شمال الشرقية- شؤون عمانية:
تزامنا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني 48 المجيد نظم فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة شمال الشرقية ملتقى شمال الشرقية الاقتصادي “تنمية سياحية”، والذي انطلقت فعالياته يوم الأربعاء الماضي تحت رعاية معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة، وتستمر حتى السابع من ديسمبر الحالي، وذلك وسط مشاركات حكومية وخاصة واسعة، حيث يحتضن الملتقى العديد من الفعاليات والأنشطة الاقتصادية والبرامج السياحية بمختلف ولايات المحافظة الست، وهي ولاية إبراء وبدية والقابل ودماء والطائيين ووادي بني خالد والمضيبي.
إحصائيات الملتقى
شهدت المحافظة نشاطا اقتصاديا كبير وحركة شرائية غير مسبوقة في مختلف المجالات التجارية تزامنا مع ملتقى شمال الشرقية الاقتصادي الذي شهد بدوره إقبالا وحضورا كبيرا لفعالياته، وقد بلغ عدد زواره إلى يوم الأحد الفائت 19 ألف زائر من مختلف محافظات السلطنة ومن خارج السلطنة، حيث تستعرض ولايات المحافظة الستة منتجاتها وتراثها الشعبي.
كما حظي الملتقى بمشاركة واسعة من رواد الأعمال، حيث بلغ عدد المشاركات بمعرض المنتجات العمانية 50 مشاركة لأصحاب وصاحبات الأعمال، أما في أركان القرية التراثية فقد شاركت 25 جهة حكومية وخاصة، ويروج الملتقى الاقتصادي لأكثر من 30 مقصدا سياحيا، ومن ناحية المنشآت الفندقية بالمحافظة فتصل إلى 27 منشأة فندقية تحتوي على 462 غرفة تستقطب الزوار، بالإضافة إلى 10 مخيمات سياحية تحتضنها المحافظة، وقد شهدت أسواق المحافظة حركة اقتصادية نشطة، وانتعاشا ساهم في نمو الحركة التجارية والشرائية.
تعزيز المقومات السياحية
ويؤثر القطاع السياحي تأثيرا كبيرا على كافة قطاعات الاقتصاد الوطني الأخرى، حيث يمتاز هذا القطاع التنموي باعتماده على العامل البشري والجهود المبذولة في مختلف الأنشطة الاجتماعية والثقافية والزراعية والخدمية، حيث تتميز بيئة محافظة شمال الشرقية بالرمال الذهبية والحياة الريفية والقرى الصغيرة، كما تحظى ولايات المحافظة بمواقع أثرية وسياحية فريدة من نوعها، وتستقطب العديد من السواح من داخل وخارج السلطنة.
وجاء ملتقى شمال الشرقية الاقتصادي ليعزز مقومات المحافظة، ويدعم الإنسان العماني في مهنته التراثية، وتوسيع دائرة المنتجات اليدوية من خلال عرض منتجات رواد الأعمال في القرية التراثية التي احتضنها الملتقى بحديقة بدية العامة، حيث توافد الكثير من الزوار على القرية وكان لهم دور فعال في دعم منتجات رواد الأعمال في المجال التراثي، وذلك من خلال اقتناء المنتجات كهدايا تذكارية، مما يسهم في ارتفاع حصيلة الدخل والإنتاج لرائد العمل، وتشجيعه على بذل المزيد من الجهد الذي يسهم في رقي الجانب الاقتصادي بالبلاد.
وقد حرص الملتقى على إبراز التراث العماني الأصيل الذي تتمتع به ولايات المحافظة الست، ويسعى إلى تطويره كونه أحد أعم عناصر الترويج السياحي بالمحافظة الذي يسهم في رفع مستوى الدخل الاقتصادي، كما أن الحرف والفنون التقليدية تعد إحدى المجالات المساهمة في رفد أهل المجتمع بمصادر دخل وفرص عمل، كونها إحدى أهم الأنماط السياحية.
