إعداد: فاطمة بنت ناصر
خصصت جريدة فلسطين في عددها الصادر بتاريخ ٢ نوفمبر ١٩٢٨ حيزاً بعنوان ( سلطنة مسقط وعومان[1] في الصحف الإنجليزية ) وجاء فيه الآتي ذكره :
انتهت زيارة عظمة السر السيد تيمور بن فيصل بت تركي، سلطان مسقط وعومان للبلاد الإنكليزية وقد غادرها في ١٤ الجاري إلى فرنسا، ومن هناك إلى سيعرج على سويسرا وايطاليا ثم يقيم أياماً في مصر قبل سفره إلى بلاده.
وقد رأينا أَن نعرض للقراء نص الخطبة التي ألقاها السر روبرت هولاند[2] باسم الحكومة البريطانية في الحفلة التي أقامتها لوداع عظمته في فندق كلاردج لما فيها من الدلالة على أهمية هذه السلطنة العربية المستقلة
قال الخطيب بعد عبارات الترحيب المألوفة:
إن اللذين زاروا عومان من الحاضرين في هذه الحفلة يعلمون بعد الشقة ما بين مسقط وما بين كلاردج غير أن بلاد عظمة السلطان وعاصمته ليست بذات أهمية ضئيلة ، وإني أذكر لمن لم يزر تلك البلاد أن عظمة السلطان حاكم مستقل وأن بينه وبين حكومتي فرنسا والولايات المتحدة معاهدات تجارية كما بينه وبين حكومة جلالة الملك، وله ١١٠٠ ميل من خطوط السواحل البحرية في الجنوب الشرقي من جزيرة العرب كما أن له مدينة ( جويدور)[3] الواقعة على الخليج الفارسي، ،وهي مدينة قديمة عظيمة الأهمية، أما زنجبار التي هي الآن تحت الحماية البريطانية فقد كانت ذات مرة تابعة لسلطان عومان، ونحن لانزال ندفع لعظمته اعانة كبيرة بموجب اتفاقية سنة ١٨٧١ المختصة بتخليه عنها وأما مسقط نفسها فمكان لايمكن لانسان أن يذكره إلا ويرتجف قلبه لذكراه، ولست بمحاول أن أقص عليكم تاريخ تلك المدينة لأن هذا يستغرق ساعات، ولكنني أوجز القول بأن مسقط كانت منزل الفينيقيين وأن بحرها كان المهد الذي تربت فيه الملاحة العالمية، كما كان هدف البورتغاليين عندما أرادوا أن يستعمروا الشرق، وقد شاهد ذاك البحر هجمات عدة فتغلب عليها جميعاً، ولقد حاول نابليون أن يوطد علاقاته مع السيد سعيد[4] الذي كان حاكماً لعومان في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وهو الذي أهدى إلى بحريتنا سفينة حربية فأرسلنا إليه هدية نظيرها.
ولقد كانت مسقط ولاتزال الميناء التي تكرم أساطيلنا كما كرمتها مراراً في أزمات شديدة وأوقات حرجة كان آخرها أثناء الحرب العظمى، ولقد كانت مسقط في عهد والد السلطان[5]، كما هي الآن في عهد عظمته المركز الرئيسي الذي منه استطعنا أن نمنع التجار بالاسلحة مع الساحل المقابل الذي كان منه خطر محزن على حدود الهند.
وأخيراً يجب أن يذكر اسم ( مسقط ) بالفخار فيما يتخذ من إجراءات لمنع تجارة الرقيق فإن الحكومة البريطانية كانت في محاربتها لهذا الشر تعتمد دائماً على تأييد السلطان.
وانكلترا لذلك كله مدينة لمسقط ولقد كانت حوادث القرنين الغابرين داعية إلى توطيد أركان الصداقة بين الجانبين.
وبعد أن أمتدح الخطيب في جمل طويلة والد السلطان الحالي وصداقته لبريطانيا، ودعا له بالرحمة والرضوان، قال:
أن السيد تيّمور يحكم بلاده منذ ١٩١٣، ولقد أُدخلت إلى تلك البلاد على يدي عظمته جملة إصلاحات ادارية، فدائرة الجمارك أعيد تنظيمها والطرق عبدت، والمدارس فتحت، ووضع برنامج متسع للأشغال العامة، وأصبحت مالية البلاد ترتكز على أساس متين بمساعدة وزير بريطاني هو المستر توماس…
ملاحظة 1: عن جريدة فلسطين
تأسست هذه الجريدة العريقة في عام ١٩١١ وكانت تصدر بشكل أسبوعي وبعد فترة قصيرة صدرت مرتين أسبوعياً حتى قامت السلطات العثمانية باغلاقها عام ١٩١٤. عاودت للصدور من جديد ثلاث مرات في الأسبوع عام ١٩٢١ وفي عام ١٩٢٩ صدرت بشكل يومي. أسس الصحيفة عيسى دَاوُدَ العيسى ولاحقاً انضم إليه ابن عمه يوسف حنا العيسى. صدرت الصحيفة من يافا وعرفت برفضها للسياسات العثمانية والانتدابية وناهضت الحركة الصهيونية وسيطرة رجال الدين على اليونانيين على الكنيسة الأرثدوكسية في القدس.[6]
ملاحظة 2: في حال ملاحظة أية أخطاء إملائية أو لغوية أرجو التغاضي عنها فهذا نقل حرفي لما ورد في الجريدة.
ملاحظة 3: الصورة من زيارة السيد تيمور لبريطانيا عام ١٩٢٨م
ملاحظة 4: حقوق الصورة محفوظة لموقع
© National Portrait Gallery, London
[1] ذكرت الجريدة في عدد لاحق أنها تكتب ( عومان) بدلاً من ( عُمان) خوفاً من التباسها بعمان . وأظنهم يخشون اللبس بينها وبين عاصمة الاْردن عمّان.
[2] وهو الوكيل السياسي وقنصل بريطانيا في مسقط منذ عام ١٩٠٨ وقد شغل منصب المستشار القانوني للهند في الفترة (١٨٧٣- ١٩٦٥ )
https://en.m.wikisource.org/wiki/The_Indian_Biographical_Dictionary_(1915)/Holland,_Robert_Erskine
[3] يقصد بها جوادر
[4] في إشارة إلى السيد سعيد بن سلطان
[5] يقصد هنا السيد تيّمور بن فيصل
[6] نقلاً عن موقع جرايد المختص بأرشفة الصحف