أكد معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة أن السلطنة تعد في مرحلة القضاء على مرض الحصبة والحصبة الألمانية، بالاعتماد على العديد من الإستراتيجيات التي تضمنت خطط التقصي الوبائية والإجراءات الوقائية، لبلوغ هذه المرحلة؛ والتي يهدف من خلالها الوصول إلى معدلات منخفضة للحالات المسجلة خلال الأعوام السابقة والذي وصل قرابة الواحد للحالات المحلية لكل مليون حالة، وذلك حسب المعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية للقضاء على الحصبة.
وأضاف السعيدي – الذي كان يتحدث خلال الإجتماع الذي عقدته وزارة الصحة اليوم الأربعاء لمناقشة الإستعدادات والتجهيزات لتنفيذ المرحلة الثانية من الحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة للفئة العمرية من 20 – 35 بحضور أصحاب السعادة وكلاء وزارة الصحة ومجموعة من المسؤولين بوزارة الصحة وممثلين عن المؤسسات الصحية الحكومية المدنية والعسكرية – أنه نظرا لتسجيل عدد من الفاشيات، فإن وزارة الصحة قامت بعمل دراسة مصلية لمرض الحصبة في عام 2015/2016 بهدف معرفة مدى حصانة المجتمع من مرض الحصبة والفجوات المناعية، وكان عدد العينات المفحوصة قرابة 2000 عينة من مختلف الفئات العمرية التي شملت مختلف محافظات السلطنة. وقد أشارت النتائج إلى وجود فجوة في المناعة لمرض الحصبة للفئات العمرية من ٢٠ – 35 سنة. وأشار معاليه في كلمته أن زيادة الحالات خلال الأعوام السابقة يعزى إلى عدة اسباب، منها: الزيادة المضطردة لأعداد الوافدين من الدول المجاورة، وارتفاع حركة العبور بين هذه الدول التي تشهد فاشيات لعدة أمراض منها الحصبة. وأضاف بأن هذا التفشي يأتي تزامنا مع الوضع الراهن العالمي التي سجلت فاشيات في عدة دول مثل الأمريكتين وأوروبا. ومؤكدا بأن انخفاض المناعة في بعض الفئات العمرية التي أوضحتها الدراسة المصلية ساهمت في ظهور هذه الحالات في الفئات العمرية من 20 إلى 35 سنة التي لم تتلقى التطعيم.
وناشد وزير الصحة جميع المسؤولين في القطاعين العام والخاص والجهات العسكرية وجميع المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة والغير تابعة لها توجيه العاملين لديهم لأخذ التطعيم، كما حث المواطنين والمقيمين على أهمية التطعيم وأخذ لقاح الحصبة من أقرب مؤسسة صحية.
تم خلال الاجتماع مناقشة ما تم إنجازه في المرحلة الأولى من الحملة التي شملت محافظتي ظفار والوسطى والصعوبات التي واجهتها والدروس المستفادة منها، والوضع العالمي والمحلي لمرض الحصبة والإجراءات المتبعة للوصول إلى الهدف المنشود للقضاء على الحصبة.
كما تم في النقاش عرض طريقة تنفيذ الخطة التفصيلية للحملة بالمحافظات وخطة استلام وصرف اللقاح واللوجستيات إثناء الحملة والإستعدادات والتجهيزات الشاملة لتنفيذ الحملة على نطاق المؤسسات الصحية الحكومية والقطاع الخاص المصرح لها والمؤسسات الصحية الغير تابعة لوزارة الصحة مثل الجهات العسكرية وديوان البلاط السلطاني وغيرها.
هذا، وحرصا على سلامة المجتمع وحمايته فإن وزارة الصحة تناشد المواطنين والمقيمين من الفئات العمرية ما بين 20 و 35 بضرورة التوجه إلى المؤسسات الصحية ومراكز التطعيم حسب التواريخ المحددة لكل محافظة؛ وذلك لتلقي التحصين المذكور من أجل حمايتهم من الإصابة بالمرض وقطع سرايته.