ترجمة : فاطمة بنت ناصر*
نشرت صحيفة الجارديان البريطانية يوم الثلاثاء 4-9-2018 كلمات مؤثرة للروائي والقاص البرازيلي باولو كويلو عن الحريق الذي شب في متحف البرازيل الوطني أحد أقدم المتاحف وأكثرها غنىً بالمقتنيات الأثرية بتاريخ 2 / سبتمبر / 2018 . إليكم ما كتبه :
لم يؤرخ هذا المتحف تاريخ البرازيل فحسب بل كان هو جزءاً لا يتجزأ من ذلك التاريخ. فحين هرب الملك جواو السادس إلى أمريكا الجنوبية بسبب دخول نابليون البرتغال، قام بتحويل عرش حكمه الذي شمل البرتغال و البرازيل و مملكة الغرب إلى مدينة ريو دي جانيرو. أما مبنى هذا المتحف القديم فقد كان قصراً امبراطورياً مهيباً يسمى بقصر القديس كريستوفر. وللأسف تبكي البرازيل كلها اليوم بسبب احتراقه عوضاً عن الإحتفال بذكرى 200 عام على وجود هذا الصرح العظيم بيننا. فإن كان هذا المتحف العظيم عكس نقطة إنطلاق نهضتنا كأمة فباحتراقه اليوم يعكس ماتعانيه هذه الأمة من إعتلال في الثقافة والتعليم وهما أبرز مشاكلنا الحالية.
نرى أغنياء البرازيل يجوبون العالم ليزوروا متحف تيت بلندن و اليمتروبوليتان بنيويورك و اللوفر بباريس، هذه المتاحف التي تجذب سنوياً ما يفوق 8 ملايين زائر. فلماذا لايجذب متحفنا سوى 145 ألف زائر سنوياَ على الرغم من وجوده – دون مبالغة – في أجمل مدينة في العالم وأروع منظر بانورامي يضم الجبال والغابات والبحر جنباً إلى جنب! وعلى الرغم من احتواءه على مليوني قطعة أثرية من مختلف حضارات العالم ابتداءً من الفرعونية ووصولاً إلى حفريات أثرية لتاريخ البرازيل ؟.
نلوم حكومتنا لإهمالها تاريخ البرازيل ولكن شعبنا فعل مثلها تماماً. البرازيل بلد بالغ الروعة والجمال ولكنه ظُلم بنقص التعليم ، ففقراء البرازيل لايذهبون إلى المدارس أساساً فما بالك بالمتاحف! أما أثريائنا فيذهبون للمتاحف ولكن متاحف لندن ونيويورك وباريس وليس إلى متاحف ريو وساوبولو. متاحفنا التي لانعرف مصيرها؟ فمالذي حل بمتحف ابيرانجا بساوباولو الذي تأسس باستقلال البرازيل عام 1822 والذي أغلق قبل 5 سنوات ولازال مغلقاً؟ ولم يمت هذا السؤال حتى يموت أمامنا اليوم حرقاً متحف البرازيل الوطني.
سنتسائل اليوم وبعد كل هذا ما الذي سيحل في القادم من الأيام بأرواحنا؟.
المصدر الأصلي للمقال:
https://www.theguardian.com/
*مترجمة و كاتبة من سلطنة عمان، مهتمة بإثراء المحتوى العربي على الإنترنت، تخصص ترجمة وإعلام جديد
(الحوكمة والمجتمع)