الكاتب- يوسف بن علي البلوشي
كللت الرسالة الخطية التي بعثها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه – لفخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس – والتي تتعلق بالعلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الشقيقين وآخر التطورات بإحلال السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتي نقلها معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية خلال استقبال الرئيس الفلسطيني له بمدينة رام الله اليوم الاربعاء 31 من اكتوبر 2018- كللت صدق المشاعر التي نحملها كلنا كعمانيين عن القضية الفلسطينية ومدى أهميتها في صدارة الإهتمام العماني .
كما أوضح تصريح فخامة الرئيس محمود عباس عقب زيارته للسلطنة ان عمان بقيادة جلالة السلطان المعظم تولي اهتماما خاصاً للقضية الفلسطينية، وتدفع بسبل السلام وبالتنمية العمرانية والنمو الاقتصادي الفلسطيني دون أي أن تحقق وراء ذلك أية عوائد، وقالها صراحة في وسائل الإعلام الفلسطينية.
ولذلك يتبين خطأ الذين زايدوا على المواقف العمانية في خدمة القضية الفلسطينية عندما شنوا في بعض الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي هجوما على استضافة الرئيس الإسرائيلي نتنياهو للسلطنة على اعتبار انها مدخل إلى تطبيع قادم ، وكم كان الرد العماني على ذلك بالأفعال لا بالأقوال واضحا وجليا؛ في إن متطلبات السلام الوئام بين الاطراف تحتاج أحيانا إلى التضحيات.
وقد أوضح جلالته – حفظه الله – مقدار التضحية الكبرى للشأن الفلسطيني بإستضافة نتنياهو للتباحث عن مسيرة السلام التي يجب أن تكون محل الإهتمام واصبح من الضروري ان يعيش اخوتنا في فلسطين بهدوء وسلام ، مع التيقن الكامل بحقوقهم وتذليل الصعاب عليهم .
لقد تناسى كثير من العرب في السنوات الاخيرة كثيراً القضية الفلسطينية لدرجة أننا أصبحنا لانراها إلا في نشرات الأخبار الغربية والعربية بالنزر اليسير، ولكن مع المقارنة الواضحة فإن فلسطين كانت ولا زالت في طليعة الإهتمام العماني، سياسياً ودبلوماسياً وشعبياً وإعلامياً، بل ويتعدى ذلك ، فعلى سبيل المثال نجد أن الصحف العمانية سواء الحكومية أو الخاصة تفرد صفحات كثيرة للقضية الفلسطينية والشأن المحلي فيها بل ومسيرة السلام نحوها في المنطقة، وهذا قل ما تجده في صحافة وإعلام الكثير من الدول .
بالطبع أن زيارة نتنياهو لاتحتاج إلى تبرير كبير أو سرد للأسباب والدخول في النوايا ، حيث اتضح اليوم بعد كل تلك الاتصالات واللقاءات مساعي السلطنة وجلالة السلطان المعظم في أن تجد القضية الفلسطينية مسارها الصحيح نحو التمكين والهدوء وبث السلام وتحديد المصير من أجل أشقاءنا وأخوتنا في فلسطين العزيزة.
ولعل في قراءة أبعاد زيارة نتنياهو للسلطنة التي ستحقق أهدافها بمشيئة الله وفق ماخططت لها الحكمة السلطانية الرشيدة، حيث بذلت الحكومة خلال الفترة الماضية جهودا كثيرة مباركة تشكر عليها من خلال الزيارات واللقاءات ورصد الأوضاع لتخرج بنتيجة مرضية بأذن الله في الدفع بمسيرة السلام في الشرق الاوسط وفي فلسطين تحديدا ، نسأل الله ان يوفق جلالته في كل مساعيه نحو السلام بالمنطقة ويمده بثوب الصحة والعافية والعمر المديد .