- نساء أكدنَّ أن العمل يتضاعف في الشهر الفضيل؛ بسبب الواجبات الاجتماعية
شؤون عمانية: جمانة اللواتي
يصل الطلب على العمالة المنزلية إلى ذروته قُبيّل شهرِ رمضان المبارك، حتى إن الأمر يصل -ببعض العوائل- إلى تشغيل عاملات بشكل غير قانوني لمدة شهرٍ واحد فقط!. وأعتقد أن جميعنا قد وصلته النكت والتعليقات عن هروب الخادمات قبل شهر رمضان، ونكت تحكي كيف أن العاملة تُعاملها الأسرة كالأميرة المدللة، خشية أن تفرّ من منزلهم ويقعوا في مأزقٍ كبير في الشهر الفضيل..
ومما لا شك فيه، أن هذا النوع من المزاح يُترجم واقعًا موجودًا. فالإحصائيات قد سَجّلت أعلى نسب لهروب العمالة المنزلية في هذهِ الفترة من السنة، والأسباب متعددة، وليس كما يظن البعض؛ أن الأمر يعود لسوء المعاملة من أرباب العمل فحسب. نعم؛ هذا الأمر لا نستطيع نكرانه ولا نستطيع نكران أن العبء على العاملة يتضاعف في شهر رمضان، بل أن بعض العاملات علاوةً على المهام الجديدة الخاصةِ بالشهر تقوم بمهامها المعتادة كذلك: تجهز الأطفال للمدرسة، وتنظف البيت، وكذلك تعدّ الغداء للأطفال! ولكن من الإنصاف تسليط الضوء على جانبٍ آخر، وهو أن ارتفاع نسب هروب العاملات يعود أيضًا إلى ارتفاع نسبة الطلب؛ مما يؤدّي إلى استغلال العاملة لأي فرصة ذهبية ذات أجرٍ مضاعف، حتى ولو لم تكن مشروعة قانونيًا وأخلاقيًا، بل أن بعض العاملات وبالاتفاق مع بعض المكاتب أو الأفراد تلجأ إلى الهروب، بخطةٍ ذكية ومحكمة تم الإعداد والتنسيق لها قبل شهور؛ مما يؤدي إلى تحول الأمر إلى سوقٍ سوداء. وللأسف الشديد؛ لا توجد هناك قوانين صارمة تسند الكفيل في حال هروب العاملة بدون سببِ وجيه. ومن منطلق محاولة الإنصاف بشكل أكبر؛ سألنا بعض النساء بضعة أسئلة، تتمحور حول النظام (الروتين) الذي يفرضونه على العاملات في الشهر الفضيل، وهل يكافئونهن بشيء معين؟ وهل لاحظن استغلال ربة المنزل للعاملة، أو استغلال العاملة والمكاتب الوسيطة للأسر؟
*عصبية بعض ربات الأسر:
تقول نبيلة محمد رحمة الله: كثيرًا ما أسمع عن غلاء مكاتب جلب الأيدي العاملة، وبسبب هذا الاستغلال أحاول قدر المستطاع ألا أتعامل معهم. أما فيما يخصّ استغلال ربّات المنازل للعاملة فأنا لا أستطيع الجزم بأنه يعدّ استغلالا، ولكن -بطبيعة الحال- العمل يصبح مضاعفًا في شهر رمضان، لاسيما إذا كانت ربّة المنزل لا تُشارك في الأعمال المنزلية: كالطبخ، وغسيل الأواني، والّلتان يعدّان من أهم وأصعب المهام في الشهر الفضيل، وتُلقى بثقلها كلّها على العاملة، كذلك عدم التنسيق المسبق تزيد الحِمْل على العاملة، بالإضافة إلى عصبية وشدة بعض ربّات المنازل، الذي يزيد على العاملة عبئًا إضافيا.
* التعميم لغة غير منطقية:
من جانبها قالت رباب موسى: يكثر الطلب على العمالة المنزلية في شهر رمضان المبارك؛ بسبب تنوع أصناف الطعام، وزيارة الضيوف بشكل مستمر. لذا، يصعب الاستغناء عن العاملة في هذا الشهر بالتحديد. بل إن الكثير من الأسر ممن لا يحتاجون لمساعدة العاملة طوال السنة، يقومون بجلب واحدة، خصوصًا لشهرِ رمضان، الأمر الذي يدفع الكثير من العمالة وليس كلهم إلى المطالبة بأجورٍ مضاعفة، إلا أن موضوع الاستغلال من قبل الأسرة لا يمكن تعميمه بشكل مطلق -من وجهة نظري- فالأشخاص الذين لديهم هذهِ الخصلة يستغلون العمالة سواء في هذا الشهر أو غيره، ولكن بالمقابل كثيرٌ من الأسر يراعونهن ويخافون الله فيهن، ويتعاملون معهن بمنتهى الإنسانية، وقد تتضاعف المراعاة في شهرِ رمضان، بسبب الحالة الروحانية التي يعيشها الناس.
* مكافأة العاملة:
فيما أكدت خلود الحوسني و ديمة أسعد على ضرورة مسألة مكافأة العاملة؛ لأن الأعمال تزيد في شهر رمضان الفضيل؛ بسبب زيادة أصناف الطعام والزيارات العائلية، وغيرها من الأمور التي تستدعي إعطاء العاملة مكافأةً على جهودها، مثل: إعطاءها (عيدية) عيد الفطر، وشراء الملابس الجديدة لها.
* التعاون مطلبٌ ضروري:
وأشارت ميادة الجابري إلى ضرورة تعاون ربّات الأسرة مع العاملات، وأوضحت أنها -في محيطها العائلي- لا ترى أن العاملة تبذل مجهودًا كبيرًا، بل العكس؛ فوالدتها وأخواتها يتحمّلن المسؤولية الأساسية، وهي مسألة طبخ الطعام، وتحضيره، أمّا العاملة لا تقوم إلا بأعمالها الروتينية المعتادة.
* الدين ليس لقلقة باللسان:
وتبقى مسألة الاجماع على أن العاملة تبذل جهدًا مضاعفًا في الشهر الفضيل لدى أغلب العوائل أمرًا يتفق عليه أغلب الناس، علاوةً على الظروف المعيشية الصعبة التي دفعتها إلى التغرب والعمل بعيدًا عن أهلها وأولادها، وهذا الشيء يجب أن لا تغفل عنه الأسرة، وتراعي الحدود الدينية والإنسانية مع العاملة (الإنسانة)، لاسيما في هذا الشهر المبارك، فما فائدة الصلوات الكثيرة والتسبيحات والعبادة وهناك شخصٌ بيننا ينام مظلومًا كل ليلة، صحيح أننا بشر ومعرضون للسهو وللخطأ؛ ولكن لا شك أن شهر رمضان فرصة للالتفات إلى المستضعفين، وخصوصا إذا كانوا يعيشون معنا تحت سقفٍ واحد. نعم هناك استغلال من بعضهم، ونعم هناك مقابلة بالجحودِ أحيانا، ولكن كل ذلك لا يعطي الحق للظلم ثم التفاخر بالعبادات التي لا تتعدى لقلقة اللسان!
ملاحظة: الصورة من ( الشبكة العنكبوتية/الإنترنت )