الكاتبة: فايزة محمد
” ونحن ماضون في هذا النهج، إن شاء الله، لقناعتنا بأن الوطن في مسيرته المباركة يحتاج إلى كل من الرجل والمرأة بلا ريب، كالطائر الذي يعتمد على جناحيه في التحليق إلى آفاق السماوات، فكيف تكون حاله إذا كان أحد هذين الجناحين مهيضًا منكسرًا؟ هل يقوى على التحليق؟.
قابوس بن سعيد
عندما نتحدث عن يوم المرأة ينبغي أولًا أن نعيد عقارب الساعة إلى الوراء، قبل ثمانية وأربعين عامًا، وتحديدًا إلى الثالث والعشرين من يوليو المجيد سنة 1970، عندما كانت عمان على موعدٍ مع لحظة تاريخية استثنائية لا تتكرر دائما في عمر الدول والشعوب، عندما استلم جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله – مقاليد الحكم في البلاد، ليُعلن عن بدء مسيرة النهضة المباركة التي لا زلنا نعيش فصولها الجميلة حتى الآن. في تلك اللحظة التاريخية انطلق الإنسان العماني إلى الأمام، ليُعلن عن ميلاد مجتمع جديد، تُشارك فيه المرأة جنبًا إلى جنب مع أخيها الرجل لبناء عمان الغد، عمان المستقبل، وفي هذا اليوم انطلق العمانيون جميعًا، رجالًا ونساءً من أجل تحقيق هذا الحلم الذي لم يمضٍ سوى سنوات قليلة حتى أصبح واقعا يشهده الجميع.
وفي تلك اللحظة التاريخية استطاعت المرأة العمانية أن تخرج من عزلتها الاجتماعية وتشق طريقها إلى الحياة بكل ثقة ونجاح واقتدار، واستطاعت خلال سنوات قليلة جدًا – بكل جدارة – أن تفرض نفسها في جميع مواقع العمل، حتى كانت أول امرأة في العالم العربي تدخل سلك الشرطة وتشارك أخيها الرجل في الحفاظ على أمن المواطن ومنجزات الوطن ، كما استطاعت أن تدخل في مجال الطب والتمريض والتدريس والوظائف الأخرى بعد أن كانت هذه الوظائف سابقًا حكرًا على الرجل، ثم استطاعت بفضل توجيهات جلالة السلطان المعظم والتعليم العالي أن تثبت وجودها في السلك الدبلوماسي والسياسي والرياضي حتى نالت الثقة السامية لتكون وزيرة ووكيلة وزارة قبل أن تحظى بثقة الناخبين لتدخل عضوية مجلس الشورى لأول مرة اعتبارا من الفترة الثانية سنة 1994 عندما فازت إمرأتان بعضوية المجلس وهما شكور الغمارية وطيبة المعولية.
وقد أكد صاحب الجلالة المعظم – حفظه الله – في خطابه بمناسبة افتتاح مجلس الشورى للفترة الثانية 26/12/1994 على أهمية مشاركة المرأة في مسيرة النهضة المباركة في جميع المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وان دورها في ذلك كمثل دور الرجل، حيث قال جلالته: “إننا ندعو المرأة العُمانية في كل مكان في القرية والمدينة في الحضر والبادية في السهل والجبل أن تشمِّر عن ساعد الجد، وأن تسهم في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية كل حسب قدرتها وطاقتها وخبرتها ومهارتها في المجتمع، فالوطن بحاجة إلى كل السواعد من أجل مواصلة مسيرة التقدم والنماء والاستقرار والرخاء”.
وبعد المنجزات الوطنية التي حققتها المرأة في جميع مجالات الحياة والعمل ، جاء تشريفها من قبل صاحب الجلالة المعظم – حفظه الله ورعاه- باعتبار يوم السابع عشر من شهر أكتوبر من كل عام يومًا للمرأة العمانية تقديرا من جلالته – أعزه الله وأمد في عمره- للمرأة وتشجيعا لها من أجل ممارسة دور أكبر في مسيرة النهضة المباركة، خاصة بعد أن أثبتت قدرتها وكفاءتها في جميع ميادين العمل وأصبحت ركنا اساسيا من أركان الدولة، فهنيئا للمرأة العمانية في يومها، وهنيئا للوطن بها.