محمد بن عيسى البلوشي*
جاء المرسوم السلطاني الذي إقتضى بانشاء المركز الوطني للتشغيل منسجما مع متطلبات المرحلة المقبلة في جعل المركز (محطة واحدة لتشغيل القوى العاملة الوطنية) كما جاء في توضيح مركز التواصل الحكومي ، على مستوى جميع القطاعات المدنية والعسكرية والأمنية والقطاع الخاص، وهذا ما سيجعل المركز منشغلا بتوجيه الكوادر الوطنية كلا حسب ميوله وتخصصة وإهتماماته.
إن الفرص الوفيرة لاستثمار وتوظيف الكوادر الوطنية الحالية والمستقبلية في مختلف المواقع والقطاعات، يستدعي معها وجود مركز متخصص يحلل معطيات وإحتياجات الجهات من تلك الكوادر بما يغطي ونمو أعمال تلك المؤسسات، وهذا أمر واضح جاء مع مقتضيات المرسوم السلطاني وتوضيح البيان، وعلى العاملين في المركز أن يحيطوا جميع المؤسسات التي تمت الإشارة إليها في المرسوم بضرورة إفصاح حول جميع الوظائف الدائمة والتعاقدية التي يشغلها الوافدون والتي تدفع مقابلها رواتب شهرية مباشرة وغير مباشرة، خصوصا اذا ما علمنا بوجود “19ر3 بالمائة من إجمالي عدد العاملين الوافدين يعملون في القطاع الحكومي، ويبلغ عددهم 59 ألفًا و246 عاملًا وافدًا، وأن 81 بالمائة يعملون في القطاع الخاص، وعددهم مليون و505 آلاف و885 عاملا وافدا، وذلك حتى نهاية نوفمبر 2017 (حسب النشرة الإحصائية الشهرية للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات)
أما على صعيد الاحتياجات الوظيفية خصوصا في القطاع الخاص، فإن جميع المؤسسات دون استثناء مطالبة بموافاة المركز بتلك الوظائف والتي ستعزز لهم فهم طبيعية كل وظيفة وأهم المهارات التي يتطلبها كل فرصه تشغيل، والعمل في برامج متسقة لتأهيل الكوادر الوطنية للمنافسة عليها وشغلها بشكل مباشرة.
إن وجود مركز متخصص لتشغيل القوى الوطنية في جميع القطاعات، سوف يوفر فرصة كبيرة لتحليل سوق العمل العماني بشكل دقيق ومهني برفدها بأدق المعلومات، وهذا ما سيجعل من المركز مستقبلا واحدا من الجهات المهمة التي ستعين مؤسسات التعليم العالي والتقني، وأيضا على المؤسسات التعليمية المختلفة أن تأخذ بمرئياتها في رسم خارطة التخصصات التي يتطلبها سوق العمل العماني.
إننا متفائلون لظهور المركز إلى النور، ونتطلع إلى فهم أعمق لفرص التشغيل الوطنية في مختلف قطاعات العمل، ونشير هنا إلى الفرص الوافرة في القطاع الخاص الذي لا زلنا نعول عليه الكثير ليلعب دوره الطبيعي في إقتصادنا، مع التأكيد دوما إلى أهمية تحفيزه ليظل شريكا حقيقيا وواعدا للوظائف حاضرا ومستقبلا.
*كاتب وصحفي إقتصادي