عائشة بنت جمعة الفارسية
من يدنو من سور حديقتها.. وأنا التائب عن قطاف الثمار تلك التي تتجاوز سور مالكها لتصل لسالكي الشارع الضيق بين مزارع القرية وعلى أسوار الجيران.
بعد أن طبعت آثار قدماي على دروب المزارع، صباح مساء أقطف ما دنا وأضرب بعصاي ما بعد.
كبرت، وذهبت لشيخ القرية أستفتيه بعد أن سمعت جملة من صديق جار لنا أتى للزيارة ذات يوم، وتقدمت لأقطف المانجو الذي تدلى من مزرعة الخالة سلمى.
حين لفظ جملته (حرام مايجوز).
من سيدنو من سور حديقتها؟
لم يكن حرماني من وقت اللعب في القيظ إلا أصعب ما قد يمر بي.
ولسوء حظي كان محمد صديقي يسكن بجانب مزرعتنا، وعندما يحين موعدنا يكون، في ذات الوقت الذي يذهب فيه أبي للخراف واللقاط.
وحتى لا يراني أبي، اتفقت مع محمد بعد عدة محاولات سابقة لم تنجح بأن أصدر هذه المرة صوت نباح الكلب ليخرج ونذهب.
ولا أعلم من أين أتى ذلك الكلب؟! حتى قفزت سور المزرعة لأجدني في حضن أبي.
فلتدنو من سور حديقته.
حين عجز الزوج عن معرفة من يقطع تلك الأفرع التي تتناثر مع الأوراق حول الشجرة، أحضر كلبا ما إن يرى المارة أطلق نباحه وانطلقنا خائفين كمن يسابق الزمن.
الباب الذي كان مشرعا ندخل جميعا لقطع ثمار الصوبار الأخضر الحامض وهز الشجرة حتى يتساقط الثمار.
الآن، ثقل حمل سدرة الصوبار وأضحت تئن.. كنا سنخلصك لو لم يكن الكلب موجودا! .
من يدنو من سور حديقتها.
حاولت أن أخبر أخي الصغير الذي سافر لزيارة عمتي في المدينة أن صاحبة المزرعة التي تتفرع أطراف سدرة النبق في الجهة الغربية قد باعت المزرعة.
وعندما رجع أخي مساء ذلك اليوم، وجدته مع أبي في غرفة مغلقة.
خرج وهو يتمتم (من زين النبق كله دود!!)
ثم أردفت مبتسمة موجهة نظري اليه وعيناي تقول:
(من يدنو من سور حديقته).