الكاتب: بدر بن سالم العبري
في صباح يوم الجمعة 11مايو، والأصل أنّ هذا الوقت معدّ للتّسوق؛ لأنّ السّفر ظهرا، ولهذا رأيته فرصة مناسبة لتسجيل حلقتين يوتيوبيتن، الأولى مع الأستاذ أحمد النّوفليّ، والثّانية مع الشّاعر محمد البغيليّ الّذي أشرنا إليه سابقا.
وقبل تسجيل حلقة مع الأستاذ النّوفليّ إذا برجل من القطيف اسمه أحمد حسن مكي يأتي للسّلام علينا بحرارة، وأثنى على عمان وأهلها، ثمّ أعطانا رقم هاتفه لزيارته في القطيف، قلت له ربما نأتي قريبا؛ لأنّ سماحة حسن الصّفار طلب منا ذلك أكثر من مرة، فوعدناه أنّ الزّيارة قريبة بإذن الله تعالى.
بدأتُ تسجيل الحلقة اليوتيوبيّة مع الأستاذ أحمد النّوفليّ السّاعة التّاسعة صباحا في نفس النّزل، وكانت بعنوان: مراجعات في جوانب من التّراث، وبثت في رمضان في برنامج حوارات الحلقة 22، وإذ نحن نبدأ التّسجيل إذا برجل كويتيّ يظهر أنّه في الخمسينيات من عمره يتقرب إلينا، وجلس حتى نهاية اللّقاء، وأعجبه الحديث، وأثنى كثيرا، ثمّ قال: لماذا شيوخنا لا يقولون مثل هذا؟!!!
في البداية تحدّث عن التّراث، وقال لا توجد أمّة لا يوجد فيها تراث، سواء كان ماديّا أو معنويّا أو شفهيّا، والتّراث من اسمه قديم، والسّنة الطّبيعيّة أنّ القديم يبلى، فإذا كان التّراث ماديّا كانت التّعريّة والظّروف المناخيّة تؤدي به إلى التّآكل، وإذا كان معنويّا أو شفويّا فإن تقدّم العمران والحضارة، وتطور العقول والأفكار سوف تؤثر فيه، فهناك من يمجد التّراث تمجيدا لا نظير له؛ فهذا كأنّه يعيش في التّراث والماضي، فهذا لا يعيش واقعه، ومن الصّعب أن يتقدّم، وهناك فريق معاكس يرى لابدّ من القطيعة مع التّراث، إلا أنّ هذه الرّؤية ليست سليمة، بسبب أنّ التّراث ليس كلّه سيئا، فجزء منه مفيد، فلماذا لا نأخذ بالمفيد منه، بما لا يتعارض والواقع، وعليه التّراث لا يقبل كلّه، ولا يترك أيضا كلّه، فهنا نحن نتعامل معه وفق الغربلة والنّقد والتّحليل، ثمّ إنّ التّراث في النّهاية إنتاج بشريّ، وبما أنّ البشر يصيبون ويخطئون؛ فعليه التّراث أيضا يكون فيه الصّواب والخطأ.
ثمّ تطرق إلى قضيّة السّنة، وبين أنّ الخلل ليس في السّنة، ولكن في الخلط بين السّنة والرّواية، فالقرآن خطاب إلهيّ، ثمّ تأتي السّنة، ثمّ الرّواية، فلا جدال في القرآن في صحة نسبته إلى الله سبحانه وتعالى، وأمّا السّنة فهي التّطبيق العمليّ للكتاب من قبل النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، فهذه تناقلها المسلمون إباضيّة وسنّة وشيعة بلا خلاف بينهم، كصلاة الظّهر أربع ركعات مثلا، وأمّا الرّواية فهي مدونات نسبت إلى النّبيّ – صلّى الله عليه وسلّم -، فهذه النّسبة قد تكون صحيحة، وقد تكون غير صحيحة، فهنا تعرض على القرآن والسّنة والعقل وسنن الحياة، فإن وافقت القرآن مثلا قال النّبيّ أم غيره فهي رواية مقبولة، وكذا إن وافقت السّنة والعقل وسنن الكون، فالرّواية جملة كتبت بعد وفاة النّبيّ بأكثر من قرن، فهي لم تدوّن في عهد النّبيّ، كما توجد روايات النّهيّ عن الكتابة نفسها، فلهذا قد يقول سائل: كيف تقبلون روايات النّهي عن الكتابة، فهنا يأتي المقياس القرآنيّ، وهذا أنّ روايات النّهي تتوافق مع كليات القرآن الكريم، وذلك أنّ النّبيّ أمر تبليغ القرآن وعدم الزّيادة، وعليه النّهي عن كتابة الرّواية تتوافق وهذا الخطّ.
