الكاتب: يوسف علي البلوشي
الحديث عن فلسطين ، دائما يعود بنا إلى الصغر ، حين كانت الأناشيد صداحة ونهتف بأعلى صوتنا فلسطين حرة ، كان القبة الصفراء لمصلى قبة الصخرة أحد أجزاء المسجد الأقصى معلما يبث فينا روح الصمود والأمل والبقاء ، والآحساس بأشقائنا في القدس بل في كل جزء من أجزاء فلسطين العظيمة .
وظلت الأشعار الوطنية ناقوسا يدق في ضمائر كل عربي وقصص النضال الجميله تبعث أنشودة استعادة الوطن :
يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان
يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان
من يوقف الحجارة يا بلدي
من يوقفُ العدوان يا بلدي؟ عليكِ،
يا لؤلؤةَ الأديان.
والسلطنة ظلت منذ الأزل في كل الكتب الدراسية والمؤتمرات والندوات وكل الأدب العماني القضية الأولى ، والهم الأول وقدمت لهذه القضية كل الدعم المعنوي قبل كل شي وغرست فينا أن فلسطين دلة لها حق تقرير المصير والسيادة الكاملة .
وتعتبر العلاقات العمانية الفلسطينية علاقة وطيدة وقوية منذ القدم ، واشتد وثاقها الإيمان بأهمية الدولة الفلسطينية ككيان مستقل له سيادة وظلت خلالها السلطنة تدعم المواقف الفلسطينية دعما قويا بل وتعتبرها هي قضية العرب الأولى .
وكان امتداد هذه العلاقات الزيارة الاخيرة للوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بالسلطنة معالي يوسف بن علوي لفلسطين في بداية هذا العام بتاريخ 15 فبراي 2018، الى المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلة، في زيارة نادرة لمسؤول عربي للموقع.
والتي وجدت اصداءا قوية واعتبروا إن هذه “زيارة تاريخية لدعم أهل القدس والمسجد الأقصى”.
وفيها زار الوزير بن علوي كلاً من قبة الصخرة والمسجد الأقصى.
وأولى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله العلاقة مع دولة فلسطين أهنماما كبيرا ويحمل في قدمه نواه ومرتكزات ااسياسية العمانية التي كما جاءت في العديد من وسائل الاعلام وتناولها الكثيرون بشكل كبير ان السلطنة تولي عملية السلام في الشرق الأوسط اهتماما كبيرا ، حيث قدمت التقارير الصحفية قوالب العلاقة المتينة وضربت في ذلك اوجها عدة منها : ان السلطنة تؤيد منذ الأزل تأييدا كاملا – التحركات والاتفاقات التى جرت في اطار عملية السلام منذ انطلاقها ، وضمت صوتها إلى أصوات المجتمع الدولي الداعية إلى تحقيق سلام دائم وعادل وشامل يعيد الأمن والاستقرار والإزدهار إلى المنطقة ويؤدي إلى التعاون بين شعوبها، فإن السلطنة أكدت دعمها الكامل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وهو ماتكلل بالنجاح والاعتراف بدولة فلسطين واستقلاليتها .
وكانت السلطنة قد ضربت في نوعية العلاقة مثالا كبيرا عندما اكتقبل جلالة السلطان المعظم حفظه الله أوراق اعتماد أول سفير لدولة فلسطين معتمد لدى السلطنة في مايو 1998 م، وقام بعدها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رحمة الله عليه في زيارة للسلطنة في يونيو 1998 م .
وقد أكد جلالة السلطان المعظم -حفظه الله – أن السلطنة تؤيد في سياستها مساعي السلام في المنطقة وما تستهدفه من تحقيق حل عادل ودائم لكافة الأطراف وأن السلطنة لن تألو جهدا في الدفع بهذه المسيرة إلى تحقيق الهدف المنشود.
ومع زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للسلطنة اليوم هي اكليل ورد يزين العلاقة الثنائية ويرويها لتعيش ابد الدهر مع ايماننا بأن القدس عاصمة لفلسطين وتعيش فلسطين حرة ، على درب الانتصارات.