رصد- شؤون عمانية:
سجلت لاعبة التنس العمانية فاطمة النبهانية إنسحابها الرسمي من بطولة فرنسا الدولية للنساء عقب احتجاجها في لقائها الثالث بالبطولة على أداء حكم المباراة وفوزها في أول لقاءين.
فبعد أن أقصت النبهانية لاعبتين فرنسيتين في الأدوار الأولى، خاضت لقاءها الثالث مع لاعبة فرنسية، واستطاعت بجدارة أن تتقدم في المجموعة الأولى بنتيجة 7 / 5 ، كما وصلت النتيجة في المجموعة الثانية 5 / 2 لصالح النبهانية إلا أن نهاية المجموعة كانت لصالح اللاعبة الفرنسية، وكانت النبهانية قد اعترضت على عدة قرارات أصدرها حكم المباراة.
وفور إطلاق نتيجة المجموعة الثانية انسحبت النبهانية من اللقاء ووجهت رسالة رسمية للاتحاد الدولي واصفة تفاصيل اللقاء وأداء حكم المباراة.
وقد نشرت النبهانية مقطع فيديو على حسابها في موقع التواصل الإجتماعي “تويتر ” مقطع فيديو عبّرت فيه عن مشاعرها حول الحادثة.
تقول خلال المقطع: “طوال حياتي ومسيرتي الاحترافية لم أتعرض للعنصرية كما تعرضت لذلك في كليرمون فيران في فرنسا.” وتضيف: “لقد علمني التنس الروح الرياضية والعدالة، لا يوجد فرق بين أبيض وأسود أو مسلم أو أي ديانة أخرى، لقد علّمني العدل دائما، ولكن ما حدث هنا في فرنسا أمر غير مقبول أبدًا.”
وحول ما تعرّضت له خلال المباراة تقول فاطمة:”لم أتصوّر أبدًا أنه سيحدث لي ذلك خلال حياتي، ولكن عندما لا يمنحني حكم الكرسي حقي، وأن تكون جميع الأخطاء ضدّي ولا يوجد خطأ واحد ضد خصمي، هنا نضع علامة استفهام كبيرة!” وتشير فاطمة إلى سلوك الحكم في الفيديو قائلة:”لماذا تعامل معي هكذا؟”
تكمل رسالتها:”خلال المباراة بأكملها كان حكم الكرسي يتحدّث مع خصمي خلال فترة الاستراحة، وكانوا يتحدثون بالفرنسية التي لا أفهمها وكلاهما يضحكان. كما أن المباراة كانت تلعب بدون جامعي كرات لذا فمن الطبيعي التأكد من عدم وجود أي كرة داخل الملعب قبل بداية النقطة، ولكن خصمي رفضت ذلك مبررة موقفها بأن الكرة في ملعبها ومن جهتها، لذا عندما اشتكيت للحكم حول ذلك قال أن هذا من حقها! أخبرته على الأقل أن تخبرها لتقوم بإبعادها ودعونا نكون محترفين لأن الكرة تشتت انتباهي أثناء لعب النقطة، قال إنه لا يستطيع، لذا استمرت المباراة على هذا النحو.”
“وعندما كانت النتيجة 7-5، 6-5 كانت منافستي ترسل، قمت بجمع الكرات من الملعب وأعطيها لها، أخذَت كرتين للإرسال والثالثة قامت برميها على الشبكة في منتصف الملعب لأنها كانت تعلم أن الأمر يضايقني. المرة الأولى بقيت هادئة، ولكن في المرة الثاني ذهبت لحكم الكرسي وأخبرته إذا كان لا يستطيع التحدث إليها أو أن يتخذ قرارًا فإن عليه أن يتصل بالمشرف لأنني أريد أن أتحدث معه، قال لا، لا أريد أن اتصل بالمشرف، أخبرته بأنني لا أستطيع اللعب بهذه الطريقة، رجاءً اتصل به لأنه من حقي أن اتصل به، قال لا!.” وتضيف أمرًا ثالثًا في رسالتها:”هناك حكام خطوط في المباراة”.
