الشارقة ـ شؤون عُمانية:
شاركت الكاتبة والحكواتية العُمانية وفاء بنت سالم الحنشية في ملتقى الشارقة الدولي للراوي، الذي يحتفي بيوبيله الفضي هذا العام، ليروي حكاية ربع قرن من الحكاية والذاكرة.
وقدمت الكاتبة وفاء الحنشية ورقة بحثية عن الرحالة ابن جبير الأندلسي، الرحالة الذي أرخ للحج والعمران، ووقعت روايتها المشتركة “بلقيس” مع الكاتب اليمني عصام الدمني.
يأتي هذا الملتقى برعاية سمو الدكتور الشيخ سلطان القاسمي، حاكم الشارقة. وقد نجح هذا الملتقى، الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث، في أن يكون واحداً من أبرز الفعاليات الثقافية العالمية في مجال الحكاية والسرد الشفاهي وأدب الرحلة، جامعاً رواةً وباحثين ومبدعين من مختلف القارات. ويأتي هذا الحدث ليؤكد دور إمارة الشارقة في صون التراث الثقافي غير المادي وتعزيز التبادل الحضاري الإنساني.
ملتقى الراوي هذا العام جاء تحت شعار (حكايات الرحالة: ابن بطوطة أنموذجاً)، وبلغ عدد المشاركين أكثر من 120 راوياً وباحثاً من نحو 35 دولة. بينما حلت جمهورية المالديف ضيف الشرف، وكانت الشخصية الفخرية الكاتب الإماراتي محمد المر، أحد أبرز المبدعين في أدب الرحلة.
ومن ضمن المبادرات الخاصة في الملتقى هذا العام مبادرة «الوفاء للمبدعين» تكريماً لرواد أسهموا في حفظ التراث، مثل الفنانة المغربية أمينة كوسطو.
يأتي هذا الملتقى السنوي، الذي يكون تحت إشراف مباشر من الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، بأهداف سامية كالحفاظ على التراث غير المادي، وخاصة فنون الحكاية والسرد الشعبي.
ويعمل الملتقى على دمج التراث مع التكنولوجيا عبر التوثيق الرقمي ووسائل العرض الحديثة، مع تعزيز التبادل الثقافي الدولي بدعوة ضيوف من مختلف الدول.
ويتضمن الملتقى جملة من الأنشطة والفعاليات، بما فيها جلسات علمية تناولت أدب الرحلة وتجارب الرحّالة، إضافة إلى حلقات عمل في فنون الحكاية والسرد، ومعارض وثائقية وثقافية مرتبطة بالرحّالة، وعروض فنية وشعبية من دول مشاركة.
كما كرم الملتقى شخصيات بارزة أسهمت في صون التراث الثقافي.
يهدف الملتقى إلى تعزيز الهوية الثقافية الوطنية والعربية، وتوثيق الذاكرة الشعبية ونقلها للأجيال، والإسهام في إثراء أدب الرحلة كمجال معرفي وإنساني، وبناء جسور للحوار الثقافي بين الشعوب.
وقد شارك من سلطنة عُمان نخبة من الحكواتيين في ركن الحكايات.
يمثل ملتقى الشارقة الدولي للراوي في يوبيله الفضي محطة ثقافية عالمية تحتفي بالحكاية والذاكرة الإنسانية. فالحكايات ليست مجرد تراث ماضٍ، بل هي أداة حيّة لإعادة صياغة الوعي الثقافي وربط الأجيال. ومع هذا الاحتفال بمرور خمسة وعشرين عاماً، يؤكد الملتقى أن التراث ليس مادة للعرض فقط، بل رافداً للتجديد والإبداع والهوية.
