إعداد: فاطمة بنت أحمد بن خميس المنجية
يرتبط المطر عادة وفي أكثر الاحوال بالتفاؤل والأمل والحياة، حتى وإن كان على شكل (إعصار، أو منخفض جوي، أو حالة مدارية)، وبالأخص عند المسلمين الذين يعتبرون كل شيء فيه خير لهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ). ويقول أحد الفلاسفة: (ما زالت الحياة مستمرّة، وما زال الأمل موجوداً، وما زالت تلك القطرات تنهمر وتطرق نافذتك بلطف فتذهب لتتأملها عن قرب وتقف أمام النافذة تراقب جمال المطر فترتسم عليك الابتسامة، وتنسى همومك ولو للحظات بسيطة، وتشعر بالحنين إلى كلّ شيء، وإلى طفولتك، وإلى تلك السنوات التي مضت من عمرك، ستحن إلى قلوب افتقدتها وأحاسيس نسيتها) وفي الذاكرة العُمانية تُعد الأمطار من أجمل الاشياء التي يستمتع بها الناس، سواء من خلال خروجهم بعد المطر لقضاء أجمل اللحظات مع الأهل والأصدقاء لمشاهدة الشعاب والوديان المنتشرة في مختلف ربوع عُمان، أو من خلال التقاط الصور الجميلة لتوثيق مثل هذه اللحظات لتبقى خالدة في الذاكرة. كما أن للعُمانيين ذكرى حافلة بالعطاء، والتماسك والتعاضد جيلا بعد جيل، ألا وهي ذكرى (الأنواء المناخية جونو و فيت)، حيث تلاحم الشعب من أقصاه إلى أقصاه في ملحمة وطنية أكد من خلالها أبناء عُمان الأوفياء بأنهم على قدر كبير من المسؤولية اتجاه بعضهم البعض. وفي هذه الأيام تمر السلطنة بالحالة الجوية التي أطلق عليها اسم (ميكونو) وكانت ولله الحمد حالة جوية فيها من الرحمة والعطاء والسعادة أكثر من أي شيء أخر، ليطهرنا الله بهذه الأمطار، كما طهر بها الذين من قبلنا؛ فنصرهم يوم بدر في السابع عشر من شهر رمضان للعام الثاني للهجرة، قال تعالى: {إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام}، ونسأله تعالى أمطار خير وبركة، وأن يعم بنفعها البلاد والعِباد. وللموضوع تتمة بإذن الله….
*جزء من الآية رقم 11 من سورة الأنفال