الكاتب: مرتضى بن حسن بن علي
في يوم مشرق من عام ١٩٨٤ كنت في لندن عندما سمعت لأول مرة عن ” ستيفن هوكينغ” من خلال صحيفة بريطانية” الابزورور” . كان عمره 21 عاما في عام ١٩٦٣ عندما اصطحبه أهله الى أحد البيوت في ليلة رأس السنة. هناك تعرّف على الفتاة التي أحبت وعشقت فكره وعقله وقررت الزواج منه رغم علمها انه شبه عاجز عن الحركة ويستوجب عليها ان تهتم فيه في كل شيء من تبديل ملابسه الى إطعامه واصطحابه الى الحمام وانه قد يموت في اية لحظة خلال السنتين القادمتين . وقد أنجبت منه ثلاثة أطفال.
طوّر مع معاونه نظرية “اللاحدود للكون”، والتي غيرّت التصور القديم عن لحظة الانفجار الكبير عن نشأة الكون حسب اعتقاد علماء كثيرين.
وفي عام ١٩٨٨ من القرن الماضي نشر كتابه “تاريخ موجز للزمن” الذي بيعت منه اكثر من ١٠ ملايين نسخة في طبعته الانكليزية فقط. كان الكتاب لا يتضمن اية من المعادلات العلمية الصعبة الخارجة عن فهم الإنسان العادي والذي كتب الكتاب من أجله لاعتقاد هوكينغ ان الشخص العادي لا يفهم كثيرا في المعادلات الرياضية الصعبة، واكتفى فقط بمعادلة واحدة وهي معادلة ألبرت أنشتاين الشهيرة حول علاقة الطاقة المتولدة من الكتلة ومربع السرعة، وهي المعادلة التي أدت الى صنع القنبلة الذرية والهيدروجينية. كان يعتقد أن من حق الإنسان العادي أن يعرف عن مبادئ الكون الذي يعيش فيه . في كتابه هذا بسّط النظريات العلمية المعقدة بشكل بسيط سلس وقد حقق الكتاب شهرة عالية. في كتابه هذا ” تاريخ موجز عن الزمن ” شرح هوكينغ بصورة مبسطة عن نظرية ” اللاحدود للكون” وهي النظرية التي ذهب فيها بشكل معمق في كتبه الأخرى ، قائلاً انه منذ اللحظة الاولى لانفجار الكون فإنه تمددّ في كل الاتجاهات ، وانه كلما تمدد، قلت قدرة الجاذبية فيتمدد اكثر فاكثر في كل اتجاه، وأنه ما زال يتمدد بشكل خرافي بدون حدود، ولذلك نحن نرى الأمس وليس الغد، الماضي وليس المستقبل. ولكنه يتصور أنه في لحظة ما يتوقف الكون عن التمدد . عندئذٍ فان قوى الجاذبية سوف تشده مرة أخرى الى نقطة الجاذبية وتزداد سرعته في الاتجاه المعاكس، وعندئذ سوف نرى الغد وليس الامس، المستقبل وليس الماضي !!!!!.
أتذكر أني قمت بترجمة الكتاب الى اللغة العربية للمرحومة زوجتي التي كانت غير متمكنة بشكل كافٍ في حينه من اللغة الانكليزية وكانت في نفس الوقت راغبة في قراءة الكتاب.
مع تطور مرضه، وبسبب إجرائه عملية للقصبة الهوائية بسبب التهاب القصبة، أصبح هوكنج غير قادر على النطق أو تحريك ذراعه أو قدمه، أي أصبح غير قادر على الحركة تماماً، فقامت شركة إنتل للمعالجات والنظم الرقمية بتطوير نظام حاسوب خاص متصل بكرسيه يستطيع هوكينج من خلاله التحكم بحركة كرسيه والتخاطب باستخدام صوت مولد إلكتروني وإصدار الأوامر عن طريق حركة عينيه ورأسه، حيث يقوم بإخراج بيانات مخزنة مسبقاً في الجهاز تمثل كلمات وأوامر والتي تتحول لاحقا الى أوراق علمية او كتب.
ألّف ستيفن عدداً كبيراً من الكتب العلمية المتضمنة نظرياته، كما نشر مئات من الأوراق العلمية، ومع ذلك هناك قلة من العلماء من يستطيع التشكيك في نظرياته او التشكيك أنه من أعظم علماء الفيزياء النظرية بعد العالم العبقري ألبرت أنشتاين .
حصل هوكينغ على عدد كبير من الجوائز والأوسمة ودرجات فخرية كما منح في 2009 وسام الحرية الرئاسي، وهي أعلى جائزة تمنح لمدني في الولايات المتحدة.
يقول هوكينغ ان في الكون 100 مليار مجرة تبعد عن بعضها البعض مئات او آلاف السنين الضوئية، وكلاً منها يحتوي على مئات الملايين من النجوم والتي هي الاخرى لديها كواكب وأقمار تدور في فلكها، ولذلك فانه يعتقد أنه من غير المرجح أن الأرض هي المكان الوحيد حيث تطورت الحياة فيه بل من المحتمل جدا ان تكون هناك كواكب اخرى توجد فيها الحياة وتحتوي على مخلوقات اكثر ذكاءً من الانسان على ارضنا، كما يعتقد ان الشمس سوف تفقد طاقتها بعد ١٠ ملايين سنة حيث تكون تلك اللحظة نهاية الحياة على الارض.