ثمّ تحدث عن كتابه أقانيم اللامعقول والّذي في ثلاث حلقات حيث تحدّث فيه عن قضيّة الأسطورة والخرافة والملائكة والجنّ والأحلام والتّقليد، فالبعض يقول لماذا تشتغلون بهذا ولا تتجاوزونها، وفي الحقيقة نحن نطرحها لأنّ هنا إشكاليّة في التّفكير الإسلاميّ حول هذه الجوانب، كقوله أنا رأيت الملائكة، أو نزلت علي، فيحاول تجسيدها في الحياة، وكذا الحال مثلا في عذاب القبر، فالقرآن لم ينص عليه، بيد أنّ هناك من يخطب ويهدد بها النّاس وهي روايات ظنيّة، فنعيش في خوف لا وجود له في الحقيقة.
ثمّ تطرق إلى أنّ القرآن الكريم لمّا تحدّث عن حياة النّاس أطلق لفظة التّعاون والتّعارف والعفو والإحسان والمعروف، فهذه المصطلحات واسعة، وتشير إلى حياة إنسانيّة متفاعلة، فالتّعاون مثلا يكون بين النّاس جميعا، وليس محصورا في قبيلة أو جنس، وكذا العفو أيضا، وهذا خلاف التّسامح، فكأنّ الشّخص الآخر مخطئ وأنّا الصّحيح، فألفاظ القرآن الكريم تتسع للعديد من المعاني، ولكلّ زمان لغته، ومع هذا لا نرفض لفظة التّسامح مثلا عندما نستخدمها بمعنى التّعارف والتّعاون، وأمّا بمفهوم أنّي على حق والآخر على خطأ، فلابدّ من التّنازل، فهنا يصطدّم مع الفكر الإنسانيّ بتقليل الآخر.
وأمّا فكرة كتاب أثر الفقه العمانيّ على السّلوك المجتمعيّ: التّسامح نموذجا، فقال فكرة الكتاب الأصل للصّحفيّ الأردنيّ الأستاذ نبال خماش، وإنّما تعاونت معه، وذلك لمّا أتى إلى عمان كصحفيّ أعجب بالتّسامح والتّعايش العمانيّ، فأراد أن يبحث، ولذلك قام بقراءة بعض الكتب كبيان الشّرع والمصنف، فهو وجد أنّ للفقه العمانيّ أثر كبير في هذا، فخصصنا البحث من القرن الثّاني إلى السّادس الهجريّ.
