أجرت الحوار: فايزة محمد
تستضيف جامعة نزوى، ممثلة في مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية، يوم الأربعاء القادم، ندوة دولية عن شخصية المهلب بن أبي صفرة الأزدي العُماني، وذلك بجامع السلطان قابوس الأكبر ببوشر، وتستمر لمدة يومين.
ولمعرفة المزيد عن هذه الندوة الدولية، وأهدافها، وأبرز المشاركين فيها، التقت “شؤون عمانية” بالدكتور محمد المحروقي، أستاذ مشارك في جامعة نزوى -قسم اللغة العربية، بكلية العلوم والآداب- ومدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي.
والدكتور المحروقي حصل على الدكتوراة في الأدب العباسي، من جامعة لندن SOAS، في عام 2004م. وحصل على درجة الماجستير في الأدب العماني الحديث، من جامعة السلطان قابوس، في عام 1995م. وحصل على البكالوريوس في الأدب العربي، من جامعة السلطان قابوس، في عام 1991.
*لماذا هذه الندوة الدولية؟ ولماذا شخصية المهلب بن أبي صفرة بالذات؟
-الندوة تأتي في إطار الأنشطة العلمية، التي تقوم بها جامعة نزوى خدمة للتراث والفكر العُمانيين؛ للتعريف به، ونشره، وإحياءه. وقد سبق للجامعة أن نظّمت عدة ندوات في الإطار نفسه، الندوة الأولى: كانت عن الشيخ دويش بن جمعة المحروقي، والثانية: كانت عن الإمام محمد بن عبدالله، ودوره الحضاري والعلمي في عُمان، والثالثة: كانت عن الشيخ منصور بن ناصر الفارسي، حياته، وفكره. وهذه الندوة عن المهلب بن أبي صفرة، تأتي في هذا الإطار العلمي، وهناك مجموعة من الندوات والمؤتمرات العالمية، التي يسعى المركز لتنظيمها وتحقيقها.
*ما هي أبرز أهداف الندوة؟
-أبرز أهداف الندوة: خدمة التراث العماني، وتقديمه، والتعريف به في الداخل والخارج. وبالنسبة لهذه الندوة؛ هناك هدف آخر، وهو نقد المصادر العربية، والعُمانية، والغربية، التي تحدّثت عن المهلب بن أبي صفرة، وعندما أقول: النقد. لا يعني انتقاد؛ وإنما يعني دراستها، وتحليلها، والمقارنة بينها، والترجيح، والأخذ بالأدق منها.
*من هم أبرز المشاركين في هذه الندوة الدولية، وأبرز أوراق العمل التي تقدم فيها؟
-بالنسبة حول المشاركين؛ يشاركنا في هذه الندوة باحثون من بلاد عربية مختلفة، فمن العراق؛ فهناك الأستاذ الدكتور فاروق عمر فوزي، شيخ المؤرخين العرب، ومن جامعة البصرة، يشاركنا رئيس قسم التاريخ، الدكتور حيدر رضا التميمي. ومن مصر، الأستاذ الدكتور إبراهيم أبو العلا سلامة. وهناك مجموعة من الباحثين العمانيين المرموقين، من بينهم: الأستاذ الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي، من جامعة السلطان قابوس، والدكتور سليمان بن سالم الحسيني، من جامعة نزوى، وغيرهما.
*لماذا لا يعمل الإعلام العُماني والمراكز البحثية في السلطنة على تعريف العالم بالشخصيات العمانية البارزة، سواء في مؤتمرات، أو ندوات دولية، أو إصدارات تترجم إلى مختلف اللغات، أو مسلسلات، بدلا ردود الأفعال التي قد تكون انفعالية أحيانا وغير منهجية؟
– أولا: أود التأكيد أن هذه الندوة الدولية ليست ردّة فعل، وإنما -كما ذكرت- من ضمن اتجاه جامعة نزوى للاحتفاء بهؤلاء الأعلام، والتعريف بهم. وقد ذكرت ثلاث ندوات سابقة، ولدينا خطة أخرى سأعلن عنها لاحقا في وقتها.
ونحن في الجامعة عندما نحتفي بهذه الشخصيات؛ فإننا نحتفي بتقديم إنتاجها محققا مدققا، ودراسته دراسة موضوعية، ونقده نقدا علميا، ولسنا نسلم بكل ما جاء في هذا التراث، فهو إنتاج بشري، قابل للنقد والتمحيص والأخذ والعطاء، وحتى لا نظلم المؤسسات الإعلامية والمراكز البحثية، ففي الآونة الأخيرة؛ نرى أن هناك اهتماما واضحا، فعلى مستوى الإعلام هناك القناة الثقافية، وهناك قناة عُمان مباشر، تبذل جهدا طيبا.
التراث العماني تراث واسع ومن الصعوبة أن تحتويه وتقدمه مؤسسة واحدة، وبالتالي؛ فإن واجب الاهتمام به وتقديمه يقع على عاتق جميع المؤسسات: الحكومية والمدنية، الفردية والجماعية، والقطاع الخاص. كما أن الشركات مطالبة أن تدعم المراكز البحثية دعما ماديا لبلوغ أهدافها.
*ما هي أبرز المصادر العمانية والعربية التي تحدثت عن عُمانية المهلب بن أبي صفرة؟
-لا توجد مصادر عمانية أو غير عمانية نفت عمانية المهلب بن أبي صفره. هو عُماني، ولد في عُمان، وهاجر إلى البصرة، وعاش فيها، وله أمثلة في التاريخ العماني، مثل: الخليل بن أحمد، وابن دريد، وغيرهم. فالحركة بين البصرة وعُمان، في القرنين الثاني والثالث الهجريين، كانت حركة دائبة مستمرة، وعندما نقول: أنه عُماني. فهو عُماني باعتبار أصوله العُمانية، فهو من الأزد، وأبوه أبو صفره، كان ظالم بن سراق، وكان ضمن الوفد الذي وفد على أبي بكر الصديق، بعد وفاة الرسول –صلى الله عليه وسلم- فهذا ثابت، ولا توجد مصادر أخرى تقول: أن المهلب ينتمي إلى دولة لم تتخلّق -حتى ذلك الوقت، وكانت هي جزء من عُمان في ذلك التاريخ- فهذه قضية مفروغ منها. التاريخ يدحض أي ادعاءات أخرى غير عمانية المهلب، أما إذا شاءت البصرة أن تقول: أن المهلب بصري. فلا مشاحة في ذلك، فهو علم برز في البصرة، وارتبط بها، وارتبطت به، وحماها، وأمّنها، وثبّت دعائم حكم بني أمية بمحاربته الخوارج، إذ أطبق عليهم في السماء والأرض -كما كان الأزارقة يصورون المهلب-. فللبصرة حق في ذلك، فالبصرة عُرفت بأنها بصرة المهلب بن أبي صفرة، وكذلك شخصية الخليل بن أحمد الفراهيدي، العُمانية المنشأ، العراقية الثقافة والإنتاج، فلا يوجد أي خلاف لو قالت البصرة: بأن المهلب بصري، أو قالت عُمان: أنه عماني، نظرا لأصوله، ونظرا لهجرات أسرته، بداية من عُمان إلى البصرة، ثم من البصرة إلى عُمان.