متابعة: فايزة محمد
بعد لحظاتٍ فقط من إعلان تلفزيون سلطنة عمان عن إستقبال جلالة السلطان قابوس المعظم – أعزه الله – لبنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ببيت البركة؛ عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات والتغريدات المؤيدة والمعارضة للزيارة، ولا شك بأن الاختلاف هو في حد ذاته ظاهرة صحية وسنة كونية بين البشر، ولكنه قد يتحول إلى ظاهرة سيئة عندما يتجاوز حدوده من الإختلاف في الرأي إلى تحريف الحقائق والخوض في بواطن الأمور والتشكيك في النوايا، فكما يعلم الجميع فإن زيارة نتنياهو إلى السلطنة سبقتها زيارة قام به محمود عباس رئيس دولة فلسطين الذي التقى أيضا بصاحب الجلالة المعظم، ولكن كثيرا من التغريدات تجاهلت ذلك، وكأنه أمرٌ لم يحدث، وتجاهلت دور السلطنة في دعم القضية الفلسطينية ومسار المفاوضات بين الطرفين منذ إنطلاقتها في سنة 1994، ومن الغريب أن بعض هذه التغريدات صدرت من كُتّابٍ كانوا إلى وقت قريب جدا يشيدون بمواقف السلطنة في كثير من قضايا المنطقة، مثل موقفها من الأزمة السورية والإتفاق النووي الإيراني، ورفض نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف، ورفض إقامة أي سلامٍ مع إسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية، وغيرها، جميع هذه المواقف تم التنكر لها وتجاهلها لمجرد أن نتنياهو زار السلطنة، مع العلم بأن البيان العماني كان واضحا أن الغرض من الزيارة كان بهدف: ” بحث السبل الكفيلة بالدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط “، ولكن هؤلاء الكُتاّب والمغردين تجاهلوا سبب الزيارة وادعوا أن الزيارة هي بهدف تطبيع العلاقات بين السلطنة وإسرائيل، وهناك من جنح به خياله بعيداً جداً وادعى أن نتياهو سيزور السلطنة مجدداً خلال الأيام القادمة من أجل فتح سفارة إسرائيلية في مسقط ، ومن المؤسف جدا أن بعض المغردين العمانيين انجرفوا مع هذا التيار مع أنهم يعلمون جيدا كيف أن السلطنة طوال تاريخها الحديث قدمت الغالي والنفيس دعما للقضية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني.
ووسط سيل من التغريدات التي حاولت تحريق الحقائق وتشويه الدور العماني في دعم القضية الفلسطينية تصدى كثير من المغردين العمانيين والخليجيين لحملة التشويه هذه، وغردوا بأن الزيارة كانت بهدف دعم القضية الفلسطينية وليس من أجل التطبيع، وبما أن التغريدات كثيرة فإني سأكتفي – كعادتي- بأهمها :
كتب الإعلامي القطري جابر الحرمي: رغم تحفظي على أي لقاءات عربية – إسرائيلية .. إلا أن التجارب والأحداث تقول أن السلطان قابوس لم يُقدم على خطوات عبثية طوال حكمه.. بل أنه استطاع بمبادرات قادها أن ينزع فتيل أزمات كادت تعصف بالمنطقة.. فهل زيارة نتنياهو التي أتت بعد عباس تقضي لمبادرة سلام عمانية؟ نأمل ذلك..
وقال الكاتب والناقد الرياضي السعودي خالد السبع في تغريدة له: نثق أن المدرسة القابوسية لا يأتي منها إلا الخير للأمة.
وغرّدت الإعلامية العراقية لميس الكعبي: سلمت يداك التي تمتد لكل من حولك بالخير والسلام وتدفع بهم إلى واحة الأمن والأمان هذا هو والدي وسيدي وقائدي وحبيب الملايين قابوس.
وقال المغرد الكويتي حمود جلوي: أنا ضد التطبيع مع اليهود بكل أشكاله.. لكن اتركوا عمان لا تتعرضوها فالهدف واضح التدخل لحل أزمة بينهم والفلسطينيين فهي لم تفتح سفارة ولا هم يحزنون.
وغرّد الإعلامي القطري ناصر بن سالمين: ما قام به السلطان قابوس لا يستدعي كل ردة الفعل هذه فزيارة رئيس وزراء إسرائيل إلى عمان زيارة رسمية واستقباله أمام الإعلام والشعب أفضل من استقباله خلف الكواليس وعلى اليخوت.
وقال المُغرّد جراح جدعان اللغيصم : السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله أستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي على ( مرأى ومسمع الجميع ) دون إجتماعات ( سرية ) في يخوت أو مطابخ أو اماكن نائية في الخفاء كما يقوم به (البعض)!! مع العلم قبل خمسة أيام أستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس.