مسقط – شؤون عمانية
صدر للكاتبة دلال محمد المطيري كتاب “سلطنة عمان.. سحر المكان وروح التاريخ”، وهو عمل مصوّر يجمع بين جماليات المشهد العُماني وعمق سيرته التاريخية في صياغة توثيقية تنسج الصورة مع الكلمة، والذاكرة مع اللحظة الحاضرة.
وتقول الكاتبة إن الإصدار ينتمي الكتاب إلى أدب الرحلات، ويأخذ القارئ في جولة تتقاطع فيها المعرفة مع الاكتشاف، ممتدّة بين تضاريس السلطنة وملامح إنسانها.
وتضيف- في تصريحات لـ”شؤون عمانية”- أنه من خلال سرد واقعي وصور نابضة بالحياة، يفتح الكتاب نافذة واسعة على عُمان التي حافظت على أصالتها وهي تتقدّم بثقة نحو الحداثة، حاملة إرثًا ثريًا من القصص والتحولات التاريخية.
ويبدأ الكتاب من سحر الطبيعة العُمانية، ذلك التنوع الفريد الذي يهب البلاد هويتها الجغرافية المميزة. تظهر الجبال الشاهقة، مثل جبل شمس والجبل الأخضر، كمدوّنات زمنية تحكي قصة المكان عبر العصور، فيما تشكّل الأودية العميقة مسارات حياة متجذّرة منذ آلاف السنين. كما يتوقف الكتاب عند السواحل المفتوحة على بحرٍ كان دائمًا شريكًا في حضارة الملاحة والتجارة والأسفار.
ومن فضاء الطبيعة ينتقل العمل إلى روح التاريخ، حيث تتوزّع القلاع والحصون في مختلف المحافظات كحراس للذاكرة العُمانية ومرايا لهويتها العريقة. يتناول الكتاب حضور هذه المعالم وأثرها في صياغة المشهد التاريخي والسياسي للسلطنة، كما يعرّج على الأسواق القديمة والموانئ ومسارات التجارة البحرية التي ربطت عُمان بالعالم منذ قرون.
وفي فصلٍ مخصص للإنسان العُماني، يضيء الكتاب على ملامح الشخصية العُمانية الأصيلة بعاداتها وتقاليدها وحرفها المتوارثة، مبرزًا قدرة المجتمع على الحفاظ على جذوره الثقافية مع الانفتاح على روح العصر. هذا التوازن يقدّم نموذجًا فريدًا لانسجام الإنسان مع بيئته وهويته التاريخية.
ويحتوي الكتاب على الصور التوثيقية التي لا تكتفي بتزيين الصفحات، بل تشكّل جزءًا من السرد ذاته، لتمنح القارئ تجربة بصرية ومعرفية متكاملة. وبذلك يصبح الكتاب رحلة تتجمع فيها التأملات والجماليات والمعرفة في إطار واحد يقدّم عُمان كما لم تُرَ من قبل.
الكتاب صادر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمناسبة حلول سلطنة عمان ضيف شرف معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته ٤٨
وقد حقق الكتاب حضورًا لافتًا في معرض الكويت الدولي للكتاب، حيث جاء ضمن الإصدارات الأكثر مبيعًا في جناح المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مؤكّدًا اهتمام القارئ بهذا النوع من الأعمال التوثيقية التي تجمع بين جمال الصورة وعمق السرد
وجاء هذا الإقبال الواسع انعكاسًا لعمق العلاقة التاريخية والثقافية بين سلطنة عُمان ودولة الكويت، إذ وجد القرّاء في الكتاب مساحة تحتفي بالمشترك الإنساني والتراثي بين البلدين، وتلامس ذاكرة ممتدة من الأخوّة والتواصل.

