شؤون عمانية- فايزة محمد
احتفلت الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء بمقرها بمرتفعات المطار، مساء أمس (الثلاثاء) بتكريم الفائزين بجائزة الابداع الثقافي لأفضل الإصدارات لعام 2018م، وشخصيتي العام الثقافيتين، وذلك تحت رعاية معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية.
وتستعرض صحيفة ” شؤون عمانية ” في عدة حلقات الإصدارات الفائزة في هذه الجائزة في مجالات: الدراسات التاريخية، والرواية، والدراسات الأدبية (مجال النقد)، والسيرة الذاتية والغيرية، والشعر، والقصة القصيرة.
أولا: الدراسات التاريخية
أعلنت لجنة تحكيم جائزة الإبداع الثقافي لأفضل إصدار في مجال الدراسات التاريخية، والمؤلفة من المشكلة من الدكتور إبراهيم البوسعيدي، والدكتورة بدرية الشعيبية، والدكتور سليّم الهنائي فوز كتاب “الشيخ عيسى بن صالح الحارثي، سيرته ودوره السياسي في عُمان” للباحث زاهر بن سعيد السعدي بجائزة أفضل إصدار في مجال الدراسات التاريخية.
وقالت اللجنة، أنها تلقت ثلاثة كتب تحت إطار الدراسات التاريخية، كانت بمجملها، بعد قراءة عميقة سبرت أغوارها، وأحكمت فيها المعايير التي اتفق على وضعها أعضاء اللجنة، متفاوتة ومتقاربة، من حيث الانتماء والأهداف.
ولكنها حملت في مضمونها عديد المزايا الأدبية، والفكرية، والجمالية، وكانت ثرية بمعلوماتها، وموثقة مصادرها، التي تنوعت ما بين الذاكرة والمخطوطات، والمشاهد والأحداث، وقد كانت مجملها ثرية بالتصاعد الحدثي والزماني، ملقية ظلالها على الأمكنة والذاتية، وموضحة المجهود الذي بذل في كتابتها.
وبعد أن تناقش أعضاء اللجنة، حول آلية التحكيم لمنح الإصدار الفائز، فقد تم اعتماد عدد من المعايير ، في منح النقاط لكل كتاب حيث يقوم كل عضو وفق هذه المعايير بوضع النقاط المكونة من عشر نقاط لكل معيار:
وكانت أهم هذه المعايير: تتمثل في مدى الاعتماد على الوثائق والمصادر، وتوفر التحليل الاستنباطي وتحليل الروايات مع نقدها نقدا علميا، واتباع المنهج العلمي في التوثيق، وكذلك اسهام الكتاب وما يقدمه من إضافة للمكتبة العمانية.
وخلصت النتيجة بأن الإصدار المستحق للفوز من بين هذه الكتب الثلاثة، قد حقق أعلى النقاط فيما ذكر أعلاه، حيث بدأ الكتاب الأعلى نقاطا، بمولد الشخصية، ثم تتبع نشأتها وتطورها، ومعايشتها لتجارب في حقبة زمنية معينة، تناولت الكثير من المصطلحات للحياة الاجتماعية في فترة ما قبل النهضة، وانتقلت بالقارئ بتصاعد درامي وزمني بقالب مشوق، تماسكت أحداثه، وترابطت بلغة سلسة وسهلة، مع الحفاظ على مضمون الفكرة وترابطها الزمني والمكاني.
تعريف بالكتاب:
الكتاب يقع في ٣٩١ صفحة من الحجم المتوسط، وهو في الأصل رسالة لنيل درجة الماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة السلطان قابوس.
ويسعى الباحث إلى تسليط الضوء على سيرة الشيخ الحارثي ودوره السياسي والاجتماعي والفكري في عُمان. حيث جاء الفصل التمهيدي من الكتاب ليعطي صورة عن الأوضاع السياسية السائدة في عُمان في تلك الفترة، بينما تحدث الفصل الأول عن نشأة الشيخ عيسى بن صالح، وملامح شخصيته ومواقفه من بعض القضايا الاجتماعية، كما تطرق الی إنتاجه العلمي ومؤلفاته أو ما يتعلق بالجوانب الفكريه من حياته.
وسعى الباحث إلى تقديم دراسة متكاملة عن سيرة الشيخ عيسى بن صالح، وأوضح أن الجوانب الاجتماعية والفكرية من حياته لا تقل أهمية عن الجانب السياسي. ومن هنا تبرز أهمية هذا الكتاب، والإضافة الجديدة التي يقدمها الی المكتبة العمانية وإلى القراء والباحثين.
ويتناول الكتاب في الفصلين الثاني والثالث، الدور السياسي للشيخ عيسى بن صالح الحارثي في صناعة الأحداث التاريخية والسياسية في عمان طوال النصف الأول من القرن العشرين، حتى وفاته في مارس من عام ١٩٤٦م. ويتتبع مواقفه الكثيرة مع الإمامين سالم بن راشد الخروصي، ومحمد بن عبدالله الخليلي، وعلاقاته مع السلاطين؛ فيصل بن تركي، وتيمور بن فيصل، وسعيد بن تيمور، وأبرزت دوره ومواقفه السياسية في ضوء العلاقة بين الإمامة والسلطنة، التي من أهمها توقيعه اتفاقية السيب عام ١٩٢٠م، وهي الاتفاقية التي نجحت في إيقاف الحرب وإحلال السلام في عُمان.
وفي تصريح خاص ل” شؤون عمانية ” أكد مؤلف الكتاب زاهر السعدي أن أهمية الكتاب تكمن من خلال اعتماده علی عدد كبير من المصادر التاريخية التي تشمل المخطوطات والوثائق العربية والأجنبية، والمراسلات الخاصة ودواوين الشعر والمصادر الفقهية، فضلا عن المقابلات الشخصية لمعاصري الشيخ عيسى بن صالح، وأبرزهم الشيخ عبدالله بن حمد بن سليمان الحارثي الذي كان يكتب رسائل الشيخ عيسى، ورافقه في بعض رحلاته ، والعلامة الراحل الشيخ سعيد بن خلف الخروصي الذي كان قد ألتقى بالشيخ عيسى في القابل وجلس إليه.