الندوة التي أدارها الشاعر هلال الشيادي، تحدث فيها المهندس سعيد بن محمد الصقلاوي رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء من خلال كلمة أشار فيها إلى دور الجمعية في الاحتفاء بأدباء السلطنة والأوائل ومآثر الراحل الشرياني ومساهماته في إثراء المعرفة في عمان وحضوره الأدبي والشعري، كما قدم هلال الشرياني ابن الراحل كلمة العائلة، متحدثا عن هذه الندوة وأهميتها في صقل أعمال والده مقدما شكره إلى الجمعية ودورها الواضح في الاعتناء بالثقافة الفكرية لعلماء عمان، إضافة إلى شكره للمركز الثقافي واهتمام العاملين فيه بتفاصيل هذه الندوة القيمة من حيث الإعداد والتنظيم.
وقدم يعقوب بن هلال بن محمد الشرياني ورقة عمل حملت “سيرة الشيخ الشاعر محمد بن علي الشرياني” وهنا تحدث عن اسمه ونسبه، ونشأ الشيخ نشأة طيبة بولاية بهلا، تحت كنف والدين عزيزين، وبعد حياة حافلة بالعطاء والخير، من تعليم للناس وفصل القضاء بينهم أدركت الشيخ المنية صباح يوم الثلاثاء بتاريخ 2 شعبان 1418هـ، الموافق 2 فبراير من عام 1997م، ودفن في مقبرة البياض بولاية منح. ثم تطرق الشرياني إلى كرم الشيخ وغيرته على دينه وتواضعه، مرورا بحياته العلمية مشيرا إلى شيوخه ومن بينهم سلمان بن ناصر بن سعيد بن خلفان بن سعيد الشرياني. كما تطرق الشرياني إلى الآثار العلمية للشيخ محمد وأهمها (شمس البيان في الأحكام والأديان) و(ديوان مرآة الزمان في حياة قابوس وعمان)، و(السر المكنون بين الكاف والنون). وغيرها من المؤلفات القيّمة.
أما الباحث علي بن عبدالله الحضرمي، فقد قدم ورقة بعنوان “ديوان الشرياني، دراسة أسلوبية، قصيدة “حمامة وادي الغافتين” أنموذجًا ، وتطرق الحضرمي إلى أداء عناصر النص لوظائفها وعلاقات بعضها، والمستويات المتشابهة للنص: كالمستوى الصوتي والتركيبي والدلالي والصوفي والنحوي والمعجمي والخطي، كما ذهب إلى الحديث عن تماسك هذه المستويات في ضوء لون الحساسية الجمالية اللازمة للقراءة النقدية، وأوضح الحضرمي تحديد آليات نقدية مناسبة للغوص في مكنونات النص وجمالياته، مع شرح للطابع الإيحائي من خصائص اللغة الأدبية للنص المتمثلة في التعدد الدلالي في النص والبنى الأسلوبية اللسانية، موضحا خصائص الصورة والاستعمال المجازي كالاستعارة، التشبيه، الكناية، المجاز، متطرقا إلى الصيغ الاستعارية كالتشخيص أو التجسيم أو التجريد، مفارقات تصويرية.
أما الباحث محمد بن سيف الكيومي، فقدم ورقة عمل بعنوان “التأثيرات العقدية في أجوبة القاضي الشرياني من خلال كتابه(شمس البيان في الأحكام والأديان )، وهنا أشار الكيومي إلى هذا المؤلف ومدى تأثيره في مشواره العلمي والأدبي، إضافة إلى الأحكام الصادرة ولتأثيرات العقدية في أجوبة القاضي الشرياني.
فيما قدم الباحث ناصر بن حمود الحسني ورقة عمل بعنوان “رحلة في كتاب الشَّيخ الشَّرياني (غادٍ ورائحْ في الأدبِ والحكمِ والنصائحْ)، فقد أشار في ورقته إلى ما دوّنه الشيخ الشرياني من مواعظ وحكم وإرشادات ونصائح متنوعة فكرا وأدبا وأسلوبا وطريقة تعدُّ تحفة لغوية وبلاغية يجب أن تنشر بين الأجيال، ويستفاد منها في المناهج التعليمية بمراحلها المختلفة؛ فهي درر نفيسة ونصائح ثمينة أخذت من علوم القرآن الكريم ومباحث الأحاديث النبوية الشريفة، وتختصر لطالب العلم الطريق لتنور بصيرته بما حوته من آداب اللغة العربية الجميلة وبلاغتها الخالدة لتسهم في تكون اللسان وتهذيبها من أجل المحافظة على الفصحى الساحرة وبيانها الذي يسلب الألباب وبديع لغة الضاد المتمثل في كل الحروف والكلمات والجمل والعبارات التي تجعل القارئ ينصت لكل هذا الجمال الذي تقدمه عبر مختلف الكتابات الشعرية والنثرية التي تصلنا من مؤلفيها وناشريها من مختلف ربوع العالم.
كما قدم حفيده الشاعر يونس بن مرهون البوسعيدي ورقة عمل بعنوان “ملامح من المدونة الشِعرية عند الشيخ الشرياني” ، فقد أشار البوسعيدي إلى أن ورقته تنطلق من كون الشِعر العربيّ كان مدونة أثار من باب النقد الفنّي السؤال الجدليّ عن ما هي وظيفة الشِعر، وتحوّلتْ إجابة هذا السؤال زمنيًا من الطور الظاهري إلى الطور الفلسفي، مرورًا بالطور الجَمالي، وإلى الآن لا تزال إجابة هذا السؤال جدليةً في تطور من طورٍ إلى طور، واختلفتْ مُحَدِّدات وظيفة الشِعر اعتمادًا على كيف يُنظَر إلى الشِعر، وماذا يُراد ويُطلَب مِن الشِعر، ومن هنا فإنّ هذا البحث لا يتقصد النظرة النقدية الفنية لشِعر الشيخ الشرياني، وكيفية توظيفه لشِعره أسلوبيا أو فنيًا بمقدار ما يتطلب قصدًا النظر في فحوى تدوينات الشيخ الشرياني الشِعرية، وإنْ تقاطع لضرورة الشِعر مع الآلية الفنية التي عالج بها الشيخ الشرياني تدويناته الشِعرية.