بقلم:رحمة الهدابية
للقراءة متعة ولذة عجيبة لا تضاهيها أي متعة أو لذة أخرى، ولا يستشعر بكل هذه المعاني الجميلة إلا من أدمن هذه العادة الحميدة وجعلها شرطا أساسيا ونمطا رئيسيا من أنماط شخصيته لا يتركها أو يتخلى عنها مهما مرت عليه من ظروف وضغوطات مختلفة، وسعى جاهدا في غرسها في نفوس أجياله الناشئة لما لها من آثار مبهرة لا تقتصر على المدى القريب في تفرد ذلكم القارئ بالأفكار والمبادئ السامية التي يؤمن بها أو تميزه في لباقة الحديث والأسلوب الجذاب في فتح الحوارات والدخول في نقاشات ومناظرات طويلة وعميقة، وإنما يتعداه إلى المدى البعيد في قدرته على فهم واستيعاب ما يدور حوله من إرهاصات وإشكالات متعددة في مختلف جوانب الحياة السياسية,الاقتصادية،الاجتماعية…إلخ، وتحليلها وتشخيصها التحليل والتشخيص الدقيق الذي ينم عن وجود رؤية ذات آبعاد مستقبلية وعين فاحصة ومدركة لما حدث وظهر من نتائج عدة ناجمة من هذه المشكلات. كما تضيف إليك القراءة ميزة أخرى بأنها تقربك روحا وفكرا بمن يكبرك سنا ويفوقك في تحصيله العلمي بحصولة على الكثير من الشهادات العلمية العليا والتي لم تتحصل عليها بحكم فارق السن الذي بينه وبينك؛ فبمجرد أن تقرأ عن عالم أو فيلسوف ما تضيف إلى عمرك عمرا آخرا بالأضافة إلى غيرها من الخبرات والتجارب المتنوعة التي ستضاف إلى رصيد خبراتك وتجاربك البسيطة التي مررت بها وأنت لازلت في سنك الصغير هذا أو تقرأ معلومة عن أي شئ فأنت لا أراديا تتجنب الوقوع في مثل هذا الخطأ أو تلك الحماقة التي أرتكبها غيرك، لعلمك السابق بما سيجلب لك هذا الفعل إن قمت بأرتكبه مرة أخرى الكثير من المهالك .
وإن ضعفت قيمة القراءة ورخصت معها قيمة الكتاب بسبب الانتشار الكاسح للأجهزة الذكية وما صاحبها من تطبيقات حديثة ألهت الكثير من شعوب في العالم بأسرها عن هذا الكتاب وأصبح شيئا كماليا لا يبتاع إلا من أجل الزينة لا القراءة، أو الاستفادة بما يحويه من معلومات جمة كفيلة بإصلاح وتغيير هذا الفرد ومجتمعه على النحو المطلوب.
لذلك لابدّ أن يعي أولياء الأمور قليلا فضل هذا الكتاب البسيط الذي ركنوه في تلك الزاوية البعيدة من ذلك البيت الكبير والجميل بأن يفتح آفاق واسعة ورحبة لمخيلة طفليهما في الانطلاق نحو عالم الإبداع والابتكار، حيث الفكر السليم والعقل الجبار وطلاقة اللسان التي جاءت من قراءاته الدائمة والمستمرة لمثل هذه الكتب، ومن ثم تعي أيضا مؤسسات المجتمع المختلفة دورها الهام والمناط بها في إيضاح وبيان أهمية القراءة وما يمكن أن نتنجه قراءاتهم الواسعة هذه لمختلف الكتب في مختلف المجالات من بناء وإقامة مجتمع أكثر وعيا وثقافة ينشئ بذلك حياة أكثر جمالا وسعادة للأجيال القادمة التي ستأتي من بعده .
فكما قد أسلفت سابقا فإن القراءة عادة حميدة وجميلة ومن واظب عليها جنى ثمارا وفيرة في العاجل والآجل.