وبالنّسبة لكتابي أقانيم اللامعقول فمعنى الأقانيم أي الأصول والنّواة والجوهر، واللامعقول ليس بمعنى الجنون، وفي الفكر الإنسانيّ منطقتان: العاقل والمجنون، وعليه توجد منطقة أخرى بين المنطقتين وهي اللامعقول، فالخرافة مثلا نسبيّة، فما تراه خرافة قد لا يراه الآخر خرافة، وكذا الأسطورة أيضا، فأراه أنا ليس معقولا، وهذا لا يعني الّذي يراه ويثبته أنّه مجنون، والعنوان ليس جديد فاستخدمه على يحيى معمر [ت 1980م] في كتابه الأقانيم الثّلاثة أي المرأة والحاكم والطّفل، والكتاب من ثلاث حلقات، الحلقة الأولى عن التّقليد ورؤيتي شخصيّا رفض التّقليد مطلقا، كان لفقيه أو رجل دين، والأسطورة، حيث تحدّثت عن بعض أساطير المسلمين في موروثاتهم، كالأسطورة في الحديث والفقه والتّفسير وكتب التّأريخ، فمثلا لفظة حواء لم ينصّ القرآن على هذا الاسم، فهو مستنبط من التّفسير والإسرائيليات، وتحدثت فيه عن الخرافة، فتحدّثت حولها عن الجنّ والسّحر والكرامات.
وفي الحلقة الثّانية تناولت قراءة تحليليّة لروايات الوحي والملائكة، فمثلا الوحي واحد وهو القرآن، فلا يوجد وحي قرآنيّ ووحي نبويّ، وقضيّة نزول الملائكة في ليلة القدر وتكرر الحادثة إلى اليوم.
وفي الحلقة الثّالثة تحدّثت عن الأحلام والرّؤى – علما أنّ للجنة الفكر حلقة مع النّوفلي حول هذا الجانب، قدّم القراءة الوصفيّة المحامي أحمد بن هلال العبريّ موجودة في القناة اليوتيوبيّة-.
وبعد الانتهاء من تسجيل الحلقة مع الأستاذ النّوفليّ حضر الأستاذ محمد البغيليّ ومعه الشّاعر القطريّ عايض الحبابيّ، وسجلّت مع البغيليّ حلقة في العاشرة والنّصف صباحا بعنوان تاريخيّة الشّورى وعلاقتها بالدّيمقراطيّة، وبثت في برنامج حوارات الحلقة (23)، حيث تحدّث بداية عن الشّورى والدّيمقراطيّة، فالدّيمقراطيّة في أصلها حكم الشّعب، بحيث يحكم شؤونه عن طريقة الانتخاب، بيد أنّ الشّورى لا تنص على قضيّة الانتخاب، كذلك ليس للشّورى واقع تأريخيّ مثل للدّيمقراطيّة، ولا يوجد تطبيق تأريخي للشّورى أيضا، بل على العكس في قريش توجد أحلاف تقوم على الشّورة نصرة للمظلوم، وطبّقت بصورة محدودة أثناء احتضار الخليفة الثّاني عمر بن الخطاب [ت 23هـ] عندما جعل الشّورى في ستة من بعده، ومع هذا كان هذا أقرب إلى التّعيين.
وأرى أنّ الحق في الخلافة للأنصار، لا للهاشميين ولا للقرشيين، فإذا كانت للأسبقيّة فيكون بعد أبي بكر الصّديق [ت 13هـ] أبو ذر الغفاريّ [ت 32هـ] أو عليّ بن أبي طالب [ت 40هـ] وليس عمر بن الخطاب، وإن كان للعشيرة لفاز بها علي بن أبي طالب أو العباس بن عبد المطلب [ت 56هـ]، وسياسيّا وقف خطيب الأنصار الخباب بن المنذر [توفي في عهد عمر 13 – 23هـ] وقال: الأمر أمركم، والنّاس في فيئكم، والنّاس كلّهم في المدينة، فما حدث في سقيفة بني ساعدة ليس من الشّورى؛ بل هي فوضى عشائريّة.
أمّا روايات الأئمة من قريش، أو الوصيّة لعليّ بن أبي طالب بالإمامة هي روايات سياسيّة، فالنّبيّ جاء مبشرّا ونذيرا وليس حاكما، فإذا جئنا إلى رواية الأئمة من قريش سنجد بعد ابن تيميّة [ت 726هـ] والغزو المغوليّ ليس الأئمة من قريش، والتزم النّاس بالسّلاطين العثمانيين، ولو كان فيه نص ديني لظلّ باقيا إلى اليوم.
