أسماء سويد
غاليتي.. ملهمتي.. سبق أن بدأنا رحلتنا على طريق الوعي والبصيرة لنصل معًا إلى وعي القواعد القيادية والتمكّن منها، وتحدّثنا عن قواعد ثلاث لنصل اليوم إلى قاعدتنا الرابعة، التي لا تقلّ أهميّةّ عمن سبقها، وقاعدتنا اليوم هي الذكاء العاطفي.
نحن لا نحيا بمفردنا على هذا الكوكب، فالإنسان بطبعه كائن اجتماعي لا يستطيع الحياة وحيدا، وحياتنا مع الآخرين تتطلب منّا تواصلا معهم، على اختلاف أفكارنا ومعتقداتنا وبيئاتنا الاجتماعية التي أتينا منها، وهنا يظهر التميّز في التواصل والقدرة على فهم الآخرين والتعاطف معهم، أو احتوائهم – مهما اختلفنا معهم – فكلما استطعنا الوصول إلى قلوب مَن حولنا؛ استوطناها وتركنا أثرًا إيجابيًا بالغًا، ينعكس إيجابيا على حياتنا الشخصية.
والذكاء العاطفي هو دمج بين ذكاءين: (الذكاء الذاتي، والذكاء الاجتماعي)، في حالة متوازنة دون إفراط أو تفريط.. هو قدرتك على وعي ذاتك وإدارتها وتعاطفك مع ذاتك والآخرين وتمتعك بكفاءة اجتماعية.
ولتعرفي نفسكِ هل تتمتعين بذكاء عاطفي عالٍ! علينا كالمعتاد طرح بعض الأسئلة لتتجلّى -من الإجابة عليها- رؤية واضحة عن ذاتك.
هل تحبين الآخرين بشكل عام؟ هل تعتقدين أن الذكاء العقلي أهمّ من الذكاء العاطفي، وأيمها يعدُّ معيارًا للسعادة لديك؟ هل يهمّك في النقاشات الاجتماعية إثبات أنّكِ على حقّ أم تميلين إلى كسب القلوب فيها؟ هل تتعاطفين مع الآخرين وتتقبلين أخطاءهم أم أنّكِ تحاسبينهم؟ هل لديك القدرة على إقامة علاقات اجتماعية جديدة؟ وهل يَهُمْك الانطباع الأول في علاقاتك بشكل عام؟ هل تَعِينَ مشاعرك وانفعالاتك، وتستطيعين التحكّم بها وإدارتها؟ وهل تعبّيرين عنها بوضوح وصراحة؟ هل تقبلين نقد الآخرين ولو كان لاذعا؟
هل لديك القدرة على الاستماع والإصغاء إلى الآخرين في لحظات ضعفهم، واحتوائهم في لحظات انفعالهم؟ هل تساعدينهم على تقبل ذواتهم؟ هل أنتِ مصدر دعم وأمان لمن حولك، وخيارهم الأول الذي يلجَأْون إليه عند الأزمات والمشاكل؟ هل تتمتعينَ بلغة جسد متناسقة ومدروسة وهادئة؟ هل تستطيعين أن تغفري أخطاء الآخرين في حقك وتتجاوزي عنهم وتبرريها لهم؟ هل لديك القدرة على أن تقولي: “لا” في محلها بلباقة، وترفضي القيام بما لا تريدين دون أن تُغْضِبي الطالب؟ هل لديك القدرة على تقديم المشورة إلى الآخرين بثقة؟
إن كانت إجابتك على الأسئلة بـ”نعم”؛ فأنتِ تتمتعين بذكاء عاطفي، فهنيئا لك غاليتي، فلا تستهيني بقدراتك ومهاراتك، وبقليل من الوعي والتركيز تستطيعين تطوير مهاراتك؛ لتكوني فعلا متميزة ومتفردة في شخصيتك وأثرك. ولتتمكني من التمتّع بذكاء عاطفي لافتٍ يُضْفي على علاقاتك التميّز والتقبّل والثقة؛ إليكِ غاليتي بعض النصائح:
– عزّزي قيمة الأخلاق لديك، فكلما كانت منظومة أخلاقك متكاملة؛ كانت دوافعك نحو الخير أكثر قوة، وسيرتِك وأثرِك عند الناس أعمق أثرًا.
– تحكّمي بانفعالاتِك ومشاعرِك، والجمي لسانِك واكتمي أسباب غضبك، وتعلمي كيف تعبّري عنها بشكل واضح؛ لتعالجي أسبابها وتتجنبيها.
– تسامحي مع من أغضبك، ولا ترضي أن يهزمك الغضب أو يوقعك في أسره، والتمسي الأعذار.
– لتكوني حليمة واسعة الصدر أمام النقد البنّاء أو الهادم؛ اقبليه وفتّشي بين طيّات نفسك عن نقاط سلبية قد تحتاج إلى تطوير وتعديل.
– تواضعي ولا تغّتري، فالتواضع هو معرفة الإنسان لحقيقة نفسه، والغرور هو الفخّ الذي يغتال إيجابيّاتِك وتواصلك مع الآخرين.
– اجعلي الابتسامة عنوانك دائما، مهما كانت المشاعر السلبية تحاول السيطرة عليك وجرّك إلى الكآبة والإحباط وخاصة مع الناس.
– لا تأخذي الأمور بحساسية، وتدربي أن تكون أعصابك بادرة في المواقف الصعبة.
– شاركي الآخرين أفراحهم وأحزانهم، فالناس لا تَنْسَى أبدًا مَن يقف معها.
– لا تسعي إلى تقليد أحدًا، ولتكن لكِ شخصيّة مستقلة متفردة مميزة بكل تفاصيلها.
غاليتي.. ملهمتي.. هي نصائح هامة إنْ أحسنتِ تطبيقها؛ ستعينك أن تكوني شخصيةً ساحرةً تملك القلوب، وتدخلها دون استئذان، وتَتْرُكِين الأثر الذي ترغبين أينما كنْتِ وحَلَلْتِ.
غاليتي ركّزي على فهم نفسكِ أولا، واعرفي كيف تديرين ذاتكِ بثقة وحب وتقبّليها وطوّريها، وأحسني التحكم بمشاعرك وانفعالاتك، وتعاطفي مع الآخرين؛ لتكوني صدرًا حانيًا وداعمًا لكلّ مَن يقصدك.
تميّزي بأخلاقك ومبادئك وسلوكياتك، فالله زوّدك برسالة إحياء القلوب والعقول؛ لأنكِ امرأة من طراز خاص.. لأنك تستحقين.