شؤون عمانية- عبدالله الرحبي
ستضاف النادي الثقافي مساء أمس الروائي المصري محمد سمير نَدَا، الحائز على جائزة البوكر للرواية العربية لعام 2025، في جلسة حوارية شيّقة بعنوان «صلاة القلق .. بين حدي الكتابة والتلقي».
شهدت الجلسة استعراض مضامين الرواية من حيث ثيماتها وسماتها الكتابية وأبعادها الفلسفية والتاريخية، كما تناولت أبرز شخصياتها وأحوالها النفسية والعاطفية تجاه المتغيرات السياسية والاجتماعية، إضافةً إلى رؤيتها للقضايا والأحداث التي عالجتها الرواية. كما أُلقي الضوء على تجربة الكاتب الإبداعية منذ بداياته في النشر عام 2016.
أدارت الحوار الدكتورة منى حبراس، وتحدث الروائي عن تعدّد الأصوات في الرواية، وكيف يقود القارئ عبر تتبّع الأحداث إلى الوقوع في فخ القلق والشعور بالحيرة المولِّدة للتساؤلات، تاركًا له حرية التأويل والتفكّر. وأوضح أن رواية «صلاة القلق» كُتبت على مدى زمني طويل، وبفترات متقطعة من التأمل والتفكير، مؤكّدًا أنه أنجزها بأريحية ودون ضغوط.
وأشار نَدَا إلى أنه ربط فصول روايته ببعض أغاني عبدالحليم حافظ، تماشيًا مع الحقبة الزمنية للأحداث، حيث تحمل تلك الأغاني شاعرية خاصة ورمزيات متعددة، الأمر الذي تطلّب منه جهدًا مضاعفًا. وأكّد أن القارئ هو من يتحكم في تفكيك تفاصيل الرواية وتقييم شخصياتها عبر الأسئلة التي تثيرها، لافتًا إلى أن بعض الشخصيات وُصفت بسمات متباينة، ولكلٍّ منها سبل نجاة مختلفة. ومن ذلك شخصية شواهي الرمزية المتمرّدة، التي تحاول الخروج من المعاناة وسط حلول متعددة، وكذلك شخصية الخالة وداد التي تتحدث بلسان المرأة وتمتلك مفاتيح أوسع للحياة.
وختم الروائي بالقول إن ما يكتبه في روايته هو محاولة لتجسيد الواقع العربي، مشيرًا إلى أن الهزيمة التي تجسّدت في نكسة 1967 في مصر وبقية الدول العربية، تنعكس في الرواية كعنوان جامع للهزيمة والانكسار.

والجدير بالذكر بأن رواية صلاة القلق تسرد أحداثها في قرية معزولة في الصعيد، تعيش تحت تأثير الحرب مع إسرائيل، رغم انقطاعها عن العالم الخارجي. يعاني سكانها من وباء غامض، ويجدون أنفسهم محاصرين بين الأسطورة والواقع، حيث يتحدث ثمانية أشخاص عن حياتهم وصراعاتهم اليومية، كلٌّ منهم يحمل جانبًا من لغز النجع
أتي الجلسة الحوارية في إطار احتفاء النادي الثقافي بالمبدعين العرب وتكريما لإنجازاتهم. . فوز رواية (صلاة القلق) يمثل إضافة بارزة للأدب العربي المعاصر ويبرز موهبة الكاتب في تقديم سرد أدبي يجمع بين العمق الفكري والجمالية اللغوية ،وتتناول الرواية قضايا الاضطهاد والحرية والسلطة من خلال سرد متعدد الأصوات ولغة شعرية تدور أحداثها في قرية خيالية تُدعى (نجع المناسي) بعد انفجار غامض عام 1977م.
