة والبارزة، والذي ينظم من قبل الاتحاد العام لعمال السلطنة كونه يمثل إحدى ركائز الإنتاج الثلاث ما بين الحكومة والعمال وأصحاب الأعمال، كما أنه إحدى الأعمدة التي يقوم عليها الاقتصاد الوطني.
وبين سعادته أن مشاركة المنظمات الدولية والعربية المعنية بالعمل في المؤتمر يدل على ما صلت إليه السلطنة من احترام وتقدير من هذه المؤسسات، والذي جاء بفضل اجتهاد أطراف الإنتاج الثلاثة في الارتقاء بسوق العمل وتنظيمه خلال السنوات الماضية بالتعاون الوثيق مع إدارات وأصحاب الشركات.
وقال سعادته إن التجربة العمانية هي تجربة رائدة على مستوى المنطقة، ويمكن الاستفادة منها في كيفية تعزيز آليات التعاون والشراكة الثلاثية، وفوائد النقابات العمالية إذا ما جاءت بالتعاون مع أصحاب العمل ومبادئ الحوار الاجتماعي.
وأشاد سعادة فايز علي المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية بما تحقق على أرض السلطنة من إنجازات شاملة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية إضافة إلى التطورات على صعيد التشريعات العمالية والنقابية والقوانين المنظمة لسوق العمل، التي تكفل الحقوق وتصون الواجبات، بما يحقق الاستقرار في بيئة العمل ويضمن مستقبل ورفاهية المجتمع ويتواكب مع مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها السلطنة.
وقال المطيري إن المرحلة القادمة تتطلب البناء على ما تم إنجازه وتحتاج إلى تضافر الجهود والحوار الهادف والبناء ليسهم الجميع في تحقيق المصلحة العليا للمجتمع، من خلال الشراكة الحقيقة بين أطراف الإنتاج للدفع بعجلة التنمية وتعزيز الكفاءة الإنتاجية والاسهام في رسم السياسات وتنظيم علاقات العمل والحوار الاجتماعي.
من جانبة ألقى نبهان بن أحمد البطاشي رئيس الاتحاد العام لعمال السلطنة كلمة أوضح فيها أن المؤتمر ينعقد في مرحلةٍ هامةٍ مِنْ مسيرةِ الحركةِ العماليةِ في السلطنة تميزتْ بإنجازاتٍ ومكاسِبَ مُتعدِّدَةِ الأوجُهْ تستدعي التوقُّفَ عندَها في قراءةٍ تقييميِّةْ لما تمَّ تحقيقُهُ وإنجازُهْ بقصدِ تدعيمهِ وتطويرهْ بما يزيدُ مِنْ تحسينِ بيئةِ العملْ.
وقال إن العلاقةِ بينَ أطرافِ الإنتاجْ ضمان لاستقرارٍ دائمْ ليكونَ الأرضيةَ الملائمةَ للارتقاءِ بالأوضاع الاقتصاديةْ مِن أجلِ تنميةٍ مستدامةْ في عالمٍ مليءٍ بالتطوراتِ والتحديات مبينا أهمية الاقتداءُ بالتشريعاتِ الدوليةْ والتجاربِ المشابهةْ وتطويرِ ثقافةِ العملْ وإيجاد مناخٍ مِنَ الثقةْ .
وأشار إلى أن الاتحاد قام بتكثيف دوراتِ التدريبِ لقياداتِ الاتحاداتِ والكوادرِ المنتسبةْ إضافة إلى المشاركة في كُلِّ الملتقياتِ والحواراتِ النقابيةْ والتركيز على تطويرِ التمثيلِ النقابيّ على مستوى المؤسساتِ والقطاعاتْ حيثُ أصبحَ لاتحاد عام عمال السلطنة في وقتٍ وجيزْ خمسة اتحاداتٍ عماليةٍ في عددٍ مِنَ القطاعاتْ.
وقال مصطفى سعيد مستشار الأنشطة العمالية بالمكتب الإقليمي ببيروت -التابع لمنظمة العمل الدولية إن عقد المؤتمر يؤكد التزام الاتحاد وحرص منظماته النقابية الأعضاء على احترام الأصول والقواعد الديمقراطية والمؤسسية، المبنية على احترام الانظمة واللوائح الداخلية.
وقال إن الاتحاد العام لعمال السلطنة وسع من آفاق الشراكة مع منظمة العمل الدولية عبر التوقيع على البرنامج الوطني الثالث للعمل اللائق في السلطنة 2018 – 2022 ويهدف البرنامج الجديد إلى دعم الشركاء الاجتماعيين في مواكبة التغييرات السريعة في عالم العمل، عبر تعزيز سياسات سوق العمل وحوكمتها، وتطوير تشريعات العمل لتتوائم مع معايير العمل الدولية .
ويشارك في المؤتمر (301) عضو يمثلون أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد العام من النقابات العمالية والاتحادات العمالية، بواقع (148) ويتضمن جدول أعمال المؤتمر استعراض واعتماد التقرير الإداري للمرحلة الأولى ( 2014 – 2018)، إضافة إلى اعتماد التعديلات على النظام الأساسي للاتحاد، ويتخلل أعمال المؤتمر انتخاب رئيس مجلس إدارة الاتحاد العام و(10) أعضاء آخرين لعضوية المجلس للفترة (2019-2023).