مسقط- شؤون عمانية:
تسعى وزارة الصحة جاهدة لتقديم أفضل الخدمات الصحية للمرضى، لا سيما الرعاية الصحية لأمراض الأورام السرطانية؛ حيث يكتسح هذا المرض مرتبة متقدمة حالياً من بين الأمراض المزمنة سواءً في العالم أو السلطنة ، وبما أن المريض يستلزم منه رحلة علاجية طويلة نوعاً ما باشرت وزارة الصحة ممثلة بالمركز الوطني لعلاج الأورام بتوفير كوادر طبية متمرسة تمتلك الكفاءة والخبرة العالية، إضافةً إلى توفير الأدوية والعقاقير العلاجية ذات الجودة والتي تزاهي الدول المتقدمة من حيث المعايير والمقاييس المنتهجة لتشخيص وعلاج مرضى الأورام ، إلى جانب توفير المعدات والأجهزة الطبية الإشعاعية العلاجية المستخدمة في علاج الأورام السرطانية التي تُعد الأحدث من نوعها على الصعيد الدولي .
وحول الخدمات التي يقدمها المركز، قال فايز بن محمد التوبي رئيس قسم خدمات مرضى الأورام بالمركز الوطني لعلاج الأورام : لم تقتصر الخدمات الرعاية الصحية المقدمة لمرضى الأورام على هذا النحو، بل يتعدى إلى الاهتمام بالنواحي النفسية والمعنوية المساندة للمريض، بما في ذلك إعفاء كافة مرضى الأورام من دفع تكاليف رسوم التسجيل، سواءً لفتح السجل أو للزيارات المتلاحقة ؛ وذلك مراعاةً لظروفهم المادية ولتكرار زياراتهم العلاجية والتشخيصية بصفة متلاحقة ومتقاربة .
كذلك يوفر المركز الوطني لعلاج الأورام سكناً مهيئاً لمرضى الأورام يتكون من 40 غرفة، حيث روعي في تجهيزه بحيث يوفر للمقيمين الراحة والرفاهية، إذ تضم كل غرفة سريرين و تلفازاً و ثلاجة مع توفير ثلاثة وجبات (الإفطار والغداء والعشاء) بصفة يومية للمريض والمرافق، فضلاً عن تقديم خدمات النظافة واللوجستية للغرف، حيث يهدف توفير سكن للمريض لتخفيف تردد المريض وتكبد مشقة الطريق لفترات متلاحقة خلال اليوم أو الأسبوع للحصول على الجرعات العلاجية.
وأضاف التوبي : كما يوجد سكن خاص مهيئ لأطفال مرضى الأورام تابع للجمعية العمانية للسرطان (دار الحنان) بالتعاون مع مركز الوطني لعلاج الأورام شامل جميع المرفقات، وتنظم دار الحنان فعاليات ترفيهية وتعليمية لهؤلاء الأطفال من قبل طاقم تدريسي متخصص، مع العلم بأنه بإمكان عائلة الطفل المكوث مع المريض خلال فترة تواجده بالدار .
وحول دور الفرق التطوعية أوضح التوبي بأن المركز الوطني لعلاج الأورام يقوم بإدماج المتطوعين و الفرق الأهلية التطوعية مع المرضى المنومين وفق شروط وآليات ؛ وذلك بهدف تعزيز النواحي المعنوية للمرضى وذويهم ، إضافة إلى إدماج مؤسسات القطاع الخاص والجمعيات الخيرية في دعم المرضى المعسرين بما في ذلك ؛ توفير الأجهزة والمعدات الطبية لهم و الأسِرة والكراسي المتحركة والمكملات الغذائية.
وأشار إلى أن المركز يعمل كذلك على غرس مبدأ التعاون والتكاتف ما بين الأمهات المقيمات في قسم الأورام الأطفال بهدف خلق أسرة واحدة ، وتعزيز النواحي المعنوية للأمهات أثناء الرحلة العلاجية لأطفالهن .
كما أصبحت فكرة تحقيق الأمنيات لمرضى الأورام من قبل الفرق التطوعية أو المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص محور إهتمامنا لما لمسناه من تأثير إيجابي في نفسية المرضى سواءاً للأطفال أو الكبار، حيث يتم تحقيق أمنية الأطفال من حيث حلمه أن يصبح في وظيفه معينة مستقبلاً أو طموحه للحصول على غرضاً ما يرغب به .
أما بالنسبة للمرضى الكبار أوضح التوبي أنه يتم التعامل معهم وتحقيق أمنياتهم بالذهاب إلى الديار المقدسة لأداء مناسك العمرة برفقة طاقم صحي ، والعمل على توفير بعض المستلزمات والمتطلبات الأساسية لمرضى الدخل المحدود والضمان الإجتماعي، بما في ذلك تأثيث مسكنهم أو تقديم الدعم المادي لهم ومساعدتهم في توفير المستلزمات الدراسية لأبنائهم وكسوة العيدين ومستلزمات شهر رمضان الكريم ، وذلك بالتنسيق مع بعض الهيئات والجمعيات الخيرية والفرق التطوعية .
الجدير بالذكر يعكف المركز الوطني لعلاج الأورام على تنظيم المؤتمرات والفعاليات التوعوية بصفة دورية حيث تستهدف الأفراد والمجتمع حول أمراض الأورام السرطانية الشائعة من حيث الأعراض والمسببات وطرق الوقاية ، إذ يتم إقامة ندوات ومحاضرات بالمستشفى السلطاني والمراكز التخصصية التابعة له ، إضافة إلى المدارس التعليمية والمؤسسات الصحية بمختلف محافظات السلطنة .