شؤون عمانية- فايزة محمد
صدر أخيرًا عن دار عرب بلندن ترجمة لكتاب ” إنسان النياندرتال.. في البحث عن الجينومات الحديثة ” الذي ألفه عالم الجينات السويدي سفانته بيبو، ونقله إلى العربية المترجمان حسين العبري وحمد بن سنان الغيثي.
وقد حاورت “شؤون عمانية” الكاتب حمد الغيثي المشارك في ترجمة الكتاب الذي أوضح أن” الكتاب يتحدث عن أصول البشر المعاصرين، وعن اختلاطهم إثر هجرتهم من أفريقيا مع النياندرتال ومع أجناس منقرضة أخرى من البشر، وكيف أن هذا الاختلاط باقٍ أثره في مادة البشر المعاصرين الوراثية، وكيف أن هذه الجينات الغابرة قد سهلت تأقلم نوعنا البشري مع الأمراض والمناخات في مناطق العالم، مضيفًا بأن ” السرد يأتي بضمير المتكلم، وهو هنا عالم الإناسة التطورية سفانته بيبو، الذي قاد مهمة التنقيب عن بقايا النياندرتال والدينسوفا ، وإثبات تزاوج هذه الأنواع مع أسلاف البشر المعاصرين”.
وكشف الغيثي أن ” الكتاب هو الأول من نوعه في الثقافة العربية الذي يجيب عن مسألة أصل البشر علميًا، وهو يجيب على أسئلة طرحت في الثقافة العربية عند نشر داروين لكتاب أصل الأنواع، وعن بقايا البشر المنقرضين، التي عدت عربيًا على أنها بقايا لشعب يأجوج ومأجوج” .
واستطرد الغيثي أن ” الكتاب يقول أن البشر لم يُخلقوا خلقًا، بل نشؤوا بفعل هجرة من أفريقيا، وبفعل تزاوجهم مع أجناس بشرية أخرى، وبالتالي فنوعنا ” غير نقي”، والكتاب يفتح الباب لفهم الذهن البشري، والتغيرات الجينية التي صاغته بهيئه الحالية وقدراته المشهودة”.
وختم الغيثي حديثه بالقول أن الكتاب هو مقدمة ضرورية لكتاب آخر ترجمه صالح الفلاحي وحسين العبري، وهو كتاب “العاقل: تاريخ مختصر للنوع البشري”، الذي يقدم منظورا خلابا للتاريخ البشري.