شؤون عمانية- جمانة اللواتي
تحت رعاية معالي عبد العزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية ، أستهلت الندوة الدولية ( المهلب بن أبي صفرة ) صباح الْيَوْمَ الأربعاء فعالياتها لليوم الأول في جامع السلطان قابوس الأكبر بولاية بوشر .
تأتي الندوة من منطلق الحرص على تأكيد عمانية هذه الشخصية التاريخية لذلك نظمت جامعة نزوى متمثلةً في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية هَذِهِ الندوة ليومين متتاليين.
تناولت الندوة في يومها الأول الجوانب التاريخية والأدبية من شخصية المهلب بن أبي صفرة العماني الأزدي وآل المهلب حيث أستهلت الجلسة العلمية الأولى بكلمة للدكتور محمد بن ناصر المحروقي مدير مركز الفراهيدي تطرق فيها لنبذةٍ مختصرة عن شخصية المهلب، كما دعا المحروقي إلى إنشاء صندوق وقفي لدعم البحوث والندوات التاريخية وخاصة التي تتعلق بالشخصيات التاريخية العمانية من أجل تعريفها للعالم، تلاها عرض مادة وثائقية قدمتها اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم.
ثم تحدث الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي من قسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس عن ” أصول المهالبة نسبًا وموطنًا حيث تناول في المبحث الأول أسرة المهالبة نسبًا بيننا تناول في المبحث الثاني عن موطن هذه الأسرة في عمان وما كتبه المؤرخون والرواة عن هذه الأسرة ورجالها.
بعد ذلك تحدث الأستاذ الدكتور فاروق عمر حسين فوزي من العراق عن دور آل المهلب بن أبي صفرة في المشرق الإسلامي خلال العصر الأموي (٤١- ١٣٢ للهجرة ) موضحًا بأن أسرة المهلب بن أبي صفرة لعبت دورا رياديا في الشرق الإسلامي في حقبة من أشد حقب التاريخ الإسلامي تعقيدا، وكادت الأحداث أن تعصف بالدولة الأموية لولا وجود بعض الحلفاء الأقوياء ورجالات من ذوي الكفاءة أمثال المهلب وأبنائه.
وقال الباحث بأن أهم دور يُذكر للمهلب هو مجابهته لأكبر خطر هدد الدولة والمجتمع وهو خطر الأزارقة، فقد استطاع ببراعته العسكرية وحنكته السياسية أن يجتثهم من جذورهم خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا، في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان رغم ما لاقاه من حقد وحسد وتآمر من بعض الولاة في العراق وخراسان.
وأكّد الباحث أنه رغم الإساءة وعدم التقدير للأسرة المهلبية من قبل الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك وولاته فإن جذورهم بقيت مرتبطة بالولاء لدولة الإسلام والإخلاص لها والاستمرار في خدمتها.
كما استعرض جمال بن محمد الكندي “تاريخ آل المهلب بن أبي صفرة الأزدي من خلال المسكوكات الإسلامية” موضحًا أن درهم المهلب بن أبي صفرة ضرب بيشابور سنة ٧٦ للهجري، وهذا الدرهم من الطراز الساساني المعرّب عليه إسم المهلب باللغة الفهلوية، والتعريف هو إضافة المأثورات مثل : بسم الله – الله أكبر- ربي الله- الحمد لله- وكذلك شهادة التوحيد على طوق الدرهم الخارجي”الهامش”، مؤكدًا أن هذا يثبت أهمية المهلب كونه أحد كبار قادة الجيوش، وهو أمير وسياسي محنك، يشد أزره اتباعه من قبائل الأزد العمانية.
كما ألقى الشاعر يونس البوسعيدي قصيدة شعرية.
الجدير بالذكر فإن فعاليات الندوة تمتد إلى مساء اليوم في فقراتٍ تختص بالشأن الحضاري وبشخصية المهلب في الكتب الغربية .