استثمارات واعدة
وقال الدكتور ناصر بن راشد المعولي عميد كلية الدراسات المصرفية والمالية وأستاذ مشارك في الاقتصاد: “إن ملتقى شمال الشرقية الاقتصادي في نسخته الثانية تحت عنوان «تنمية سياحية» يضع محافظة شمال الشرقية على خارطة الاستثمارات الواعدة في القطاع السياحي، حيث ساهم في الترويج بالمزايا والنشاطات الاقتصادية ذات المزايا التنافسية التي جعلت محافظة شمال الشرقية مشروع تنموي واعد ومستدام يهدف إلى توفير فرص استثمارية واعدة لأبناء المحافظة لتحقيق النمو والرفاه الاقتصادي المنشود”.
وأضاف المعولي: “هذا النوع من الملتقيات الاقتصادية يعزز إنشاء بيئة استثمارية فاعلة وتنافسية وجذب شركاء فاعلين، ويعزز الشراكة بين القطاعين العام والخاص ودعم القطاع السياحي بما يمكنه من مواجهة التحديات وتعزيز القدرة التنافسية التي تدعم الإقتصاد الوطني”.
وأشار عميد كلية الدراسات المصرفية والمالية إلى أن ملتقى شمال الشرقية الاقتصادي ساهم في إنشاء بيئة استثمارية فاعلة وتنافسية وجذب شركاء فاعلين، وتنشيط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المحافظة، كما يساهم هذا النوع من الملتقيات الاقتصادية على مستوى المحافظات في تحقيق تنمية متوازنة للمحافظات، وتساهم في عملية الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية بحسب المزايا النسبية لكل محافظة من محافظات السلطنة، بما من شأنه أن يسهم في تحقيق تنمية إقليمية متوازنة تقود إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة للسلطنة.
جوانب اقتصادية مهمة
وقال زكريا الغساني صاحب الأعمال والمتخصص في قطاع المعارض: “إن مثل هذه الملتقيات من شأنها أن تنعش الحركة الاقتصادية وتدويرها، لذلك يجب دعم هذه الملتقيات وإعدادها الإعداد الجيد والتنسيق، وتسخير كل الإمكانيات من قبل كافة الجهات الحكومية المختصة والمعنية ومشاركة الجميع، كونها تخدم المجتمع المحلي وبالتالي يستفيد منها أصحاب وصاحبات الأعمال، وأصحاب الأعمال المنزلية ورواد الأعمال والشركات الحكومية والشركات الخاصة ومختلف القطاعات التنموية، ويعد ملتقى شمال الشرقية ملتقى ناجح بكل المقاييس والدليل على ذلك آلاف الحضور من المواطنين والمقيمين، مما يخلق حراك اقتصادي، ويوفر فرص للباحثين عن عمل والصناعات الحرفية والجمعيات والفرق الشعبية، لذلك هناك فائدة اقتصادية كبيرة يحققها الملتقى، كما يجب الإشارة إلى دور غرفة تجارة وصناعة عمان وفرع الغرفة بمحافظة شمال الشرقية على وجه الخصوص، وهو ما يجعل الغرفة تقوم بدورها الحقيقي في دعم القطاع السياحي وكافة القطاعات الاقتصادية، وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني، لذلك على الشركات والبنوك والمؤسسات مساندة هذا الملتقى، وأتمنى أن تسعى مختلف فروع الغرفة على إقامة ملتقيات مشابهة في مختلف محافظات السلطنة”.
تأثيرات إيجابية
وأفاد حمد بن محمد الحجري مساعد رئيس جامعة الشرقية للشؤون الادارية والمالية بأن الملتقى يؤثر على اقتصاد المحافظة اقتصاديا وسياحيا، وذلك من خلال تسليط الضوء على محافظة شمال الشرقية والتنوع السياحي المتوفر في هذه المحافظة، وجذب السياحة الداخلية والسياح الأجانب من أجل تنشيط العملية السياحية بما يرفد الاقتصاد الوطني، مبينا بأن وجود هذا العدد من الأنشطة والفعاليات المصاحبة للملتقى سيساهم بتعريف الزوار بالمحافظة سواء خلال فترة الملتقى أو بعد الملتقى من خلال الصدى الإعلامي الذي تخلقه الفعاليات والأنشطة المقامة، كما أنه يساعد أصحاب الأعمال على الاستثمار في هذه المحافظة، ويزيد من فرص الوظائف والأعمال، وتطوير الأنشطة الاقتصادية القائمة، كما أن هذه الفعاليات تؤدي إلى زيادة وعي المواطنين حول مدى إثراء الأنشطة السياحية والاقتصادية في المحافظة، وأوضح بأن جامعة الشرقية ستنظم يوم غد (الثلاثاء) ندوة لمناقشة الفرص والتحديات في الاستثمار بالقطاع السياحي والخروج بتوصيات ورؤى وأفكار تخدم هذا القطاع.
