مسقط- شؤون عمانية:
نظم بنك التنمية العماني (فرع مسقط) اليوم الثلاثاء ملتقى الفرص الاستثمارية في قطاع الصناعة ، وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور يحيي بن سليمان بن عبد الله الندابي والي العامرات، وذلك بقاعة مسقط في غرفة تجارة وصناعة عمان بروي، بحضور الاعيان والشيوخ ورؤساء المؤسسات الحكومية والخاصة وأعضاء مجلس الشورى، وعدد من اصحاب المشاريع المتخصصة في القطاع الصناعي ، حيث استعرض بنك التنمية العماني الفرص المتاحة في القطاع، كما شهد الملتقى قصيدة وطنية احتفالا بالعيد الوطني الثامن والاربعين المجيد.
في بداية الملتقى قدم رواد الاعمال المستفيدون تمويليا من بنك التنمية العماني عرضا مرئيا يستعرض نماذج لقصص نجاح سطرت نجاحها بسواعد عمانية، يفتخر بها بنك التنمية العماني، كما قام المهندس بشار بن مرزوق الهنائي بتقديم ورقة عمل بنك التنمية العماني، والتي القت الضوء على نشاط البنك وانجازته، حيث استعرض الهنائي شبكة الفروع الممتدة في كافة ربوع البلاد والبالغ عددها 18 فرعا، شارحا لاهم القطاعات الاقتصادية التي يمولها البنك، مشدد بإرتباطها دوما بالخطط الحكومية المتعاقبة، وعددا منتجات البنك التمويلية، وخصائص كل منها، كما استعرض القطاعات التمويلية الجديدة الذي يسعى البنك للتصدي في تمويلها في المستقبل القريب.
وحول المحفظة الاقراضية للبنك استعرض بشار الهنائي النشاط التمويلي لبنك التنمية العماني على مدار الاربعين عاما الماضية، مؤكدا أنها تضاعفت 10 أضعاف خلال تلك الفترة، حيث كانت 70 مليون ريال في عام1977 وبلغت الان 700 مليون ريال عماني قيمة القروض التي تم صرفها، وفرت حوالي 79 الف و991 فرصة تشغيلية، كان من نصيب قطاع الصناعة والتعدين من حوالي16 الف و303 فرصة تشغيلية، في حين تبلغ المحفظة الاقراضية الحالية حوالي 151 مليون ريال عماني، مولت حوالي 22 الف 900 مشروع، 36% منها ذهبت للقطاع الصناعي، الذي احتل المركز الاول من حيث القطاعات الاكثر تمويلا.
وأشار الهنائي إلى تقديم بنك التنمية العماني 428 مليون يال عماني تمويلا لكافة القطاعات الاقتصادية خلال العشرة أعوام الماضية بينها حوالي 193 مليون ريال عماني للقطاع الصناعي فقط خلال نفس الفترة، فيما تحتوي المحفظة الاقراضية في قطاع الصناعة بكافة محافظات السلطنة 7 الالاف مشروع بقيمة إجمالية بلغت 53 مليون ريال عماني، ويأتي نصيب محافظة مسقط منها حوالي 470 مشروع صناعي بقيمة إجمالية بلغت 25 مليون ريال عماني.
بدوره قدم المهندس جاسم الجديدي ممثل وزارة التجارة والصناعة ورقة عمل الوزارة في الملتقى، التي حملت عنوان”دراسة مصفوفة الفجوات والفرص الاستثمارية بالقطاع الصناعي “، والتي تناولت أهم الفرص والتحديات التي تواجه المشاريع الصناعية بقطاعتها المختلفة، حيث تتناول الدراسة القطاعات الصناعية الفرعية، ومدى فرص القطاع الصناعي في السلطنة في الاستثمار فيها، حيث اشار البحث إلى وجود إمكانية النهوض بخمس قطاعات فرعية، من خلال 253 مشروع متنوع في تلك القطاعات، بينها 34 فرصة انتاجية واعدة، لتأتي التصفية الاخيرة بثلاث منتجات ذات فرص استثمارية عالية، كما أكدت الدراسة إلى وجود فرص عالية من النجاح في صناعة الكيماويات، وبنسبة فرص نجاح أقل قليلا لكن تبقى مميزة في صناعة الالات والمعدات، تصنيع المنتجات واللوازم الصيدلانية الأساسية، تصنيع منتجات المطاط واللدائن، تصنيع منتجات المعادن المصنعة ، باستثناء الآلات والمعدات، تصنيع المعدات الكهربائية، فيما انخفضت فرص الاستثمار في صناعات الغذاء، وصناعة المنتجات غير المعدنية الأخرى.
وأشار الجديدي إلى سعي وزارة الصناعة من خلال مثل تلك الدراسات، إلى إقامة منظومة صناعية ذات قيمة مضافة، تسعى إلى توطين التقنية، على أن تكون قادرة على التنافس داخليا وإقليميا ودوليا، كما أن الخطط الوزارية تسعى إلى إقامة مصانع كبيرة ذات استثمارات عالية، تفتح المجال، للصناعات الصغيرة والمتوسطة من الاستفادة منها، لتكون نواة حقيقية لقطاع صناعي واعد، يمنح الاقتصاد الوطني القدرة على تنويع مصادره، وتقليل الفجوة بين الاستيراد والتصدير.
