شؤون عمانية- فايزة محمد
صدر مؤخراً عن دار كنعان بسورية كتابٌ بعنوان ” عُمان بعيون سورية ” للكاتب السوري عارف حمزة.
الكتاب يضم عدة محاور رصدها الكاتب من خلال زياراته العديدة إلى السلطنة، حيث تطرق إلى تاريخ وحضارة عمان وآثارها ومتاحفها وعلمائها أمثال أحمد بن ماجد والمهلب بن أبي صفره والخليل بن أحمد الفراهيدي وغيرهم.
وجاء في مقدمة الكتاب: ” لقد شكلت عمان عبر تاريخها القديم والحديث مركزاً حضارياً فاعلاً ومتفاعلاً مع مختلف الشعوب، نتيجة موقفها الجغرافي على طرق القوافل التجارية البرية التي تنتهي عندها، وتبدأ منها التجارة البحرية مع أهم مراكز استقطاب أوروبا منذ غابر الزمن، وأقصد بذلك (شبه القارة الهندية) ، فمن البر العماني تبدأ رحلات لا تنتهي إلى مشارق الأرض ومغاربها تحمل البضائع والمواد الأولية والمصنوعات، من هنا تمر أيضا أحد أهم طرق الحرير، ما جعلها مركزاً بحرياً تجارياً مزدهراً على بحر العرب، وصولاً إلى المحيط الهندي.
وتشير كثير من البحوث التاريخية إلى الصلات المتينة التي أرساها العمانيون وحضارات الشرق القديم في الصين والهند وبلاد ما بين النهرين وفارس، إضافة إلى العلاقات التي أرساها أهل عُمان مع بلاد الشام ومصر ودول حوض البحر الأبيض المتوسط، كما كان للعمانيين الإسهامات الكبرى في الدعوة الإسلامية في البلدان التي وصلت إليها تجارتهم، خاصة في دول آسيا وأفريقيا.
لقد شكل التاريخ العماني قبسات حضارية، ليس للشعب العماني فحسب، بل لكل الشعوب التي تواصل العمانيون معها، وتمثلت السياسة العمانية المستقرة والهادئة في استقرار الحكم فيها وفي البلدان التي خضعت لسلطتها قبل أن تتدخل الدول الأوروبية لتقليص نفوذها عن مناطق شاسعة في أفريقيا وآسيا تفوق مساحة عمان الحالية مرات عدة”.