مسقط- شؤون عُمانية
قدّمت مبادرة “أسمعني” بمركز الشباب في (جراند مول) مسقط، حلقة عمل جديدة بعنوان “متأتئ أمام الجمهور” قدّمتها أعراف بنت حامد الحارثية، طالبة علم الاجتماع بجامعة السلطان قابوس وعضو المبادرة.
هدفت الحلقة، التي حضرها عدد من الشباب المهتمين بالمجال التعليمي، إلى تمكينهم من اكتساب مهارات التحدث أمام الجمهور، والتعامل مع التوتر والخوف، مع التأكيد على أن التأتأة ليست عائقًا، بل تجربة يمكن تحويلها إلى قوة وحافز للتميّز.
وركزت الحارثية في حلقتها على أهمية الاستعداد العقلي والنفسي والشخصي قبل مواجهة الجمهور، مؤكدةً أن التحدث ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو انعكاس لثقة المتحدث، شغفه، وقدرته على التواصل الإنساني. كما عرضت تقنيات عملية تساعد المتأتئين وغير المتأتئين على تحويل التوتر إلى طاقة إيجابية وبناء خطاب ملهم.
واشارت في سياق الحلقة إلى أن موضوع التأتأة يعد من القضايا التي تحظى باهتمام متزايد على مستوى المبادرات المجتمعية، حيث تشير تجارب المشاركين إلى أن مواجهة الجمهور تظل واحدة من أبرز التحديات التي تواجه الأفراد الذين يعانون من التلعثم.
وتبرز أهمية هذه اللقاءات في توفير مساحة تدريبية عملية، تتيح للمشاركين خوض تجربة مباشرة أمام جمهور متنوع، ما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويكسر الحاجز النفسي المرتبط بالخوف من التحدث.
وأوضحت أعراف الحارثية أن صوت الإنسان هو هويته ورسالة لا ينبغي أن تُختصر في تعثر أو تلعثم، مضيفةً: “لسنا متأتئين فقط، نحن أصحاب قصص ورسائل تستحق أن تُسمع، وقوة حضورنا تكمن في صدقنا وشجاعتنا.”
وأكد الحضور أن الحلقة منحتهم فرصة للتعرّف على أساليب جديدة للتعامل مع التوتر والقلق، مشيرين إلى أن المشاركة ساعدتهم على النظر إلى التأتأة بوصفها سمة إنسانية طبيعية يمكن تجاوزها بالتدريب والممارسة.
وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود “أسمعني” لتسليط الضوء على قضايا الشباب وإيجاد منصات داعمة تعزز قدراتهم في مجالات التواصل والإلقاء، بما يسهم في بناء جيل أكثر استعدادًا للانخراط في الحياة العامة والمهنية.