حراك تجاري
وبين صاحب الأعمال ناصر بن سعيد اليزيدي المتخصص في قطاع التجارة والمقاولات أهمية ملتقى شمال الشرقية الاقتصادي في خلق حراك تجاري متعدد المجالات سواء في القطاع السياحي أو في الخدمات اللوجستية والبنية الأساسية، وكذلك في الحركة الشرائية والتي تشهد نشاطا غير مسبوق بسبب الحضور الكبير للفعاليات والأنشطة التي ينظمها الملتقى في مختلف ولايات محافظة شمال الشرقية، وأكد اليزيدي بأن تنظيم مثل هذه الملتقيات يساهم بشكل كبير في توفير العديد من الفرص والأعمال التجارية لأبناء المحافظة، مشيدا بجهود فرع غرفة تجارة وصناعة عمان في محافظة شمال الشرقية في تنظيم هذا الملتقى.
مطلب أساسي
ولقد تحدث سالم الغنيمي مدير عام مخيم السلام عن الملتقى قائلا: “تشهد المخيمات السياحية إقبالا كبيرا، حيث ارتفعت نسبة الإشغال بسبب النشاط السياحي والاقتصادي الكبير في المحافظة تزامنا مع ملتقى شمال الشرقية الاقتصادي، وهذه الملتقيات تساهم بشكل كبير في زيادة عدد الزوار في المحافظة، وبالتالي ترتفع نسبة الحجوزات بما يخدم الفنادق والمخيمات السياحية، لذلك استمرار مثل هذه الفعاليات مطلب أساسي لنا نحن أصحاب المخيمات السياحية لتجذب أكبر عدد من الزوار”
تكامل الجهات المشاركة
ولقد صرح المهندس سليمان بن حمد السنيدي المدير العام المساعد بالمديرية العامة للبلديات الإقليمية وموارد المياه بمحافظة شمال الشرقية قائلا: “من خلال متابعتنا لأنشطة الملتقى نجد بأن هناك نوع من التكامل بين الجهات الحكومية والخاصة لإنجاح الملتقى وتحقيق أهدافه، وكانت البلديات شريكا مساندا ولها دورا كبيرا بالملتقى، من حيث توفير الحديقة العامة بكامل خدماتها ومشاركاتها بمعرض متكامل، بالإضافة إلى متابعة المرافق الخدمية بالحديقة العامة بصفة دائمة من أجل راحة المواطنيين والمقيمين الزائرين والمشاركين في الملتقى، وقد ظهرت نتائج النجاح جليا من خلال الأعداد الكبيرة لمرتادي الفعاليات والمشاركين فيها وكذلك المتابعين للملتقى، وقد ساهم ملتقى شمال الشرقية الاقتصادي في رفع مستوى الحركة الاقتصادية بالمحافظة، حيث أن هناك مؤشرات لنمو الحركة التجارية والسياحية بشكل ملموس.
انتعاش حركة القطاع اللوجستي
وقال عبدالحكيم بن عامر الحجري رئيس لجنة النقل والقطاع اللوجستي بغرفة تجارة وصناعة عمان فرع محافظة شمال الشرقية: “ساهم الملتقى في انتعاش الحركة السياحية بالمحافظة، مما ساهم في تنشيط المحرك الاقتصادي بمختلف القطاعات الصناعية والخدمية والتجارية، ومن ناحية تأثير الملتقى على قطاع النقل والقطاع اللوجستي فقد كان إيجابيا، وأسهم بدور فعال في ترويج أعمال رواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لباصات النقل وسيارات الدفع الرباعي بشكل كبير، كما عزز الملتقى أدوات ووسائل النقل، ومعدات التخزين”.
