مسقط. العمانية: بدأت اليوم أعمال ” المنتدى العماني للشراكة والمسؤولية ” في دورته الأولى تحت شعار “نحو ميثاق وطني للمسؤولية الاجتماعية” .
رعى انطلاق أعمال المنتدى معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية الذي أكد أن تدشين المنتدى في دورته الأولى يأتي في توقيت مهم يقف فيه المجتمع صفًا واحدًا في تقديم أفضل الخدمات لأبناءه معتبرًا أن القطاع الخاص هو المحرك الأساسي والداعم لكل التوجهات في المسؤولية الاجتماعية وهو متلقي لكل الدعم والمشاريع من جانب القطاع الحكومي .
وقال معاليه إن المجتمع المدني في السلطنة لا يزال في المراحل الأولى وهو يحتاج إلى كل الدعم والتعاون من جانب القطاع الخاص لتقديم أفضل الخدمات مشيرًا إلى التفاعل بين الجهات سواء أانت جمعيات المرآة العمانية أو الجمعيات الاهلية . وبين أنه عندما يكون هناك تعاون مشترك بين القطاعات الثلاثة للانتاج يظهر هناك عمل مفيد ومجدي للمجتمع الذي هو في حاجة لكل تفاعل قائم بين الجهات الثلاث داعيًا الجهات أن تبرز عطاءاتها وأن تظهر للجميع وسائل وطرق دعمها وتقديم صورة جميلة للتفاعل العماني سواء من قبل المواطن داخل السلطنة أو المتابع في الخارج .
من جانبه قال سعادة الشيخ عبدالله بن سالم السالمي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لسوق المال في كلمة له في البيان الافتتاحي إن انعقاد هذا المنتدى يأتي لمراجعة الجهود المبذولة للتعريف بموضوع المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات ومحاولة استشراف الخطى المستقبلية الواجب اتباعها للوصول إلى الغايات المنشودة التي تتوافق مع أفضل الممارسات العالمية خدمة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة تحقيقًا لرفاهية الانسان التي ننشدها.
وأشار الى أن دول عديدة قامت بوضع أطر وطنية ومواثيق شرف وموجهات تحفظ للمسؤولية الاجتماعية مقامها في أعلى سلم الأولويات التخطيطية والتشغيلية وهي تساعد الأفراد والمؤسسات على إدماج هذا المفهوم وتطبيقه على أرض الواقع.
من ناحيته وضح المكرم حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة ” الرؤية ” المشرف العام على المنتدى في كلمة له أن شعار الدورةِ الأوْلَى مِن المنتدى يأتي مُستهدِفًا وضْعَ وبلورةَ بنودٍ استرشاديةٍ لميثاقٍ وطنيٍّ ينظِّم بيئةَ العملِ المجتمعيِّ بمسؤوليةٍ أكبر والتزامٍ أخلاقي حقيقي يضطلعُ الجميعُ بموجبه بأدوارهم ومسؤولياتِهِم خِدمةً للوطنِ واستكمالًا لمسيرةِ البناءِ والتنمية.
وأشار الى أن المنتدى يسعَى الى الربطِ الوثيقِ بيْن مفاهيمِ الشراكة والمسؤوليةِ الاجتماعية والتنميةِ المستدامة والعملَ على زيادةِ الوعِي بأهميةِ المسؤوليةِ الاجتماعية عبر إبرازِ نماذج التميزِ والاحتفاءِ بالمؤسساتِ والأفرادِ الفاعِلين في هذا المجال مؤكدًا أن أنَّ فاعِليةَ برامجَ المسؤوليةِ الاجتماعية لا تستقيمُ بأي شكلٍّ من الأشكال دُونَ عملٍ دؤوبٍ ومُشتركٍ بَيْن مكوِّنات المجتمع سواءً المؤثِّرين أو المتأثرين بها وهو ما لَنْ يتحقَّق دُوْنَ إطارٍ مُنظِّمٍ وبيئةٍ محفِّزةٍ على تحقيقِ التناغُمِ وإذكاءِ رُوْحِ المُبادرةِ والالتزامِ من قِطَاعنا الخاص تجاه المجتمع.
