مسقط- شؤون عمانية:
استضافت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ليلة أمس الأول الأثنين، بمقرها بمرتفعات المطار، الناقد والأكاديمي المصري والأستاذ المشارك في النقد ونظرية الأدب، الدكتور محمد الشحات، والذي تحدث من خلال محاضرة نقدية أدبية حول أثر مناهج العلوم الإنسانية في الدراسات الأدبية والنقدية العربية: قراءة في الإشكالات والسياقات والممارسات.
في هذه المحاضرة والتي قام بإدارتها الشاعر والكاتب علي بن سالم الحارثي ، سعى الدكتور محمد الشحات من خلالها إلى مساءلة موضوع “أثر مناهج العلوم الإنسانية في الدراسات الأدبية والنقدية العربية: الإشكالات، السياقات، الممارسات”، من خلال استقراء عد من النصوص المركزية المتتابعة منذ بدايات القرن العشرين، وهي نصوص تنتمي في غالبيتها إلى حقل الدراسات الأدبية والنقدية وتاريخ الأدب العام والتاريخ الثقافي العربي، لكنها في الوقت ذاته تمتلك القدرة على ربط القضايا الأدبية والثقافية بتاريخ حركة العلوم الإنسانية العام حسب رأي الدكتور الشحات، ويشير الشحات إلى أن هذه النصوص تمتلك أيضا القدرة على طرح الأسئلة الإشكالية الخاصة بقضايا الفكر العربي المعاصر، وقضايا الأنا والآخر، وقضايا إشكاليات التراث والتحديث في الثقافة العربية.
وأشار الدكتور محمد الشحات ومن خلال سياق الحديث إلى إنّ مثل هذا النوع من المقاربات الفكرية النظرية تسعى بالضرورة إلى مساءلة جوهر العلوم الإنسانية (كالفلسفة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والتاريخ، والأنثروبولوجيا، وعلوم الإعلام والاتصال، .. إلخ)، في محاولة للإجابة عن السؤال المنهجي الذي ظل يشغل العقل العربي طوال القرن العشرين: لماذا لم نستطع إنتاج نظرية عربية (نقدية/ فكرية/ فلسفية/ …)؟
هنا يفند الدكتور محمد الشحات وعبر هذا السؤال الكبير والإشكالي، سواء في سياقاته المُنتِجة له أو في طرائق تناوله وتداوله من قبل محمد روحي الخالدي، ومالك بن نبي، وطه حسين، والعقاد والمازني، ومحمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس، ومحمد أركون، ومحمد عابد الجابري، وأدونيس، ونصر حامد أبو زيد، وجابر عصفور، وعبدالعزيز حمودة، وسيد البحراوي،… وغيرهم، يفند طرح عدد غير قليل من الأسئلة المشتبكة، أو الإشكالية، التي تضرب بجذورها في بعض المرجعيات الفلسفية (الغربية)، كالفلسفة الوضعية، والمثالية، والوجودية، والماركسية، والبنيوية، حتى فلسفة ما بعد الحداثة.
وفي ختام حديثه يشير الدكتور الشحات إلى إن غياب مثل هذا النوع من أنواع الدرس الفكري أو الثقافي المهمّ سوف يؤدي، بالتبعيّة، إلى تفاقم أزمة غياب النظرية في علاقة العلوم الإنسانية بحقل الدراسات الأدبية والنقدية العربية، كما سيؤدي إلى انقطاع هذه الأسئلة المفاهيمية بالدرجة الأولى عن سياقات تداولها الغربي، فضلًا عن إهدار خصوصية النص الثقافي العربي الذي قد يصبح حقلا بِكْرًا للمزيد من المقاربات أو المغامرات غير المنهجية الخطرة.