من جهته اعلن سلطان بن محمد الكندي رئيس قسم الشؤون المجتمعية بمدينة سندان، خلال مشاركته أن المدينة اقتربت من الاكتمال وينتظر افتتاحها في الربع الاول من العام القادم، مشيرا إلى أن مدينة سندان هي أول مدينة عمانية متكاملة متخصصة في الصناعات الخفيفة، تتميز بموقع استراتيجي بين محافظتي مسقط وجنوب الباطنة، مقامة على 250 الف متر مربع، وتتسع لحوالي 4500 وحدة صناعية وتجارية وسكنية تتميز بقربها من الطرق الحيوية بالسلطنة، وسعيها إلى إجتذاب استثمارات مختلفة، حيث وقعت سندان اتفاقية مع شركة ايرانية بحضور السفير الايراني، ستقوم بجذب شكرات ايرانية متخصصة بهداف اقامة حي تجاري ايراني، هو الاول في السلطنة، بالإضافة للميزات التي تقدمها المدينة لرواد الأعمال في صندوق الرفد، حيث وفرت لهم عدد 20 مشروع معفاة من القيمة الايجارية في عامها الاول، ومن 50% من القيمة الايجارية في العام الثاني، بالاضافة إلى التخفيضات التي تقدمها لحاملي بطاقة ريادة، ونسعى إلى التوصل إلى اتفاق قريب مع الجهات التمويلية للمشاريع الصغيرة ومتوسطة وعلى رأسها بنك التنمية العماني، مؤكدا أننا سنخصص جزء من المدينة ويوم اسبوعي لعقد أول مزاد على السيارات المستعملة في السلطنة، تحقق الفائدة للبائع والمشتري معا.
وأشار الكندي إلى أن مدينة سندان تحتوي على أكبر تجمع لعارضي السيارات، بما في ذلك ورش التصليح والصيانة بمختلف أنواعها، كما تشتمل المدينة الجديدة على جزء متخصص بعالم البناء يشمل كافة التخصصات بعمليات البناء، بالاضافة إلى مباني اخرى سكنية وتجارية وحكومية توفر خدماتها للزوار واصحاب المشاريع معا، مؤكدا أن سندان تتميز بكونها تمتلك إدارة متكاملة توازن بين التنافسية بين الشركات، وقدرتها على تحقيق الربحية المعقولة، كما إنها تتيح فرص عمل واعدة للمواطنين بقطاعات الصناعة الخفيفة، كما أنها تقوم بالاسهام في التسويق لاصحاب المعارص، ونوفر تسهيلات خاصة للمستثمرين العمانين.
بدوره شارك أحمد بن عبد الله الراشدي اختصاصي علاقات العملاء بمدينة خزائن بورقة عمل حملت عنوان (الفرص الاستثمارية في خزائن)، حيث عدد الراشدي المقومات الكبرى التي تملكها مدينة خزائن، التي ستقام على 5 ملايين متر مربع، مرجحا توسيعها مستقبلا لتصل إلى 9 ملايين متر مربع، مشير إلى أن موقعها الاستراتيجي سيجعلها أحد أهم المدن الصناعية وعد التجارية الجديدة خصوصا بعد اقامة الميناء البري، الذي سيسهم بسبب قربه لميناء السويق وصحار من ربط التجارة في المنطقة، مشيرا إلى أن الدراسات النهائية قاربت على الانتهاء ويتوقع أن ينتهى منها في اواخر العام الجاري 2018م، مشيرا إلى أن خزائن ستكون من اكبر المدن الصناعية والتجارية بل والسكنية في المنطقة.
وفي ختام الملتقى استعرض سعادة أحمد بن سعود المعشري صاحب مصنع أرزاق لتنقية وتعبئة المياه، قصة نجاحه كأحد المستفيدين من تمويل بنك التنمية العماني، كما اقيمت حلقة نقاشية حول الفرص الاستثمارية القطاع الصناعي وما يرتبط به من قطاعات خصوصا من المشاريع ذات التقنية العالية، والتي تحقق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، ودعم وتنشيط قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالاضافة إلى مناقشة إسهامات بنك التنمية العماني في الارتقاء بتلك المشاريع الواعدة ودوره التمويلي التنموي الذي يحرص على تقديمه، وعقب الحلقة النقاشية قام راعي الحفل بتسليم جوائز تذكارية للمشاركين في الملتقى، فيما قدم بنك التنمية العماني درع تذكارية لراعي الحفل سعادة الدكتور حيحيي بن سليمان بن عبد الله الندابي والي العامرات ، الذي استعرض اهم منجزات مشاريع بنك التنمة العماني الصناعية ، خلال تفقده للمعرض المصاحب للملتقى، والذي احتوى على منتجات صناعية ذات جودة عالية قدمتها المشاريع التي مولها البنك.