الكاتب: ناصر الحارثي
تُعتبر مجتمعات الدول الأفريقية من المجتمعات شديدة التنوع والتباين، وقلما تتطرق المصادر العربية إلى هذه المجتمعات القريبة والمتداخلة جدا مع البلدان العربية، بالإضافة إلى أنها تشاركنا الكثير من الهموم والقضايا، وفي هذا المقال سنتحدث بشكل مختصر حول أهم التأملات والمشاهدات عن المجتمع الكيني، الذي يُعد من المجتمعات الغير متجانسة في الأعراق والأديان؛ حيث يوجد في هذا البلد النامي الذي يبلغ تعداده 50 مليون نسمة أكثر من 13 مجموعة عرقية رئيسية و27 مجموعة عرقية صغيرة.
على الرغم من اشتهار كينيا والدول القريبة منها بقبيلة الماساي إلا أن هذه القبيلة ليست من القبائل الكبيرة في كينيا، حيث أن أشهر القبائل في كينيا هي قبيلة كيكيو والتي تعد أكبر القبائل وينحدر منها حاكم البلاد وهي الاكثر هيمنة على سلطة البلاد، وقبيلة لوهيا وهي ثاني أكبر قبيلة، يليها قبيلة ليوو والتي ينحدر منها باراك أوباما، أما في الجانب الديني فتشكل الديانة المسيحية النسبة الأكبر من سكان وسط وغرب كينيا وينقسمون بين بروستانت وكاثوليك إلا أن الاختلاف بينهم في المعتقدات وأسلوب الحياة يكاد لا يذكر ويتلقون عددا من الدروس حول ديانتهم من المحاضرات الكنسية والقنوات الدينية في أوروبا، كما أنهم يحرصون بشكل كبير على الصلاة في الكنيسة كل يوم أحد، أما المسلمون فينتشرون في المناطق الساحلية وخاصة مدينة ممباسا ومدينة لامو، كما توجد عدد من الديانات المحلية وكذلك معتنقي الديانة الهندوسية سواء من الأعراق الهندية أو الأفريقية، وتوجد آراء عند بعض القوميين الكينيين بأن الإسلام والمسيحية في كينيا ما هي إلا وسيلة من وسائل الاستعمار للسيطرة على المجتمعات والقبائل الأفريقية، وعلى العموم لا يوجد صراع ديني حقيقي بين الإسلام والمسيحية في كينيا، ورغم ذلك توجد عدد من القضايا المتعلقة بالممارسات الدينية سواء ف السياسة أو في الجانب الحياتي كالزواج والعلاقات الاجتماعية بين أتباع الديانات المختلفة، أضف إلى ذلك الحديث عن قضية حركة شباب الإسلام وعلاقته ببعض أنشطة العنف في جمهورية كينيا، ويتم طرح هذه القضايا في مسلسلات الدراما الكينية، والأسر الكينية بشكل عام من الأسر الكبيرة وتتميز بارتفاع معدل الإنجاب وتزايد معدل النمو، ويعتبر قضية الفساد أحد أهم القضايا المتداولة بشكل يومي سواء في الأخبار أو الأحزاب السياسية أو في الحياة اليومية.
والشباب في كينيا يمثلون نسبة كبيرة من المجتمع، ويعاني عدد كبير منهم من البطالة المتفشية رغم حصولهم على شهادات أكاديمية، لذلك هناك الحاح كبير على السفر والبحث عن فرصة عمل خارج البلاد، ويعتبر الرئيس الأمريكي السابق من أصل كيني باراك أوباما نموذج يحتذى به لدى شباب كينيا لذا تجد كتابه “جرأة أمل” موجود في كل شوارع وأزقة كينيا، أما في الجانب الترفيهي ، فيتركز اهتمام الشباب على متابعة مباريات الدوري الإنجليزي والذي يحظى بشعبية كبيرة خاصة مع وجود عدد من اللاعبين الأفارقة في الدوري الإنجليزي ، وفي السينما يتم متابعة السينما النيجيرية حيث تحظى بمتابعة واهتمام كبير لدى المشاهد الكيني، وتوجد عدد كبير من اللغات المحلية وبالتالي تتنوع طبيعة الأغاني والأهازيج المحلية تنوعا كبيرا بين أفراد الشعب الكيني، وأما الصحف ووسائل الإعلام فتكون باللغة الإنجليزية ومن ثم اللغة السواحيلية بالإضافة إلى 16 لغة محلية داخلية.