مسقط- شؤون عمانية
تشارك الجمعية العُمانية للفلك والفضاء دول العالم في الاحتفاء بأسبوع الفضاء العالمي، الذي يُقام سنويًا خلال الفترة من 4 إلى 10 أكتوبر، ويُعد أكبر فعالية تعليمية متعلقة بالفضاء على مستوى العالم، حيث يحمل هذا العام شعار: “العيش في الفضاء”.
وتأتي مشاركة الجمعية انسجامًا مع مستهدفات رؤية عُمان 2040 التي تُعلي من شأن العلوم والتقنية والابتكار في بناء الإنسان العُماني وتعزيز معارفه العلمية.
وأوضح المختار بن سيف السعيدي، رئيس برامج الفضاء بالجمعية العُمانية للفلك والفضاء أن اختيار هذه الفترة جاء تخليدًا لحدثين بارزين في تاريخ استكشاف الفضاء، أولهما إطلاق أول قمر صناعي في العالم “سبوتنيك 1” في 4 أكتوبر 1957م، والثاني توقيع معاهدة المبادئ المنظمة لأنشطة الدول في استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية في 10 أكتوبر 1967م.
وأضاف السعيدي أن تقنيات الفضاء أصبحت اليوم جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، بما تقدمه من حلول في مجالات التنبؤات المناخية ومراقبة البيئة والاتصالات وتعزيز الأمن والسلامة، فضلًا عن دورها في دعم مسيرة التقدم العلمي والتقني. وأشار إلى أن شعار هذا العام يعكس تطلعات البشرية نحو الإقامة الطويلة خارج الأرض وإمكانية إنشاء مستعمرات بشرية على القمر أو المريخ.
كما أوضح أن من أبرز رموز التعاون الدولي في هذا المجال محطة الفضاء الدولية، التي تُعد مختبرًا علميًا متكاملًا يدور حول الأرض منذ عام 1998م، حيث يعيش فيها رواد الفضاء ويُجرون مختلف التجارب العلمية، وتُجسّد نموذجًا رائدًا للعمل المشترك بين الدول في خدمة العلم والإنسانية.
وفي إطار احتفاء الجمعية بهذه المناسبة، شارك الدكتور إسحاق بن يحيى الشعيلي –رئيس مجلس إدارة الجمعية العُمانية للفلك والفضاء– في الجلسة الحوارية بعنوان “ابتكار بلا حدود: بناء منظومة فضائية تُمكِّن الإنسان والأرض”، التي أُقيمت ضمن برنامج حفل افتتاح هاكثون تحدي ناسا لتطبيقات الفضاء.
كما شاركت الجمعية بفعالية رصد كوكب زحل والقمر للمشاركين ضمن الفعاليات المُصاحبة للبرنامج، تأكيدًا على التزامها بدورها الريّادي والمعرفي في أن تكون جسرًا يصل المجتمع بالمعرفة العلمية في مجال الفضاء والفلك.
وتنظم الجمعية خلال أسبوع الفضاء ورشًا تعليمية متنوعة تستهدف مختلف الفئات، من أبرزها ورشة “التلسكوبات الفضائية” التي ستُقام يوم الإثنين عبر اجتماع افتراضي، وورشة “العيش في الفضاء” المخصصة للأطفال بمقر الجمعية، إلى جانب جلسة رصد فلكي مفتوحة للجمهور لإتاحة الفرصة للتعرف عن قرب على السماء والفضاء.
وفي هذا السياق، أعدّت الجمعية العُمانية للفلك والفضاء برنامجًا توعويًا متكاملًا يتضمن عروضًا تقديمية ووسائل تعليمية موجهة للمدارس بمختلف مراحلها الدراسية، بالإضافة إلى زيارات ميدانية ينفذها أعضاء الجمعية لنشر المعرفة الفلكية وتعزيز الوعي العلمي بين الطلبة.
كما جعلت الجمعية من منصات التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من منظومة نشر الثقافة الفلكية والفضائية، عبر محتوى علمي متنوع وهادف يلبي اهتمامات مختلف شرائح المجتمع.
واختتم السعيدي بالقول إن هذه الجهود تأتي انسجامًا مع توجهات رؤية عُمان 2040، التي تسعى إلى ترسيخ مكانة العلوم والفضاء والابتكار كركائز أساسية للتنمية المستدامة وبناء مجتمع معرفي واعٍ يستلهم المستقبل من العلم والبحث والاكتشاف.