مسقط _ شؤون عمانية
أحيت سفارة دولة فلسطين في سلطنة عُمان الشقيقة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني واليوم الوطني الفلسطيني في حفل أقامته في النادي الدبلوماسي الكائن في حي السفارات في العاصمة العُمانية مسقط بحضور وفد عُماني رفيع يمثل حكومة السلطنة على رأسه ضيف الشرف معالي الشيخ / محمد بن سعيد بن سيف الكلباني / وزير التنمية الاجتماعية / وعدد من كبار الشخصيات والمسؤولين العُمانيين وبمشاركة واسعة من أصحاب السعادة سفراء وممثلي الدول الشقيقة والصديقة ومندوبي الإتحادات والهيئات المدنية والأهلية والصحف ووكالات الأنباء وأبناء الجالية الفلسطينية.
واستُهِلَ الحفل بالسلام السلطاني والنشيد الوطني الفلسطيني والترحيب بالحضور ،ثم ألقى السفير الفلسطيني / د. تيسير فرحات/ كلمة ابتدءها بتقديم التهاني لسلطنة عُمان الشقيقة بمناسبة احتفالاتها بالعيد الوطني الثامن والأربعين المجيد ، رافعاً أسمى التبريكات للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ولحكومته الرشيدة وشعبه العزيز ،متمنياً للسلطنة دوام الرفعة والازدهار ، ومشيدا بعمق العلاقات الفلسطينية – العُمانية التي ” لطالما كانت نموذجاً ومثالاً لنبل العلاقات وصدقها ، بارتكازها على اسداء النصح الصادق ، والدعم المتنوع على كافة الأصعدة ، دون أن يكون هناك مصلحة من وراء ذلك ، سوى تقوية ومساعدة الموقف الفلسطيني في تعزيز مسيرته ، سعياً لتحقيق أهدافه “.
وبعد استحضاره لقرار الأمم المتحدة في العام 1978م باعتماد التاسع والعشرين من نوفمبر كل عام ( ذكرى قرار التقسيم ) يوماً عالمياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني ، والبدء بالاحتفال به سنوياً منذ العام 1979م كإقرار من المنظمة الدولية ” بشرعية النضال الفلسطيني ، وشرعية الحقوق الوطنية ” ، أكد د. تيسير أن الاحتفال سنوياً بذكرى إعلان الاستقلال الفلسطيني الصادر عن المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في الجزائر في العام 1988م، والذي أعلنه الرئيس الشهيد ياسر عرفات ، ما هو التزام من القيادة الفلسطينية بما جاء فيه من ” أن دولة فلسطين دولة محبة للسلام ، وملتزمة بمبادىء التعايش السلمي” وعملٌ دؤوب و مستمر ” لتحويل ذلك الاعلان الى استقلال حقيقي يحقق طموحات الشعب الفلسطيني ، في إنهاء الإحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.
واستعرض السفير الفلسطيني ما شهدته القضية الفلسطينية من تطورات كبيرة وهامة خلال السنة الأخيرة ، القت بظلالها الثقيلة على مجمل التطورات الخاصة، بالوضع والمنطقة ، خاصة ” الخطوات الأمريكية ، المتمثلة باعتراف الادارة الأمريكية بالقدس عاصمة لاسرائيل ، ونقل السفارة الأمريكية اليها ، وكذلك إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ، وقطع المساعدات الأمريكية عن الأونروا ، مؤكداُ اعتبار القيادة الفلسطينية هذه الخطوات تراجعا أمريكيا واضحاً ، عن مواقفها السابقة ، كوسيط رئيس في عملية السلام . وانحيازاً تاماً الى جانب اسرائيل ، الدولة المحتلة ، وعليه فقد رفضت هذه الخطوات ، وكل ما يترتب عليها ، باعتبارها ضد إرادة المجتمع الدولي ، وضد القانون الدولي والشرعية الدولية، التي تؤمن بحل الدولتين ، وحق إقامة الدولة الفلسطينية ، وتمكنت بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أن تحد من تأثيرات هذه الخطوات ، وتحشد اجماعاً دولياً على رفضها ، كما حدث في قرار مجلس الأمن باجماع 14 صوتاً ، مقابل صوت الولايات المتحدة ، وبالأغلبية الكاسحة في الجمعية العامة”.
وأعاد في معرض كلمته التذكير بمبادرة الرئيس محمود عباس التي قدمها في مجلس الأمن في فبراير الماضي ، مشددا على أن القيادة الفلسطينية منفتحة على كل المبادرات والأفكار التي من شأنها تحريك الجمود الحاصل في عملية السلام وتحريكها ، على مبدأ حل الدولتين وانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ، وحل عادل لقضية اللاجئين ، كما أقرته القرارات الدولية ، مثمناً زيارة الرئيس محمود عباس الى سلطنة عُمان الشقيقة ، اكتوبر الماضي ، ولقائه الهام مع جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ، وما دار خلالها من مباحثات مثمرة وما يعول عليها من توقعات وآمال.
وعقب انتهاء السفير من كلمته ،تمت دعوة ضيف الشرف ، معالي الشيخ / محمد بن سعيد بن سيف الكلباني / وزير التنمية الاجتماعية إلى المنصة وتقطيع قالب الكيك .. ثم قدمت فرقة الريف للفنون الشعبية التابعة لسفارة فلسطين في سلطنة عُمان لوحات من الدبكة ودعي الحضور إلى مأدبة العشاء أثناء متابعتهم لفيلم وثائقي قصير.