بقلم: يوسف بن علي البلوشي
أظهرت الموازنة الحاليـــــــــــة والتي أصدرت لعام 2019، استبشارا وتفاؤلا كبيرا واطمئنانا فهي جاءت فعلا لتزيل مخاوف الكثيرين حول الاستفهامات المتراكمة لدى المواطن.
رغم الأزمات المادية والاقتصادية فإن الموازنة تعطي مؤشرات إيجابية لمسيرة المشروعات التنموية أن تمضي بكل اقتدار، وخاصة أن السلطنة أنجزت الكثير من المشاريع الكبرى والحيوية وأصبح الأن الهدف القادم للاستثمار أن يقول كلمته للمستقبل وأن يستقطاب رؤوس الأموال.
ورغم تذبذب أسعار النفط الدولية وتأثر نفط عمان بماحوله في العالم إلا أن السلطنة أثبتت أن مقياس العمل سيكون في تنوع مصادر الدخل الاقتصادي وليس الإعتماد الكلي على النفط، وفي ظل ثبات الحفاظ على معدل سعر النفط 58 وهو ما يعد سعرا مميزا في اعداد للموازنة.
كما ان احتساب الموازنة بنحو عشرة مليارات ومئة مليون ريال هو مبلغ يسهم في ضرورة قيام المؤسسات بترشيد الإنفاق واتباع الطرق المثلى في الانفاق بما يحقق التوازن الأمثل.
ويجب ان نحقق من الاستثمارات القادمة مجالا جديدا في تمكين البنية الاقتصادية من خلال استقطاب التجار، وتحريك المناطق الاقتصادية، واستغلال الثروات المعدنية الاستغلال الأمثل، ورفع مستوى الدخل في الثروة السمكية، وأيضا في تفعيل وتمكين السياحة نحو إقامة مشروعات وثابة تعود بالفائدة على الوطن و المواطن.
وبالتأكيد فإن تفعيل الإتفاقيات الاقتصادية وزيادة روابط التعاون الاقتصادي لدى الدول الأخرى يسهم في فتح آفاق تدفق الأموال على النشاط الاقتصادي، خاصة أن الظروف التي تمر بها الدول تستدعي التدخل والتكاتف من أجل إنجاح مساعي تقوية المكاسب والاستفادة من التراكمات المحققة، وحققت السلطنة في فترات ماضية معدلات مرتفعة وخاصة في قطاعات عديدة فضلاً عن تحسن مؤشرات السياحة بفضل فتح المطارات والترويج السياحي وأيضا نمو التحويلات والاستثمارات الأجنبية
كما انه يجب ان تعيد المؤسسات هيكلتها في الإنتاج الوظيفي وفتح مجال الطاقات للكفاءات الشابة، والتقليل من توسيع الهياكل التي ترهق الموازنات لدى المؤسسات بل وتنفق الكثير من الأموال دون عوائد تذكر .
ويفرض استغلال الشواغر الوظيفية للمواطنين اهتماما كبيرا يفترض من خلاله ان تقوم الدولة بمراجعة الوضع في توظيف الوافدين بحسب معايير الحاجة الفعلية والفنية .
ورغم كل ذلك إلا أن التفاؤل بمعطيات الموازنة العامة لهذا العام كبيرة جدا ونسعى الى تحقيق المأمول منها خلال هذا العام .