بقلم: فاطمة بنت أحمد المنجية @fatmaomani
المشكلة التي يُعاني منها البعض تتمثل في “الإقصاء التام”، فالشخص الذي يـمتدح مثلاً مُنجزاً من منجزات الـحكومة يسمى “مطبلاً”، والشخص الذي ينتقد مؤسسة أو مسؤولاً في الـحكومة يسمى “ناكراً للمعروف”؛ وكل فئة تقصي الفئة الأخرى، وبهذا يُغيب النقد البناء، والـحوار الـهادف، ويـجعلنا ندور في متاهات الصراع السطحي.
وهذا ما يوحي بأن لدينا خلل إعلامي فج، ليس فقط على مستوى الإعلاميين بل حتى على مستوى المسؤولين، والمتلقين، والناشطين، فعندما يـخرج لك مسؤول أو إعلامي بتصريـحات أقل ما يٌقال عنها مستفزة لمشاعر المواطنين، وتـحبط من معنوياتهم؛ ويتم الرد عليها بطريقة أكثر عشوائية وغوغائية من بعض الجماهير، أعلم حينها أننا نفتقر لـمنظومة إعلامية حرفية، قادرة على إدارة المواضيع والرد عليها وتفنيدها وتـحليلها إعلاميا بطريقة منطقية ومهنية تضمن الـحصول على نتائج حقيقية وشفافة تصب في مصلحة المواطن بشكل عام.
وهنا نطرح تساؤلاً منطقيًا: ( ما هو دور الإعلام العُماني من كل هذه الغوغائية؟!)،أليس من الضروري بمكان أن تتبنى السلطنة (حكومة وقطاع خاص ومؤسسات المجتمع المدني ) خطة إعلامية استراتيجية على المستوى ( المحلي والإقليمي والعالمي) ترتكز على القيم والمبادئ العُمانية الثابتة، وتتماشى مع مستجدات الواقع الإعلامي المعاش، وتواكب الثورة المعلوماتية والتكنولوجية، وتلبي طموح الشباب العُماني في مـختلف الـمجالات؟!.
أعتقد بأن الوضع الإعلامي الـمحلي بـحاجة إلى إعادة صياغة من خلال رؤية إعلامية واضحة الـملامح، يشارك في إعدادها جميع الـمختصين والفاعلين والـمحسوبين على الإعلام بـمختلف أنواعه ومـجالاته، دون (إقصاء أو تـحيز، أو مـجاملة ) لطرف على حساب الطرف الأخر، أما الوضع الـحالي للإعلام أقل ما يمكن وصفه بأنه “مُغيب” عن الـساحة، والدليل على ذلك هذه “العشوائية” التي يتحرك فيها الإعلام بين الـحين والأخر، دون أن تكون له بوصلة واضحة ودقيقة ومنظمة؛ وهذه ظاهرة غير صحية البتة.
ملاحظة: الصورة من موقع جريدة الشبيبة