إعداد: فايزة محمد
” إن الكاتب الذي ينتظر تحقيق الظروف المثالية ليكتب، سوف يموت قبل أن يضع كلمة واحدة على ورقة” .
بول بيتي
( الروائي الذي نال جائزة البوكر لعام (2016) وكان أول أمريكي يكرم بهذه الجائزة )
” أميل بطبعي إلى الكتابة في الصباح، وأحياناً في الليل، فكلما هدأ رأسي كتبت، وعندما أكتب يكون ذلك لمدة خمس دقائق يومياً أو خمس ساعات، ويتحدد ذلك وفق المكان الذي أكتب فيه؛ فإذا هربت مني الأفكار أتوقف عادةً لأخذ نزهة أو أذهب للتسوق؛ قد تكون لدي نصف فكرة أحتاج لإكمالها بالنصف الآخر ، ولكن لا يحدث هذا الأمر في كل وقت، ففي بعض الأحيان أستمع إلى قليل من الموسيقى عندما تهرب مني الأفكار ولكن ليس بوقت طويل. إن الموسيقى التي أستمع إليها منذ فترة طويلةٍ هي موسيقى خاصة جداً، لن أحدثكم عنها، فسامحوني؛ لأني لا أريد لأي شخص أن يستهزئ بذوقي الموسيقي، ولكن ستعرفون بعضاً من أذواقي الموسيقية في روايتي ” الخيانة” ” .
مايكل بوند
( الكاتب الذي حقق مبيعات بأكثر من 35 مليون نسخة حول العالم )
أجلس دائما على مكتبي في التاسعة صباحاً، وأستخدم الكمبيوتر المحمول الذي عادةً ما أجده مدفوناً تحت الأوراق، ولدي آلة كاتبة أيضاً، فأنا أحب الآلات الكاتبة، إذ يمكنك الكتابة بتباهٍ حقيقي؛ ومن بين مشكلات العمل في من المنزل هو السهولة الشديدة في العمل التي تؤدي بك في النهاية إلى العمل لفتراتٍ طويلةٍ؛ وهذا ليس تذمراً ولكنه حقيقة من حقائق الحياة.
منذ 30 عاماً مضت مررت بفترة طويلة وجميلة كنت أذهب خلالها إلى شقة في باريس للكتابة؛ وكانت فترة جميلة لأن أحداً لم يراسلني، فلم يكن ثمة إزعاج ، وكان يمكنني تناول وجبة جميلة في المساء؛ كنت أستيقظ في وقت مبكر، وأقوم بتشغيل الآلة الكاتبة، وأقضي فترة الصباح بالكامل في الكتابة؛ ورغم أنني الآن لا أريد أن أكتب في أي مكان آخر سوى بيتي، إلا انه ليس الحل الأمثل لأن الكثير من الأشياء تقاطعني” .
هيلين دانمور
(الكاتبة الحائزة على جائزة ” كارديف ” و ” مالاركي ” الدولية للشعر)
أنا أكتب في أي مكان، وفق وقت متأخر من الليل: في المنزل، وأثناء السفر، وفي القطارات أو الطائرات. فمكتبي فوق السطح ليس أساسيا للكتابة، ولكنه مجرد مكان أحب الكتابة فيه أكثر، ذلك المكان الذي يمتلئ الآن بالمخطوطات والرسائل والكتب التي تُعد فكرة تركها بحد ذاتها شاقة ومرعبة للغاية .
نديم أسلم
(الروائي الحائز على جائزة أنكور البريطانية لعام 2005)
أنام في كلا فترتي الظهيرة والمساء، وأستيقظ في الحادية عشرة صباحاً، وأكون على مكتبي في منتصف الليل، وأكتب حتى السادسة أو السابعة صباحاً، وأعمل على هذا النحو منذ 25 عاماً حتى الآن، ففي الليل أجد الهدوء الشديد، حيث يبدو كل شيئ وقد ران وحل عليه السكون، ومن السابعة صباحاً حتى منتصف اليوم أمارس القراءة، وغالباً ما يقال إن البشر ليس لهم دليل إرشادات، لكني أعتقد أن الكتب والمكتبات هي تلك الإرشادات، فقراءة كتاب عظيم يعني إدراك أن كل شيئ معروف وقد عُرف بالفعل، أطالع كذلك الجرائد، فالكثير مما يرد في كتبي يأتي من الحياة الواقعية، ولكن على الروائي أن يحذر عند نقل الأحداث الواقعية إلى عالم الرواية فهو عمل يتطلب الصبر مثل نقل بحيرة من مكان إلى آخر باستخدام ملعقة شاي”.
ويل سيلف
(الحائز على جائزة ” جيفري فابر” التذكارية لرواياته عن الجنون (1991))
عندما أعمل على رواية – وقبل كل شيء- أكتب مسودتي الأولى في الصباح كأول خطوة، السجائر ملفوفة على المنضدة وآلة تصفية القهوة جاهزة منذ الليلة الماضية، فقد افضل سيجارة أو كوب من القهوة، لأخرج من السرير وأتناول الإفطار وابدأ في العمل، فأنا أؤمن بأن ملكات الحلم والخيال مرتبطة ارتباطاً وثيقاً، فعندما أكون محاطاً بالرؤى الليلية المتشابكة أجد أنه في الإمكان التخلص من عدم الثقة في القدرة على اختلاق الأشياء ، وهي فكرة ستكون منافية للعقل تماماً في ضوء النهار، في الساعات الأولى من الصباح. أكتب دوماً في الصباح، وبصراحة أعتقد أن 99% من الصعوبات التي يواجهها المبتدئين في الكتابة هي نتيجة لعدم رغبتهم في أن يفعلوا الشيء نفسه، فبنية السرد والمناظر، ووصف الشخصيات مشكلات لا يمكنك السيطرة عليها إلا بعد كتابة الكلمات على الصفحة .
المصدر:
كتاب : “يوم من حياة كاتب” ترجمة علي زين
منشورات تكوين، الكويت الطبعة الاولى 2017