شؤون عمانية- جمانة اللواتي
تحت عنوان: (بدأنا فلنكمل معًا)، انطلقت اليوم بولاية السيب “حملة استئصال بعوضة الزاعجة المصرية”، التي ستستمر لمدة أسبوعين من الثامن إلى الثاني والعشرين من شهر يناير الجاري، بتنسيقٍ من وزارة الصحة، وبلدية مسقط، وبالاستعانة بعددٍ من الفرق التطوعية بالسلطنة.
منذ فترة واسم هذه البعوضة يتردد كثيرًا في أوساط المجتمع وفي وسائل التواصل، بسبب اكتشاف حالة بالسلطنة مصابة بحمى الضنك، التي تعدّ بعوضة الزاعجة المصرية الناقل الرئيس لهذا المرض، وغيرها من الأمراض المختلفة، فمثلا بعض الدول يعاني غالبية شعبها من الحمى الصفراء، بسبب تواجد هذهِ البعوضة بكثرة، والظاهر فعلاً أنها سريعة الانتشار، حيث وصلت عدد الحالات المصابة في السلطنة إلى ٤٠ حالة غير مرتبطة بالسفر.
اللافت في الأمر، أن هذه الحملة بكادرها الكبير وخطة عملها الدقيقة تم التخطيط والتحضير لها في أسبوع وبضعة أيام، وهذا أمرٌ يجب الاشادة به، خصوصاً أنها ليست الخطوة الأولى لمكافحة الزاعجة، بل أن هناك جهودًا سابقة بُذلت منذ اكتشاف أول حالة مصابة بحمى الضنك، ليتم التقصي الوبائي، تلتها عملية التقصي الحشري ليتم الكشف عن وجود بؤر البعوضة في منطقتي الحيل الشمالية والجنوبية، ثم بعد ذلك قامت بلدية مسقط بأعمال الرشّ لمدة أسبوعين في الأماكن التي تم رصد الحشرة فيها بالإضافة إلى الجهود المبذولة على صعيد المجتمع المدني والذي تم إشراكه في عملية المكافحة، وتشجيعهم على تفريغ أوعية تخزين المياه، وتنظيفها باستمرار، والتخلص من المياه المتجمعة من أجهزة التكييف، وتغير مياه المراوح وأحواض الزراعة والأوعية الزراعية التي تُعد بيئة خصبة لتكاثر يرقات البعوضة الزاعجة.
كذلك نشرت الوزارة بالتعاون مع بلدية مسقط تعليمات تخصّ أساليب الوقائية من لدغات الزاعجة، عن طريق ارتداء ملابس تغطي الجسم كالأكمام الطويلة، وتغطية النوافذ بشبك ضيق المسام تجنباً لإمكانية مرور البعوضة.
وهنا قد يقول قائل: إن هذه الجهود المبذولة هي من واجب الوزارة تجاه البلد. وهذا أمرٌ صحيح؛ ولكن الشكر والتقدير أمرٌ مطلوب، بالإضافة إلى أن مكافحة الحشرة لا تقتصر على جهود الوزارة والبلدية، بل هي مسؤولية الجميع جماعاتٍ و أفراد، والقضاء على الزاعجة لن يأتي إلا بتكاتف الجميع مواطنين ومقيمين على أرض الوطن، من خلال عدة أمور، تتمثل في: التخلص من مسببات أو فرص تكون بؤر اليرقات وأماكن تكاثرها عن طريق إزالة الأوعية من صنع الإنسان، والتركيز على الصحة العامة، كذلك تسهيل آلية عمل الحملة بالسماح للفرق من دخول المنازل وتسريع مهمتهم، بالإضافة إلى المساهمة في رفع مستوى الوعي المجتمعي عن طريق استغلال المناسبات الاجتماعية وتعريف الناس بالبعوضة الزاعجة وطريقة عمل الحملة، شريطة أخذ المعلومات من المصادر الموثوقة، وهنا يكمن التعاون الأكبر حيث أن تداول الأخبار المغلوطة ونشر الشائعات من شأنه إثارة الفزع في قلوب الناس وتهويل المسألة، أو العكس تماماً تهوينها بمعلومات غير صحيحة تجعل المجتمع يتساهل مع الموضوع عوضاً عن المساعدة.
أعتقد أن الشعب العُماني، وكما عُرف عنه وتعودنا عليه، لن يقصّر أبدًا في التكاتف مع الجهات المختصة وفرق الحملة، والتبليغ عن أماكن وجود البؤر في حال تمت ملاحظتها، بالإضافة إلى كافة وسائل المساعدة التي يقدر عليها، وبهذهِ الجهود المشتركة سنتمكن من التخلص من الزاعجة المصرية أو تقليل مخاطرها وآثارها قدر المستطاع.
ملاحظة : الصورة منقولة من موقع تويتر