بقلم: محمد بن عيسى البلوشي*
من منا لم تكن بداياته بسيطة، من منا لم يتعلم من أخطائه، وقبل ذلك كنا في مقاعد الدراسة ونمارس العديد من الأفكار الدراسية التي تكون صحيحة أحياناً وخاطئة أحياناً أخرى، وقبل ذلك كنا أطفالاً نعيش في بيئة مليئة بالتجارب وتكسير الأشياء والمشاكسة وغيرها من صنوف العبقرية الفطرية التي كنا نمارسها دون وعي منا .
بعض الإدارات في المؤسسات المختلفة لا تدع للموظف فرصة البحث عن الأشياء في محيط عمله، بل تريد أن تتم الأمور وفق ما تريد هي، لا وفق ما يعتقد أو يجرب الموظف أن تكون عليه الأمور، وهذا ما يقودنا إلى فكرة أن: ” لا تفكر بعقلك، وإنما خذ فكرة من عندي ونفذها”، وهذا ما يقود إلى الجهل الوظيفي رغم أن لدينا عقولا بشرية مبدعة.
إن إعطاء الموظف المساحة الكاملة كي يمارس عبقريته في محيط عمله من خلال تجربة ما يعتقد أنه من المفترض أن يكون، سيساعد المؤسسات على إيجاد الحلول للعديد من التحديات التي تواجهها، وعلى الإدارات أن تتفهم للغاية المهمة وهي أن نجعل الجميع يمارس عبقريته في الحياة.
لا يحق لنا مهما كانت صفتنا الأبوية أو الأخوية أو الإدارية أن نحرم من نعيلهم أو نهتم بهم فرصة البحث والتجربة للعديد من الأمور الحياتية المحفزة للإبداع والتطوير، فلا يمكن أن تحرم إبنك من ممارسة اللعب مهما كانت الفوضى التي يحدثها بمحيطه، فهو في هذا الوقت يتعلم أبجديات الأمور، وسوف يصل إلى ممارسة صحيحة تجعله فاعلاً في الحياة.
إننا بحاجة اليوم إلى ثقة أكبر في محيط أعمالنا كي نمارس الإبداع بشكل أفضل، بحاجة إلى إيمان عميق بأن الأمور ما هي إلا فكرة من الجيد أن يختبرها صاحبها في معترك الحياة، يفشل تارة وينجح تاره أخرى، وتستمر هذه الحالة معه في جميع الأمور، فليس بعد الفشل إلا نجاح مكتوب ووصول إلى حقيقة دامغة من سنن هذا الكون الكبير الذي يستوعب الجميع.
*كاتب وصحفي عماني