وبالنّسبة للتّراث نقدا أو رفضا أو توافقيّا فلمحمد عابد الجابريّ [ت 2010م] ومحمد شحرور [معاصر] ونصر أبو زيد [ت 2010م] وغيرهم مشاريع حقيقيّة لنقد التّراث، سواء كانت نقدا لاذعا، أو توفيقيّا على خجل، بيد أنّ هذه المشاريع لو كانت على مقاصد واضحة لكانت تدرس في المدارس، ولكان هؤلاء الرّجال عظماء، إلا أنّهم في الحقيقة محاربون وكتبهم ممنوعة، ففولتير [ت 1778م] وجان جاك روسو [ت 1778م] وغيرهم لم يكونوا ملائكة؛ بل كانوا بشرا مثلنا يصيبون ويخطئون، إلا أنّ أفكارهم غيّرت في المجتمع وحرّكت، ومثل هؤلاء في تأريخنا ابن تيميّة والعز بن عبد السّلام [ت 1181هـ] فكانوا مؤثرين، توافقنا معهم أو اختلفنا، وعليه حتى تؤثر هذه المشاريع لابدّ أن تكون على مقاصد واضحة، وعلى خارطة عمل أو طريق واضح أيضا.
أمّا عن كتابه الدّيمقراطيّة في الكويت فتحدّث أنّ للكويت تجربة متقدّمة في المنطقة، فرئيس الوزراء والدّاخليّة مثلا يقفان على المنصة، في حين أنّ في دول أخرى عربيّة يكاد لا يستطيع أحد أن يحدّثهم، ومع هذا يجب تطوير النّظام الدّيمقراطيّ في الكويت وإلا سقطت، فقلت في الكتاب أنّ الفوضى السّياسيّة مثلا مقبلة لسبب بعض المظاهر المخيفة، وفعلا حدثت الفوضى في 2011م، وخلع رئيس الوزراء، ولهذا لابدّ من تعديل الدّستور، وقد كتب في 1962م في نظام ديمقراطيّ متقدّم في ذلك الوقت، بيد أننا اليوم في الألفيّة الثّالثة في عالم متغير، فدخلت مثلا المرأة كناخبة ووزيرة، ولهذا لابدّ من تعديل الدّستور.
ثمّ تحدّث عن حبّ الانتماء وقال إنّه حالة طبيعيّة، فأوباما نجح بالمولونين كالسّود والصّينيين واللّاتينيين والعرب، وفي إسرائيل يتحدّثون عن اليهود الشّرقيين بنوع من الاحتقار أو الازدراء، وفي إيران مع أنّه بلد انتخابيّ إلا أنّه مقيّد بطبقة من العلماء، وكذا لبنان مع كونه بلدا ديمقراطيّا إلا أنّ الطّائفيّة منتشرة فيه، فالانتماء لا يمكن إلغاؤه، إلا أنّ المشكلة إذا قيّد هذا الانتماء لمصالح شخصيّة أو فئويّة أو آنيّة ضيقة جدّا.
ولمّا نتحدّث عن تطوير الدّستور لا يعني ذلك الحدّ من الحريات؛ بل إضافة العديد من الحريّات، فمثلا قانون الوحدة الوطنيّة ضبطت العمليّة بحيث لم يستطع أحد أن يشتم الآخر علنا حتى على مستوى وسائل التّواصل الاجتماعيّ.
وحول كتابه المعارضة السّياسيّة في الإسلام قال إنّ المعارضة في الإسلام لم تبدأ أصلا، وإنّما أحاول نقد التّجربة السّياسيّة الإسلاميّة من باب المعارضة، فلست علمانيّا أنفي وألغي بدون علم، ولست عدّوا للإسلام، وإنّما أنا باحث وناقد، فإذا أتينا من عهد أبي بكر الصّديق وحتى آخر خليفة أمويّ مروان بن محمّد [ت 132هـ]، لا يوجد خليفة اختير أو عيّن بنفس آلية من سبقه، بحيث لا توجد معارضة تأريخيّة أصلا تسمح بمعارضة السّلطة.
