شؤون عمانية- جمانة اللواتي
منذ أكثر من عام و موسم العودة للمدارس يتزامن مع الأعياد و و موسم السفر ، الأمر الذي يسبب عبئًا مادياً تشتكي منه معظم الأسر خصوصا مع الغلاء والأوضاع الاقتصادية الحالية ، فعلى الرغم من أهمية هذا الموسم و ضرورة الاستعداد له وتهيئة الطلاب لاستقبال العام الدراسي بنشاطٍ وحماس و طموحٍ كبير إلا أنه صار ثقلاً يخيم على حياة العائلة ويستحوذ على تفكيرهم و جيوبهم و يجعلهم يبحثون عن طرقٍ لتمر السنة الدراسية بسلام بدون أي خسائر مادية ونفسية و تكريس مجهود التفكير وحصره في تحفيز الأبناء للدراسة والبحث بالتعاون مع المدرسة على كل الطرق الحديثة التي من شأنها رفع مستوى الإنتاجية التعليمية .
“شؤون عمانية” في هذا الاستطلاع تلقي الضوء على موضوع المصاريف المدرسية و تأثيرها على جودة و تطور آلية التعليم من عدمه أم أن التعليم بشكلٍ عام لازال يواجه نقداً من قِبل المجتمع ؟
الركون للماديات توجه سائد
تستعرض أم محمد تجربتها مع المدراس الخاصة فتقول : أرى أن متطلبات المدارس مبالغٌ بها في أغلب الأحيان مثل لباس الرياضة والسباحة ذات الشروط والمواصفات الخاصة بالإضافة إلى القرطاسيات والألوان وغيرها ، كما تقوم المدرسة بتصنيع منتجاتها الخاصة التي تحمل شعار المدرسة مثل الحقائب والألبسة وعبوات الماء والتي تكون أسعارها باهظة الثمن، وبطبيعة الحال فإن الأطفال يريدون اقتناءها لمجاراة أقرانهم، والحوار في هذه المسألة مع الإدارة غالباً لا يؤدي إلى نتيجة؛ إذ أن الركون للماديات هو توجه سائد لأغلب المدارس الخاصة.
ومع الأسف الشديد فإن هذه المصاريف الزائدة لم يكن لها دورٌ في تغيير الكثير من النظام التعليمي وتطويره؛ إذ لا زالت معظم المدارس تتبع أسلوباً تقليدياً في التعليم حيث يكون المعلم هو المحور الأوحد في آلية التعليم و يظل الطالب متلقٍ فحسب .
إلحاح الأبناء سببٌ رئيسي للمصاريف الثقيلة
أما عزيزة الراشدية كان لها رأي مختلف حيث قالت : طلبات المدارس لا تزعجني إطلاقاً بل أعتبرها مساهمة من أولياء الأمور لتطوير المنهجية التعليمية، و يجب على المدرسة أن تراعي ظروف الطالب حيث أن للناس إمكانيات مادية مختلفة، و لكن أعتقد أن تقنين المصاريف المدرسية أمرٌ ممكنٌ جداً وذلك بالاقتصار على الأساسيات و تجنب الكماليات التي ليس لها داعٍ بل أنها تكون في العادة نتيجة طلب الأبناء وإلحاحهم بسبب ما يشاهدون من مغرياتٍ حولهم.
كما أن أسعار الأدوات المدرسية متفاوتة ويمكن الحصول على الاحتياجات بسعر معقول نتيجة ازدياد عدد المكتبات والمحلات والتنافس بينهم، والحمد لله فإن التعليم في مدارس السلطنة في تقدمٍ لافت وسيستمر بالتطور بجهود أولياء الأمور جنباً إلى جنب إدارة المدارس .
التعليم في تطورٍ لافت
من جانبها أشادت نعيمة الجابري بمستوى التقدم الملحوظ في آلية التعليم في السلطنة و أوضحت : لقد تغيرت سياسية التلقين في المدارس و تم تحديثها ليتم إشراك الطالب في العملية التعليمية و تحفيزه على البحث والتفاعل مع المعلم، وهذا أمرٌ في غاية الضرورة ويجب التركيز عليه كثيراً حتى لا يصبح الطالب مجرد متلقٍ وحافظ بل يجب أن ينظر إليه كباحثٍ عن المعلومة ومشارك، وهذا الامر لا يتحقق إلا بشرط تأهيل المعلم بشكل صحيح ليكون مشرفاً و موجهاً للطالب بحيث يساعده على مقاسمة إدارة العملية التعليمية، كما أنه لا ضير من الاستفادة من تجارب الدول الأخرى الناجحة في هذا المضمار وتفعليها في مدارسنا .
أما في ما يخص العبء المادي الذي تفرضه المتطلبات المدرسية أشارت نعيمة إلى أنها كثيرة ومبالغٌ بها لاسيما إذا كان عدد الأبناء كبيراً، و يجب على المدارس التعاون لتقليلها بتقنين المشاريع المدرسية والحفلات المتكررة كما يمكن ترتيب الفصل بما تيسر دون الحاجة للتنافس المبالغ به وفي الوقت نفسه يجب على اولياء الأمور تعليم أبناءهم ثقافة الترشيد وتعزيزها لديهم .
مقارنات وحساسيات بين الزملاء
و جاءت ياسمين اللواتي لتؤكد على حجم العبء المادي الذي يسببه موسم العودة للمدارس والتحضير له حيث أشارت: بيئة المدرسة لها دورٌ كبير في تحديد أسلوب الصرف على التجهيز للعام الدراسي؛ حيث أن الطلاب في بعض المدارس لاسيما الخاصة يشاهدون المغريات الكثيرة حولهم و المقارنات بين الطلبة وما يحملون معهم من أدوات مما يسبب حساسيات بينهم ويدفعهم ذلك للضغط على أولياء أمورهم لتوفير ما يرونه عند زملاءهم، وهذا الأمر يسبب عناءً مادياً يُثقل كاهل الوالدين خصوصاً مع ارتفاع الأسعار والغلاء في معظم المحلات والمكتبات ، وهذا الأمر يمكن أن يتم حله بعدة طرق منها تحديد انواع معينة من الادوات الدراسية والدفاتر بأسعار مناسبة من قِبل المدرسة وإلزام اولياء الامور بالإلتزام بها أو أن توفر المدرسة الأدوات الدراسية بأكملها مقابل مبلغ معقول ومناسب، وبالتالي يتم تجنب التكاليف المبالغ بها وكذلك مسألة المقارنات بين الطلبة .
وتضيف ياسمين : بقدر أهمية موضوع المتطلبات المدرسية الكثيرة و الثقل الذي يسببه لأولياء الامور إلا أن هناك أمراً أهم و هو جودة التعليم و ضرورة تطويرة فإنه للأسف الشديد يوجد تقصير من ناحية الأسلوب التعليمي الذي لا زال مقتصراً على شرح الدرس فحسب وبعيداً عن الأساليب الحديثة التحفيزية حتى صار الطالب يذهب إلى المدرسة ويحضر الحصص الدراسية خوفاً من خسارة الدرجات لا حُبا في المادة .