فاطمة بنت ناصر
المحتالون كالفئران يزدادون ذكاءاً مع مرور الوقت، يعتمدون -بالإضافة إلى ذكائهم- على فهم سيكلوجية الناس وما يحرك غرائزهم.
ومع تطور طرق وأشكال الاحتيال، إلا أن الأنظمة التي تستخدم فيها واحدة لا تتغير، والفرق الوحيد أن المحتال يحاول تعزيز الثقة عن طريق بعض المظاهر الخارجية، وأهم هذه المظاهر هي استخدام الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وتدعيم الثقة من خلال ترويج بعض المشاهير لتلك المنتجات، مما يعزز ثقة الجمهور ويسهل بالتالي وقوعهم في الفخ.
طرق الاحتيال بسيطة ولها وعود متشابهة منها:
1- الحصول على عوائد مضمونة في فترة قصيرة دون تعب وعناء، بدعوى الاستثمار.
2- تعزيز الثقة لدى العملاء من خلال توزيع دفعات أولى (مالية أو على شكل هدايا مجزية سيارات وهواتف وغيرها).
هذه أهم سمتين من سمات طرق الاحتيال، ويبقى الهم الأكبر هو كيفية تعزيز وعي الناس في عدم الثقة بغير الجهات الحكومية المعنية.
لنتذكر معاً حين برزت المحافظ الوهمية في فترة من الفترات واستغلت ثقة الناس ببعضهم البعض، وتم توزيع الأرباح من أموال العملاء الجدد، وحين قل انضمام الناس للمحفظة، انهارت وأخذ المحتال كل الأموال التي جمعها.
تطور الأمر مع مرور الوقت ودخول وسائل التواصل الاجتماعي التي تسهل على المحتال جذب فئة أكبر بكثير من خلال آلاف المتابعين للمشاهير، بل أنهم تمنكوا مؤخرا وتحديداً في القضية التي أثيرت الأيام الماضية (هاي شوبينج) من استخدام وسائل إعلام معروفة مثل إذاعة (مسقط) التي خصصت حلقات للترويج لهذا المشروع وشاركت في تغطية الحفل الذي أقامته الشركة، وتحاورت مع المشتركين الذين شجعوا بدورهم الانضمام للشركة!
احذر من (بونزي والهرمي)
تعتمد معظم الاحتيالات على أموال العامة على نظامين (بونزي والهرمي)
1- نظام بونزي
• تم تسميته نسبة لـ تشالز بونزي الذي اشتهر في عشرينيات القرن العشرين في الولايات المتحدة. وتقوم فكرته على وعد المستثمرين بأرباح مرتفعة وسريعة تفوق العوائد الطبيعية في السوق، لكن من دون وجود نشاط استثماري حقيقي يحقق هذه الأرباح. ففي عام ١٩١٩، روّج بونزي لفكرة استثمارية تقوم على استغلال فروقات أسعار قسائم البريد الدولي من دول ذات عملات منخفضة القيمة وإعادة بيعها في أمريكا لتحقيق أرباح كبيرة.
ولكنه بدلا من أن يستثمر الأموال كما وعد، قام بونزي بدفع أرباح المستثمرين القدامى من أموال المستثمرين الجدد، مما جعله يخلق نجاحاً وهمياً، الذي جذب بدوره المزيد من الأشخاص الطامعين في الأرباح السريعة.
2- الاحتيال الهرمي
يشبه إلى حد كبير احتيال بونزي، مع فروقات بسيطة، فالاحتيال الهرمي يقوم بشكل أساسي على جذب عملاء جدد عن طريق العملاء الحاليين، وكلما زاد عدد المنضمين من طرفك سوف تزيد أرباحك.
ختاماً
إذا ما المال في يدٍ، أظهر الزيف جمالاً، وما كلّ ما يلمع ذهباً، فاحذر من خداعه.