وقالت الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني مبعوث الأمين العام لجامعة الدول العربية للشؤون الإنسانية ضيفة شرف المنتدى كلمة بينت فيها أن المسؤولية الاجتماعية انما تنبع من الغريزة الإنسانية التي تشمل التعاطف مع الآخر وحب المساعدة والتي تتجلى في عدد غير محدود من الأمثلة التي نراها في حياتنا اليومية مضيفة أن عنوان المسؤولية الاجتماعية ما هو إلا وسيلة تهدف إلى توجيه الطاقة الإنسانية الفطرية لعمل الخير ومساعدة الآخرين والتي نملكها جميعًا.
واعتبرت الشيخة حصة آل ثاني أنه ليست هنالك ضرورة لإيجاد روح تنافس في مجال المسؤولية الاجتماعية لأن المنافسة وبغض النظر عن نبل هدفها يمكنها ايجاد بيئة سلبية تؤثر على عملنا وما نطمح إليه وأن التنافس الإيجابي يكون عبر وضع أية اختلافات جانبا وتركيز الجهود من أجل التعاون والتشارك لما فيه خير مصلحة وخدمة للمجتمع والوطن والإنسانية عامة.
شارك في أعمال المنتدى عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة الرائدة في مجال المسؤولية الاجتماعية والمهتمين من أفراد ومؤسسات، بجانب حضور أصحاب السمو والمعالي والسعادة والجهات المعنية والشباب.
وقد تضمنت الجلسة الأولى من المنتدى محور عنوانه ” مستقبل المستدامة ” تم خلاله تقديم ورقة عمل بعنوان ” التطلعات المستقبلية والسياسات الخاصة بالاستدامة قدمها السيد حامد بن سلطان البوسعيدي المدير التنفيذي لمركز عُمان للحوكمة والاستدامة استعرض خلالها الفارق بين المسؤولية الاجتماعية للشركات وثقافة العمل التطوعي وضوابط ومبادئ المسؤولية وآليات تطبيقها واستراتيجية إدارتها لتعظيم حجم الاستفادة منها تنمويًّا.
وناقشت الجلسة الثانية محور “أفضل الممارسات الوطنية في المسؤولية الاجتماعية ” وقد تضمنت تقديم أوراق عمل وحلقة نقاشية تناولت استقراء آفاق المسؤولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات العاملة في السلطنة ومدى جاهزيتها للمشاركة في خدمة المجتمع والاستراتيجيات الداعمة والمطوِّرة للقطاع وهدفت أوراق العمل إلى تحليل وإبراز إحدى تجارب المسؤولية الاجتماعية في السلطنة.
أما الجلسة الثالثة فتناولت محور ” سياسات المسؤولية الاجتماعية ” تضمنت تقديم ورقة عمل بعنوان ” قراءة معيارية نحو سياسات فاعلة للمسؤولية الاجتماعية قدمها أحمد بن علي المخيني خبير بمكتب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لسوق المال تناول فيها استعراض أفضل الممارسات في المسؤولية الاجتماعية بالسلطنة والنماذج التي يمكن البناء عليها من خلال تسليط الضوء على تجارب الشركات والافراد الداعمين للمسؤولية الاجتماعية .. كما تضمن المحور تقديم عرض توضيحي من إحدى الجهات المستفيدة من المسؤولية الاجتماعية.
وعلى هامش المنتدى تم تدشين معرض مصاحب لإبراز مساهمات مؤسسات القطاع الخاص في مشاريع المسؤولية الاجتماعية تعظيمًا لرسالة المنتدى وتحقيقًا لأهدافه بحيث يَعْرِض جهودَ الشركاء والداعمين ممن يضطلعون بدور رائد في مجال المسؤولية الاجتماعية والتعريف بأكبر عدد ممكن من المؤسسات المتميزة في هذا المجال.
حضر حفل التدشين عدد من أصحاب المعالي الوزراء والمكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى والوكلاء .