وأضاف الحجري: “شهد الملتقى إقبالا كبيرا من الزوار، مما ساهم في دعم القطاع التجاري والاقتصادي بالولايات الست، ونتيجة للكثافة الشرائية فقد تكاملت القطاعات بالمحافظة كخلية النحل لإيجاد مورود اقتصادي لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كما بادر أصحاب وصاحبات الأعمال بالمحافظة باستعراض شركاتهم ومؤسساتهم والتعريف بها، إلى جانب مشاركة الجهات الحكومية وجمعيات المرأة العمانية بالقربة التراثية، والذي كان له دور في تسهيل عملية التواصل بين أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والجهات الحكومية والترويج للمنتجات العمانية”.
وأشار رئيس لجنة النقل والقطاع اللوجستي بفرع الغرفة في المحافظة إلى أن الملتقى سيحتضن يوم غد “الثلاثاء” بجامعة الشرقية ندوة اقتصادية بعنوان “سياحة واقتصاد” والتي تتطلع إلى رؤى جديدة تنهض بالقطاعات السياحية واللوجستية، وستناقش آليات تنظيم العمل السياحي مع باقي القطاعات بمحافظة شمال الشرقية لإبراز المحافظة وولاياتها، والمساهمة في جعلها إحدى أهم الوجهات الاقتصادية والسياحية.
50 مشاركة
إقبال كبير على معرض المنتجات العمانية المقام حاليا في حديقة بدية العامة ضمن فعاليات ملتقى شمال الشرقية، حيث توافد جمهور غفير من المواطنين والزوار والسياح الأجانب، وتشارك فيه أكثر من 50 مشاركة من صاحبات الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من جميع ولايات محافظة شمال الشرقية، كما ضم المعرض أركانا متنوعة للمنتجات والصناعات الوطنية في مجالات العطور والبخور وتنسيق الزهور والتصميم والمنتجات الغذائية المحلية والشعبية، بالإضافة إلى الصناعات الخفيفة، وصناعة الحلوى العمانية، وصناعة الفضيات، والملابس والكماليات والإكسسوارات المنزلية وأعمال الديكور والزخرفة.
ابتكارات عمانية
وقالت منيرة بنت سعيد الحارثية رئيسة لجنة صاحبات الأعمال بفرع الغرفة بمحافظة شمال الشرقية: “إن المعرض الذي تحتضنه فعاليات ملتقى شمال الشرقية الاقتصادي يتزامن مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني الثامن والأربعين المجيد ويأتي ليمزج الفرحة الوطنية بالإبداعات والابتكارات العمانية التي سجلت انطباعا كبيرا من قبل الزوار، لاسيما المتعلقة بالصناعات المحلية كالحرف التقليدية والمشغولات اليدوية والمنتجات الغذائية والعطور التي تصنع منزليا، ويأتي معرض المنتجات العمانية تشجيعا وإبرازا لجميع فئات المجتمع المنتجة، وهي تشكل دعما للاقتصاد الوطني، إضافة إلى السعي لتنويع مجالاته الإنتاجية، وتشجيع المستهلكين سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات على شراء السلع والخدمات المصنوعة محليا خاصة مع معايير الجودة العالية التي تتميز بها المنتجات العمانية والتي أوصلتها الى العالمية مقارنة بالمنتجات الأخرى”.
موروث ثقافي
من جهتها قالت أسماء الصقرية عضوة بجمعية المرأة العمانية بولاية القابل: “إن مشاركة عضوات جمعية المرأة العمانية في ملتقى شمال الشرقية الاقتصادي يأتي من منطلق حرصها على إبراز منتجات المرأة العمانية، وإبداعاتها في تقديم الأكلات الشعبية والمشغولات اليدوية، فضلا عن اللوحات الفنية التي تقدمها وتظهر الموروث الثقافي والفني للولاية، ومشاركاتها المتنوعة بالقرية التراثية بحديقة بدية العامة”.
والجدير بالذكر أن اللجنة المنظمة لملتقى شمال الشرقية الاقتصادي تسعى لإبراز جهود هذه الجمعيات ودعمها وتشجيعها، وتسليط الضوء على جهودها بشكل مستقل، فضلا عن اهتمامها المنقطع النظير بصاحبات الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتقديم مختلف أوجه الدعم لمنتجات رواد الأعمال.