إعداد: فاطمة بنت أحمد بن خميس المنجية
عندما أسس الرسول صلى الله عليه وسلم أول مسجد في الإسلام، كان الهدف من هذا المسجد أن يكون ملتقى للمسلمين، يتلقون من خلاله التعلم والتدريب العسكري وتبادل الآراء والأفكار حول القيم والمبادئ والتشريعات الإسلامية، وكان نقطة تجمعهم وتشاورهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم من جهة، ومع بعضهم البعض من جهة أخرى. وفي عُمان تم بناء أول مسجد بمدينة سمائل، على يد الصحابي العُماني “مازن بن غضوبة” أول من اسلم من أهل عُمان، (وحافظت الحكومة على بنية المسجد من عوامل التعرية، وعلى بنائه السليم ليكون شامخاً ومعلماً صامداً ومزاراً لمعرفة ما تحظى به الأمة الإسلامية من مقومات ومعالم منتشرة في أرجاء شبه الجزيرة العربية وامتداداتها). واليوم ينتشر في السلطنة أكثر من (15) ألف جامع ومسجد في مختلف ولايات السلطنة، وأكثر هذه الجوامع تتضمن مدارس للقرآن الكريم، وتقوم بسلسلة من المحاضرات والدروس والفعاليات، وبعضها أصبح مزاراً للسائحين من مختلف دول العالم، ومنهم الكثير الذي يدخل في دين الإسلام بعد زيارته لهذه الجوامع، لما يجد فيها من روحانيات عظيمة، ورسائل تسامح وتعايش وألفة ومحبة، كما تعكف هذه الجوامع على تنظيم العديد من الفعاليات التي تستقطب بعضها أكاديميين وفقهاء وعلماء من مختلف المذاهب الإسلامية، من أجل زيادة اللحمة بين ابناء الدين الإسلامي مهما اختلفت مذاهبهم وطوائفهم. وفي هذه الجوامع يجتمع المسلمين من مختلف أقطار العالم على موائد الرحمن التي يتم إعدادها للصائمين في شهر رمضان، ويصبح لهذه الجوامع والمساجد (رونقها ووهجها، حيث يجتمع المصلون للإفطار ولصلاة التروايح ولتدارس القرآن ولسماع المحاضرات التي تتجلى فيها روحانية الشهر الكريم) . وتم خلال هذا الشهر الكريم، افتتاح جامع “السيدة فاطمة بنت علي” بولاية السيب، والذي تم انشاءه على مساحة بلغت أكثر من (63) ألف متر مربع إلى جانب مدرسة للقرآن الكريم، ومصلى للنساء، ومجلس عام، وقاعات للمحاضرات والدروس، ومكتبة عامة، كما تم بناء هذا الجامع على الشكل المملوكي المعروف بالفخامة، ليجسد هذا الجامع حلقة وصل بين حاضر الأمة الإسلامية وماضيها التليد.
المراجع:
1.البلوشي يوسف، ما زال فاتحاً أبوابه للصلاة والذكر مازن بن غضوبة يبني أول مسجد عماني في العام السادس الهجري،2011م.
2.المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.
3.الحبسية عزة، مسجد ميزون هندسة عُمانية بروح الماضي،2015م.