بقلم: فاطمة بنت أحمد المنجية
التومينة هي احتفال بسيط للأطفال الذين يتعلمون القرآن الكريم في سلطنة عُمان، فعندما ينتهي الطفل من تعلم كتاب الله بالكامل (قراءة أو حفظا) يتم الاحتفال به بطريقة جميلة وروحانية تكرس في نفوس الأطفال القيم والمبادئ الإسلامية النبيلة العظيمة، كما تُنمي لديهم الحس الروحي، وتعمق صلتهم بالله تعالى، وترفع من معنوياتهم، وتعزز من قيمهم ومبادئهم النبيلة.
ويبدا الاحتفال بعد صلاة المغرب، حيث يطوف الأطفال بين بيوت الحارة التي يسكنونها وهم يرددون: (الحمدلله الذي هدانا.. آمين، للدين والإسلام اجتبانا .. آمين، سبحانه من خالق سبحانا ..آمين)، يردد الأطفال هذه الكلمات البسيطة والجميلة، وهم يحملون بعض الفوانيس، ويرتدون أجمل الملابس، ومعهم (معلم القرآن) يتوسطهم بالفرح والسرور، ليبتهجوا فرحا بمن تعلم كتاب الله. وفي نهاية هذا الاحتفال توزع الحلوى والأكلات الشعبية على الأطفال بطريقة منظمة، مع أدعية وأذكار يتعلم منها الأبناء معنى القيم والمبادئ الحميدة التي جبل عليها المجتمع العُماني، والذي يستمدها من الدين الإسلامي الحنيف، بعيدا عن أي تقليد أعمى دخيل على المجتمع.
ويردد الأطفال أيضا بعض الأناشيد التي فيها من المعاني النبيلة ما تُكسب الأطفال الأدب والتقدير ومنها: ما حلت إن نسجت بالدر والذهب ألا وأحلى من العلم والأدب من علم أولاده العلم والادب يكون أجره على الرحمن قد وجب يا والدي أيا من أحسنتمو أدبي ونلتم من المال غاية الطلب وسلمتموني إلى الاستاذ علمني فضل العلوم وفقهني على الكتب العلم أوله من مذاقته لكن آخره أحلى من العسل العلم في الصغر كالنقش على الحجر والعلم في الكبر كالنقش في الترب علموا أبناءكم صغارا قبل كبرهم وليس ينفع العلم في الكبر أن القصور إذا قومتها اعتدلت ولا تلين إذا صارت من الخشب لا تطلب الجود إلا من معادنه ومن معدن الجود للطلاب لم يخب ففيه تفاحا تأتي بحنظلة وهي علقمه تنبت بالعتب فما أجمل هذه الأناشيد والأهازيج التي ينتشي بها الأطفال روحانية في شهر رمضان الكريم، تعلمهم بأن العِلم أسمى ما ينبغي طلبه، وإن كان مراً فإن في أخره عسلا حلوا مطعمه، وهذا ما ينبغي أن نعلمه لأولادنا جيلا بعد جيل.
ولله الحمد فإن الجهات المعنية قد فطنت لهذا الفن والاحتفال العظيم، ولهذا خصصت اللجنة العليا للاحتفالات بالعيد الوطني الـ 45 المجيد، فقرة خاصة بهذا الفن العُماني الأصيل، وكتبت كلماته الشاعرة العُمانية “بدرية البدري” والتي تقول فيها: الحمد لله الذي هدانا في روضة الأيمان قد أمشانا بفضله قد أنزل القرآنا يحي به الأكوانا والإنسانا من صاحب بالقرآن بالذكر ارتقى ينهى بالعيش لا يضيق وما اشتقى في جنة الفردوس يخطو واثقا من خيرة الأصحاب يزهو ألقا احفظ عُمان من الشدائد والمحن وأصرف عن أهليها الفتن واحفظ لنا قابوس ذو الفعل الحسن.