الكاتب: محمد بن عيسى البلوشي*
يبدوا أن بيبي مريم والتي تعني باللغة الهندية “زوجتي مريم” وعند أهل المنطقة “جدتي مريم”، ومدينة قلهات هما وجهان لقصة واحدة إمتدت تفاصيلها لمئات السنين، لتأتي وزارة التراث والثقافة وبجهود مباركة ومثمرة وتحفظ أسرارها وتنقلها لتاريخ العالم بعد أن كانت في تلك الأزمنة أقدم عاصمة عمانية.
الحكومة العمانية أعادت مجد قلهات الإقتصادي ودورها الحيوي الذي كانت تلعبة مع موانئ شبه القارة الهندية واليمن وإيران وهرمز ، كما سجلة التاريخ، من خلال إنشاء منطقة صناعية إقتصادية تصدر عبر مرافئها الغاز الطبيعي المسال والسماد عبر الشركة العمانية الهندية للسماد(أوميفكو)، وأيضا الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، وشركة قلهات للغاز الطبيعي المسال، إلى جانب إنشاء منطقة صور الصناعية القريبة من أثار بيبي مريم.
اليوم وبعد هذا الجهد العظيم الذي نجحت عبره الجهات الحكومية مجتمعة إدراج قلهات في قائمة التراث العالمي باليونيسكو، أصبح لزاما أن تصبح مدينة قلهات التاريخية والأثرية مزارا ومتحفا مفتوحا يتم خلاله تعريف المجتمع والزوار والسياح بهذا التراث العالمي، حالها كحال المتحف الذي نفذته الحكومة في مدينة سمهرم التاريخية ومينائها القديم ومتحف أرض اللبان والذي أضفى قيمة حضارية لمحافظة ظفار، وهو حال المتاحف العالمية اليوم.
هناك جهات مدعوة اليوم لإنشاء مشروع متحف قلهات، وهي بلا شك تحرص وتهتم في هذا الجانب، وتتمثل في: ديوان البلاط السلطاني، ووزارة التراث والثقافة، ومكتب مستشار صاحب الجلالة للشؤون الثقافية، وهي أمام أمل تاريخي بتوثيق كافة تفاصيل مدينة قلهات التاريخية في هذا المتحف؛ ليكون معلما سياحيا وحضاريا يحتفظ بجميع الآثار والشواهد المادية والمروية لهذه المدينة التاريخية؛ حتى تكون فخرا للأجيال المتلاحقة يتعلمون منها حقائق خلدها التاريخ لهم، وحتى نحفظ هذا التراث لعمان العريقة.
*كاتب وصحفي عماني