الكاتب: محمد بن عيسى البلوشي*
موضوع مثير للإهتمام طرقت إذاعة بي بي سي العربية بابه في إحدى برامجها، متسائلة: هل كل ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي هو ما يحدد قرارتك وتوجهاتك وبه تبني ما تنوي فعله في إنتخاب شخصية بعينها؟.
مع التقدير إلى الآراء ووجهات النظر التي ستظهر بعد هذا السؤال، إلا أن التقرير كشف حجم التواجد البشري على منصات التواصل الاجتماعي في دول العالم وما قد تسببه المواد المنشورة فيها من تحديد بعض التوجهات أو الآراء إلى مسار معين وخصوصا تلك التي تعنى بالمسارات العامة للدول أو المشاريع التي تنفذها، وهذا ما يجعلنا نتوقف ونسأل هل كل ما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي صحيح وواقعي؟!
قبل الاجابة على هذا السؤال العميق، من الجيد أن نؤكد على أن منصات التواصل الاجتماعي هي قنوات يعبر من خلالها المستخدم عن وجهة نظره وليس بالضرورة بأن تكون الآراء التي تنشر عبر أوسمة معينه هي آراء ملزمة على إتخاذ قرار ما، لأنه وببساطة عامة لا يمكن أن تكون الآراء مناسبة للجميع بسبب انها تسير في اتجاه ما، ولا يعني الراي المختلف أن صاحبة يمضي عكس إتجاه الحياة اليومية، لأن الناس متنوعون في مشاربهم التربوية والفكرية والمعرفية ويجب أن يظهر هذا التنوع في ممارستهم وآرائهم وأدائهم.
من وجهة نظري الخاصة أن وسائل التواصل الاجتماعي هي منصات لا يمكن على إثرها إتخاذ قرار شخصي لموضوع ما أو عند قراءة خبر معين، ولكنها مساحة خاصة أعبر فيها عن وجه نظري في المواضيع التي تهمني وليس من المهم أن تتطابق او تتعارض وجه النظر الشخصية مع وجهات النظر الأخرى، ومن الصعب جدا أن أتخذ قرارات مصدرها مواد وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أشرت سابقا تبقى وجهة نظري في المواد التي تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا لا ينفي أهميتها ودورها.
أعتقد بأن إذاعة بي بي سي عربية كانت تتأكد من توجهات السؤال الذي طرحته في بداية هذا المقال، ولكن الأجمل في إجابات المستمعين أنهم عسكوا نضجهم ووعيهم عند تعاملهم مع وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما يشير بوضوح إلى أن رفع درجة الوعي عند التعامل مع تلك الوسائل وفهم آليات عملها وأيضا نوعيات مستخدميها وانتشارهم في الفضاء الفسيح وطبيعة ومسارات وغايات أرائهم، سوف يفعل من خط الدفاع الأول للفكر الإنساني عند التعامل تلك المنصات.
*كاتب وصحفي عماني