“وأنا أتفهّم أن جميع حكام الكرسي يرتكبون أخطاء ولكن عندما تكون جميع الأخطاء ضدي، فهنا لابد أن نضع علامة استفهام كبيرة! حكم الكرسي خلال المباراة بأكملها قام بارتكاب الكثير من الأخطاء ضدي حتى أنني لا أستطيع عدّها، حتى أن يصحح لحكام الخطوط ضدي أنا فقط، لماذا؟”وتزعم النبهاني أنها خلال المجموعة الثانية كان لديها 7 نقاط للفوز بالمباراة، 5 منها على الأقل قام حكم الكرسي بالقول (قرار خاطئ) ثم تصحيحه ضدها، تقول:”ذهبت إليه وقلت له (رجاءً عليك أن تكون عادلًا ومركّزًا، هذا أمر غير مقبول!) عنها قام بإنذاري !!!!! بينما تستمر منافستي بالقسم بالفرنسية وقول أشياء سيئة عني أفهمها، كما أن الجمهور سمعها، ولكن الحكم لم يحرّك ساكنًا!!! فقط لأنني اشتكي واطلب منه أن يعطيني حقي أقوم بالحصول على الإنذار!!! كان حكم المباراة ضدي منذ بداية المباراة، ولم يقم بإعطائي حقي بتقديم أي شكوى إلى أي شخص.”
وقد قامت فاطمة النبهاني بمراسلة الاتحاد الدولي للتنس، ورابطة محترفات التنس حول ما حدث لها، وقد أصدر الاتحاد الدولي للتنس (ITF) بيانًا بخصوص هذه الحادثة:”الاتحاد الدولي للتنس يأخذ أي ادعاء بالعنصرية على محمل الجد، ووفقل لأنظمتنا فسنقوم بإجراء تحقيق في الأمر، وجمع المعلومات من جميع الأطراف المعنية، وسنرد على اللاعبة ونتابع الأمر فورا .
وقد عبّر كتاب ومثقفون عمانيون عن إستيائهم لهذه الحادثة التي تعرضت لها النبهانية ودعو إلى التضامن معها حيث وجه الكاتب السينمائي العماني عبدالله خميس رسالة إلى فاطمة النبهانية قال فيها: يؤسفني من كل قلبي ما تعرضتِ له مؤخرا من ممارسات تتصف بالتمييز العنصري ضدك في فرنسا. إنني أناصر قضيتك تماما من مباديء المساواة والأخوّة الإنسانية ومناهضة كافة أشكال التمييز العنصري.ومن موقعي كمخرج وصانع أفلام فيديو قصيرة وصاحب شركة (اللقطة المقربة للإنتاج الفني) أود إفادتك أنني أضع كافة موارد شركتي البشرية والتقنية لدعم قضيتك ومناصرتها في كل ما من شأنه دعمك وكشف الظلم الذي تعرضتِ له”.
وغرد الإعلامي والأديب العماني سليمان المعمري على صفحتيه في ” تويتر ” و ” الفيس بوك ” مستنكرا الحادثة: لاعبة التنس الدولية العمانية فاطمة النبهاني تتعرض للتمييز أثناء مشاركتها في بطولة تابعة للإتحاد الدولي للتنس في كليرمون بفرنسا وتنسحب احتجاجا” .
وعلقت الكاتبة ليلى عيسى على تغريدة المعمري قائلة: ” التميز والعنصرية في كل مكان للاسف .. تعددت الأسباب وتعددت المواقف والعنصرية واحدة، فهناك من يرفض الاخر لقبيلته او لون بشرته وهناك من يرفضك لمذهبك وطائفتك …وهناك من يُرفض للتنورة القصيرة او الطويلة …الله المستعان”.
وغرّدت نعمة الكندي قائلة: عرفنا روح الرياضة كونها مصدر الألفة والعدالة بين البشر لكنها لا زالت لا تخلو من العنصرية والكراهية عند البعض. وللعزيزة فاطمة النبهاني لا تتركيهم يوقفونك عن تحقيق الإنجازات”.
المصدر: وكالة الأنباء العمانية ومواقع إلكترونية