مسقط. العمانية: شاركت السلطنة دول العالم في الاحتفال بيوم الأغذية العالمي الذي يصادف 16 من أكتوبر من كل عام.
وألقى معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية كلمة بهذه المناسبة قال فيها :إن مشاركة السلطنة دول العالم الاحتفال بيوم الاغذية العالمي السابع والثلاثين للعام 2017م تحت شعـار ( فلنغير مستقبل الهجرة: لنستثمر في الأمن الغذائي والتنمية الريفية) المتزامن مع مرور اثنين وسبعين عاما على تأسيس منظمة الاغذية والزراعة الدولية للأمم المتحدة حيث يأتي الشعار الذي تم اختياره لاحتفالية العام الحالي هاجسا إنسانيا كبيرا أمام المجتمع الدولي على نحو عام والمجتمعات الإقليمية على نحو خاص بسبب تفاقم ظاهرة الهجرة الخارجية والداخلية، الأمر الذي يتطلب المزيد من الجهود للحد من تداعياتها، ويُعَد تنفيذ المشاريع الاستثمارية الداعمة للأمن الغذائي وبناء مجتمع ريفي مستدام أحد الحلول الواعدة والمطلوبة للحد من ظاهر الهجرة.
وأضاف معاليه: أن الاحصائيات الصادرة من قبل المنظمات الدولية المختصة تشير الىزيادة ظاهرة الهجرة بسبب الصراعات وعدم الاستقرار السياسي بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الجوع والفقر في العديد من بلدان العالم النامي وزيادة الظواهر المرتبطة بالتغيرات المناخية فقد بلغ عدد الأشخاص الذين ينتقلون داخل الحدود الوطنية لبلدانهم نحو (763) مليون نسمة، كما بلغ عدد المهاجرين عبر الحدود نحو (244) مليون نسمة في 2015 وعلى الرغم من أن العالم ينتج ما يكفي من احتياجات البشر للغذاء إلا أن قرابة (815) مليون نسمة كانوا يعانون من الجوع في عام 2016 منهم (155) مليون طفل عانى من سوء التغذية بأعمار (5) سنوات وأن سوء التغذية لوحده يكلف الاقتصاد العالمي ما يعادل (3ر5) تريليون دولار في السنة وبالمقابل فإن ثلث الأغذية المنتجة على نطاق العالم إما أن تفقد أو تهدر، مع الإشارة إلى أن قرابة 80% من فقراء العالم يعيشون في المناطق الريفية ويمارسون الأنشطة الزراعية الأمر الذي يتطلب تكاتف المجتمع الدولي للحد من تداعيات الهجرة ومعالجة آفة الجوع انطلاقا من مبدأ الغذاء للجميع.
وأكد معاليه في كلمته انه وبفضل سياسة حكومة سلطنة عمان فإن استراتيجية الزراعة المستدامة والتنمية الريفية 2040 واستراتيجية القطاع السمكي2040 قامتا على تأسيس علاقة متكاملة بين الزراعة والريف لتوفير العديد من القيم المضافة أهمها تقليل الاختلالات بين المجتمعات الريفية والحضرية وتعزيز البيئة المستدامة وتطوير الخدمات المجتمعية وتحسين الصحة والتغذية كما أن الاستثمار في المجتمعات الريفية والساحلية يوفر فرص عمل جديدة ويساهم في تعزيز المهارات وفي زيادة الإنتاجيات الداعمة لمنظومة الأمن الغذائي، وبقراءة سريعة لأهم مؤشرات أداء انتاج الغذاء لسلطنة عمان فقد ارتفع إجمالي الإنتاج من (1694) ألف طن عام 2011 م الى (2369) ألف طن في عام 2016 م بمتوسط نمو وقدره (6.7%).
وأشار معاليه إلى ارتفاع قيمة إنتاج الغذاء من المصادر النباتية والحيوانية والسمكية من (446) مليون ريال عماني في عام 2011 م الى (606) ملايين ريال عماني في عام 2016 م بمتوسط نمو وقدره (6.3%) وهي في مجملها تشير إلى تحقيق معدلات نمو واعدة ويجرى حاليا تأسيس شركات جديدة لإنتاج (363 ) ألف طن من لحوم الدواجن وبيض المائدة والألبان واللحوم الحمراء وشركات لتسويق الخضر والفاكهة وتصنيع التمور، وشركات في مجال الاستزراع السمكي لإنتاج ( 293 ) ألف طن من الأسماك والحيوانات البحرية، وسوف يبلغ إجمالي إنتاج هذه الشركات نحو ( 656 ) ألف طن، ويأمل أن يكون لهذا التوجه أثره في تحقيق معدلات نمو غير مسبوقة تساهم في تحسين نسب الاكتفاء الذاتي وتعزيز منظومة الأمن الغذائي وفي توفير فرص عمل جديدة كما يفيد التوجه الاستراتيجي لاختيار قطاع الثروة السمكية ضمن القطاعات الواعدة لتحقيق التنويع الاقتصادي للسلطنة الذي يتواءم وينسجم مع رؤية عمان 2040 ، في تعزيز هذا القطاع وزيادة مساهمته في الناتج المحلي للسلطنة .
وأضاف أنه على ضوء ما تقدم فإن المرحلة القادمة ستشهد بإذن الله تحقيق معدلات نمو صاعدة في أداء القطاعين الزراعي والسمكي في السلطنة وتوفير فرص عمل جديدة تبلغ قرابة (16000) وظيفة في القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني والقطاع السمكي.
ونوه معالي الدكتور وزير الزراعة والثروة السمكية إلى الانجازات المتحققة في تطوير الزراعة والأغذية في كافة بلدان العالم والجهود المبذولة من مكتب منظمة الأغذية والزراعة الدولية للأمم المتحدة في السلطنة وحركته الدؤوبة ولمشاركته الفاعلة في كافة فعاليات وأنشطة الوزارة.