الكاتبة: فايزة محمد
قبل ثلاثة أيام كنت أمر بالقرب من ساحة قصر العلم العامر بمسقط، فرأيت نساءً ورجالاً وشبابًا وأطفالاً من مختلف الأعمار، جاؤوا من مختلف المحافظات، وهم يلبسون الملابس العمانية الزاهية ويتوشحون بألوان العلم العماني، وبعضًا منهم كان يمسك العلم العماني بيده. كان الجميع فرحًا مسرورًا وكأنهم جاءوا إلى هذا المكان لتجديد عهد الولاء لباني نهضة عمان المجيدة، حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه –، ولذلك آثرت التوقف قليلا من أجل الاستمتاع برؤية هذه المشاهد الوطنية الرائعة، سألت بعض الأطفال -الذين كانوا يلبسون ملابس بلون العلم العماني- عن سبب فرحتهم ومجيئهم إلى هذا المكان؛ فردّوا علي بأنهم سعيدون جدا بمناسبة العيد الوطني، وأنهم جاؤوا إلى هنا من أجل أن يكونوا بالقرب من بابا قابوس، هكذا كانت إجابة بعضهم، وأما البعض الآخر، فقال: بأنه جاء مع أسرته إلى هنا من أجل أن يعيش فرحة العيد الوطني.
ومن المشاهد التي رأيتها هناك وجود بعض الأوروبيين والأخوة والأخوات العرب الذين كانوا مشدوهين بهذا المنظر الوطني. أحد هؤلاء الأوروبيين، قال لي: أن العمانيين محظوظون بهذا القائد العظيم، فسألته: لماذا؟ فأجاب: لأنه استطاع أن يحوز على حب جميع هؤلاء الكبار والصغار، حتى أنهم جاؤوا إلى هنا بدون دعوة أو توجيه من أحد ليعبروا عن حبهم لهذا القائد العظيم.
إحدى الأخوات من الأردن الشقيق كانت حريصة على التقاط بعض الصور للأطفال الذين كانوا يرفعون الأعلام العمانية، فسألتها عن سبب حرصها على التقاط هذه الصور؟ فأجابت: بأنها أعجبت ببراءتهم وهم يعبرون عن مشاعر الحب للسلطان، ثم قالت لي: بأنها زارت دولاً عربية كثيرة، ولكنها لم تجد هذه المشاهد عن تجمع مواطنين باختلاف أعمارهم أمام أحد قصور الحكم وهم يُغنون ويُصورون الصور التذكارية مع الأعلام الوطنية بكل حب وسعادة دون أي تدخل من حراس القصر.
هذه المشاعر تؤكد أن الاحتفالات الشعبية بالعيد الوطني المجيد تجاوزت المفهوم الرسمي إلى الوجدان الشعبي، الذي يؤكد دائما عمق ارتباط الشعب بقيادته الحكيمة المتمثلة في صاحب الجلالة المعظم – حفظه الله، فرغم أن العيد الوطني للسلطنة يصادف الثامن عشر من نوفمبر؛ إلا أن الاحتفالات الشعبية تبدأ قبل ذلك بأيام وتنتهي في نهاية الشهر، وهذه الاحتفالات تكون عن طريق تزيين السيارات والبيوت بالأعلام والشعارات الوطنية، ونشر الصور الملونة، وتصوير الأفلام المرئية، التي تصور الكبار والصغار وهم يهنئون جلالة السلطان المعظم بالعيد الوطني المجيد، ويجددون فيها عهد الولاء، ونشر الهاشتاجات في تويتر والمشاركة فيها بفعالية، مثل هاشتاج: #والنبض_قابوس، و#العيد_الوطني_48_المجيد، و#18نوفمبر_عيد_وطن، وغيرها.
وسيظل يوم 18 نوفمبر عيداً لتجديد عهد المحبة والولاء عند العمانيين، أنه يوم ميلاد وطن.