لماذا “شؤون عمانية”؟
قبل سنةٍ تقريبا أو أكثر قليلا فكرنا في إصدار صحيفة إلكترونية يومية تُعنى بالأخبار والشؤون العمانية؛ لأننا رأينا أن القارئ العماني يستطيع أن يتابع آخر المستجدات في الساحة العربية والدولية من مصادر محلية وعربية ودولية لا حصر لها، فهناك قنوات إخبارية متخصصة في نقل الأحداث العربية والعالمية على مدار الساعة – عرضاً وبحثاً وتحليلاً- ولا تستطيع صحيفة إلكترونية محلية أن تقدم للقارئ العماني أكثر من تلك القنوات، ولكن الانشغال وفتور الهمة كانت تحول دائما بيننا وبين تحقيق هذه الفكرة، وإخراجها إلى النور؛ ولكن في شهر مارس الماضي عادت الفكرة إلى الوجود مرة أخرى، فقررنا هذه المرة المضي فيها إلى النهاية، وكانت الخطة التي قمنا باعتمادها أن لا تكون الصحيفة مختصة بنقل الخبر في الشأن المحلي فقط؛ بل متابعة التفاصيل أولا بأول، ، فالمواطن لا يهمّه أن مؤسسة فلانية قدمت ورشة عمل لموظفيها في مجال ما أو أن مؤسسة أخرى نظّمت يوما ترفيهيا مفتوحًا لموظفيها، وإنما يهمّه أولا وأخيرا جودة الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسة للمواطنين، والسرعة في إنهاء معاملاتهم؛ ولذلك جعلنا شعار الصحيفة هو: “المصداقية في الخبر”، فرسالتنا في الصحيفة هي: “العمل الدؤوب والسعي لتقديم نشاط إعلامي يتّسم بالمعايير المهنية والموضوعية العالية، ويسهم في تطور الوطن وبناء الإنسان العماني وإبراز الجوانب الحضارية للسلطنة”، أما رؤيتنا فهي: “الإسهام في الرقي بعُمان وطنًا وإنسانًا وفكرًا من خلال دورها الإعلامي في التنمية الشاملة في السلطنة والالتزام بالثوابت الوطنية، وتقديم ما يثري القارئ، ويطور المجتمع العُماني”.
وحرصا من الصحيفة على معرفة آراء المواطنين؛ فقد أضافت بابا ثابتا في الصحيفة، بعنوان: “راي المواطن” حيث تُستقبل آراء وملاحظات المواطنين في مختلف القضايا ثم يتم توصيلها إلى المسؤولين وأصحاب القرار؛ للنظر فيها ومحاولة الحصول على إجابات منهم عليها.
كما تحتوي الصحيفة على باب، بعنوان: “عالم الكتاب” يُستعرَض فيه بعض الكتب التي تهمُّ القرّاء سواء بالعرض أو بتقديم القراءات النقدية عنها، والصحيفة تستقبل قراءات الكُتّاب والقُرّاء في مختلف الحقول المعرفية لعرض قراءاتهم للكتب التي يختارونها، وأما في صفحة “الرأي” فيستعرض فيه الكُتاّب آرائهم وأفكارهم في مختلف المواضيع المحلية والثقافية والفكرية، كما تتابع الصحيفة الأخبار الثقافية والفنية في السلطنة، إضافة إلى عرض البحوث والدراسات التي تتعلق بالشؤون العمانية المختلفة.
ولا يفوتني هنا أن أبين أن المهمة التي اضطلعت بها الصحيفة صعبة، وبها تحدٍ كبير، فلسنا وحدَنا في الساحة المحلية، فالصحيفة خرجت إلى النور بجهود فردية صرفة وبعد مخاض طويل من المعاناة سواء المادية أو المعنوية، ولولا تشجيع بعض الأصدقاء لما خرجت الصحيفة إلى النور، وسنحاول في الفترة المقبلة – إن شاء الله قدر استطاعتنا- أن تكون تغطيتنا للشؤون العمانية بصورة أوسع لتشمل جميع المحافظات العمانية، وسنحاول أن نقدم كل جديد معتمدين في ذلك على ثقة القارئ العزيز.
رئيس التحرير