رصد- شؤون عمانية
كاثرين شكدم، اسم لجاسوسة إسرائيلية عاد للظهور مع انطلاق شرارة الحرب بين إسرائيل وإيران، إذ تناقلت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ادعاءً عن اختراق استخباراتي كبير لإيران، نفّذته شكدم، ووصلت من خلاله إلى أعلى دوائر صنع القرار، بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي، والرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، وعدد من ضباط الحرس الثوري.
وبحسب الرواية المتداولة، فإن شكدم نجحت في لقاء خامنئي، وأوقعت نحو 100 مسؤول إيراني رفيع في شباكها. وتزامن إعادة تداول هذه المزاعم مع حادثة اغتيال القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية أثناء زيارة رسمية له إلى طهران، وهو ما اعتُبر – ضمن تلك الرواية – دليلاً على وجود اختراق أمني خطير داخل الدولة الإيرانية.
إلا أن قناة “العربي”، في تحقيق نُشر عبر برنامج “بوليغراف”، أشارت إلى أن هذه الادعاءات قديمة ومفبركة، وقد سبق تداولها منذ عام 2021، ثم أُعيد استخدامها ضمن سياق الحرب الإعلامية التي تتصاعد مع كل توتر في المنطقة.
وفي مقابلة قديمة نشرتها صحيفة تايمز أوف إسرائيل عام 2021، نفت شكدم تلك المزاعم، مؤكدة أنها زارت إيران بجواز سفر فرنسي بصفتها إعلامية، وأجرت مقابلة مع إبراهيم رئيسي عام 2017 عندما كان مرشحًا للرئاسة، دون أي صلة لها بالأجهزة الأمنية أو بمراكز القرار.
وتسلّط هذه القصة الضوء على مدى اتساع دائرة الحرب الدعائية والمعلومات المضللة، خاصة خلال النزاعات، حيث تكون الأخبار الملفقة أداة فعّالة للتأثير النفسي والتشويش الإعلامي.
ويبقى السؤال قائمًا: كيف يمكن للمتابع أن يميّز الحقيقة وسط هذا الضجيج الإعلامي المتزايد؟