لهذا ظهر مفهوم الغلبة، فهنا الباغيّ إذا تغلّب صار حاكما شرعيّا، وهنا يقول ابن عمر [ت 73هـ]: أصلي خلف من غلب.
وأمّا حروب الرّدة فكان يوجد خلاف بين سجاح [ت في عهد معاوية بن أبي سفيان 41 – 60هـ] وطليحة [ت 21هـ] ومسيلمة [ت 12هـ] فهؤلاء كانوا يريدون الاستمرار على طريقة بني إسرائيل في استمرار النّبوة، وأمّا مالك بن نويرة [ت في واقعة اليمامة 11هـ] وبعض القبائل رفضوا تقديم الصّدقة لأبي بكر، وما منعت في الإسلام شيء، لهذا رأى عمر ابن الخطاب أنّ دمهم حرام، إلا أنّها كانت مسلحة كالقرامطة والخوارج، فهذه معارضة دينيّة مسلّحة، فهي قامت على أساس دينيّ وفق نصوص معينة، وكانت هناك معارضة حزبّية داخليّة في نطاق ضيّق كمعارضة أبي ذر وعمر بن الخطاب وعبد الرّحمن بن عوف [ت 32هـ]، والمعارضة النّاعمة أو الفكريّة كمعارضة الجعد بن درهم [ت 105هـ] والجهم بن صفوان [ت 128هـ] وأحمد بن حنبل [ت 241هـ] وابن رشد [ت 595هـ] فمنهم من قتل ومنهم من سجن ومنهم من نفي.
ومع هذه الأنواع من المعارضة ليست هي المعارضة بالمفهوم الدّيمقراطيّ الحاليّ، فهذه معارضة مؤسسيّة مدنيّة حزبيّة واضحة ونقابات وفق تجربة لفترة معينة.
وأحيانا نحن باجة أن ننقد الرّواية التّأريخيّة من منهج أهل الحديث، فالقعقاع بن عمرو [ت ؟] مثلا لا يوجد له رواية إلا من طريق سيف بن عمر التّميميّ [ت ؟]، فهذا فهيه شبهة، وكذا الحال لابدّ من المنهج العلميّ واللّغوي، فالتّوراة مثلا الآن من خلال اللّغويات أنّها من الحجاز أو اليمن كما عند فاضل الرّبيعيّ [معاصر].
أمّا الإسلام السّياسيّ لا وجود له كنظريّة وإنّما كممارسة، ومع هذا أي تيار يحمل في طياته العنف والإقصاء فهو مخيف كان إسلاميّا أو علمانيّا.
والمعارضة عموما إذا كانت وطنيّة لا تحرّك من أصابع خارجيّة أو تبنى على أسس طائفيّة فهي ظاهرة صحيّة، ولابدّ أن تكون ذات معالم واضحة ومكشوفة للجميع.
والملكيات منذ القدم تفتح أبوابها للنّقد والاعتراض، حتى في الخليج؛ شريطة عدم القرب من السّلطة، أو أن تكون النّوايا صادقة للإصلاح، وفي وقته، فخوفهم من دخول بيانات سريّة وتنظيمات مخيفة، ودخول أسلحة باسم المعارضة أو الإصلاح فهذا طبيعيّ يخيفهم.
وبهذا وصنا إلى نهاية الحلقة وبثت في رمضان في القناة، وبعد هذه الحلقة كان الاستعداد لصلاتي الظّهر والعصر ثمّ الذّهاب إلى المطار والرّجوع إلى الوطن، كما سنراه في الحلقة القادمة والأخيرة.
https://www.youtube.com/watch?v=ZLZ0XBAG5xc&t=1104s